النفاقُ على المكشوف
النفاق على المكشوف.
بقلم الشيخ عبد المنان السنبلي.
أما أنا فلا ألوم من ندّد بقصف أبوظبي..
لا ألوم أحداً من الأجانب أَو العرب إن ندّدوا أَو استنكروا أَو تعاطفوا مع الإمارات!
لا ألومهم إذَا كانوا لا ينظرون إلا بمنظارٍ واحدٍ أَو نصف منظار لما يجري في اليمن!
حتى الأزهر وشيخ الأزهر لا ألومهم أَيْـضاً،
فنحن في زمن انعدمت فيه الشجاعة وقول الحق وشاع فيه قول الزور والنفاق على المكشوف!
وكيف يحق لي أن ألومهم أصلاً أَو أعتب عليهم إذَا كان هنالك من بني وطني شريحةٌ واسعةٌ من سارعوا على التو وأعلنوا قبل غيرهم من العالمين إداناتهم وتنديدهم واستنكارهم وتعاطفهم مع الإمارات!
حتى أُولئك الذين عانوا ولاقوا من الإماراتيين ما عانوّه ولاقوه من ويلات وملاحقاتٍ (بنيران صديقة)، أدانوا وندّدوا أيضاً!
أي زمنٍ هذا الذي نعيش فيه؟!
أهانت عليكم اليمن إلى هذا الحد؟!
وهل أبو ظبي أَو دبي أغلى عليكم من صنعاء؟
ها هي صنعاء تقصف لليوم الثالث على التوالي وها هم الضحايا يسقطون بالعشرات أمام أعينكم، أطفال ونساء وأبرياء!
وها أنتم ولليوم الثالث على التوالي مازلتم تبعثون عبارات الإدانة والشجب والتنديد والإستنكار لأبوظبي والتي لو ظللتم تقبلون نعال وأحذية حكامها وتلعقونها مِئة سنة لما سمحوا لكم بأن تطأ أقدامكم مطارها.
ثم تزعمون بعد ذلك أنكم عائدون يوماً إلى صنعاء فاتحين ومحرّرين وآملين بأنها ستفتح لكم ذراعيها مستقبلة بعقود الفل وباقات الورود!
صدق من قال:
تنسى الرؤوس العوالي نار نخوتها
إذا امتطاها إلى أسيادهِ الذنبُ.