متابعات| رصد*:

لم تكشف المناورات العسكرية، التي أجرتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، عن أسرارها وتفاصيلها بعد. بل تركتها أسيرة الغموض والحيرة، لدى الجهات المعادية والمراقبة، كما عبر عن ذلك قائد القوة البحرية الأدميرال “علي رضا تنكسيري” مؤخراً.

وقد تنوعت مراحل وأماكن إجراء هذه المناورات والتدريبات، ما بين إطلاق الصواريخ الباليستية وضرباتها الدقيقة ضد الهدف المحاكي لمفاعل ديمونا النووي. أو تنفيذ عمليات كوماندوس برية وبحرية خاطفة، التي تم الكشف خلالها عن انضمام دبابة كرار المتطورة الى الخدمة. وصولاً الى استعراض مجموعة مختلفة من صواريخ سطح سطح وارض جو وأرض بحر، والكشف عن منصات إطلاق سرب الطائرات المسيرة الانتحارية.

لكن بحسب المشاهد والصور التي وزعت للمناورة، فإنه بالإضافة الى كل هذه الإنجازات، تم اختبار زورق بحري انتحاري مسير. أظهرت مشاهد الفيديو انه أسرع من الزورق المسير الآخر “يا مهدي”، الذي تم الكشف عنه في مناورة سابقة، حينما استهدف مجسم يحاكي حاملة الطائرات الامريكية ” يو أس نيمتز”. كما كشف الفيديو أنه محمل بكمية كبيرة من المتفجرات، التي ولدت حين اصطدامها بالهدف البحري انفجاراً ضخماً. كما أظهرت أن هذا الزورق تمتلك مقطع عرضي للرادار منخفض (مقياس مدى قابلية اكتشاف جسم بواسطة الرادارات RCS).

هذا الأمر يكشف أن حرس الثورة الإسلامية يركز أيضاً، على تطوير أجيال جديدة من السفن والزوارق الانتحارية المسيرة عن بعد، من أجل تعزيز طبقات المنظومة الدفاعية الشاملة للبلاد، ضد الأهداف العدائية المختلفة.

فما هي مواصفات زورق “يا مهدي”

_ زورق عالي السرعة مسير عن بعد، مجهز بمعدات استشعار مختلفة وقاذفة صواريخ بثلاث سبطانات.

_ يمتلك الزورق ذو الهيكل المركب، مقطعاً عرضياً منخفض للرادار، كما يمتلك محركين بقوة 660 حصان، مما يجعل سرعته تصل 60 عقدة (111 كم بالساعة).

_ يبلغ طوله 11.9 مترًا، وعرضه 3.1 مترًا، وارتفاعه 1.5 مترًا.

_ وبسبب المحاولات الامريكية المستمرة، لتصنيع منظومات صاروخية مضادة لهذه الزوارق، رغم ما تكلفه من مبالغ باهظة. لذلك تسعى إيران في المقابل، الى تطوير هذه الزوارق باستمرار، من خلال تطوير قدرات التخفي عن الرادارات عبر استخدام مواد في تصنيع الزوارق تمتص اشعة الرادار، ومن خلال تصميم بدن الزورق بطريقة تسمح بالتخفي عن الرادار. وأكبر مثال على ذلك هو مشروع زوارق سراج الذي تعمل على إنتاجه وزارة الدفاع.

غواصات غير مأهولة ومسيرة عن بعد!!

ومن أهم المشاريع التي يسعى الى تطويرها حرس الثورة، مشروع بناء غواصات غير مأهولة ومسيرة عن بعد، تكون شبيهة بالغواصات من طراز “غدير”، ويمكنها ارسالها في العديد من المهمات، أبرزها إطلاق الطوربيدات باتجاه اهداف بحرية (غواصات أو سفن).

وهذا ما يمكن لإيران تحقيقه، بعد استطاعتها توطين مشروع بناء الغواصات، ويمكن الاعتماد على نماذج سبق لشركة بوينغ الامريكية ان صنعت مثلها والصين وحتى كوريا الجنوبية.

المميزات التكتيكية لهذه الزوارق والغواصات

_ الهجوم بأنساق كبيرة ومتنوعة، وتقليل هوامش الخطأ البشري وزيادة معايير الدقة.

_ إمكانية نشرها في كمائن معدة مسبقاً، على الشواطئ الطبيعية أو الأنفاق تحت الأرض، دون الحاجة أو بحاجة أقل للكادر البشري، وبالتالي تقليل التكاليف ونسبة المخاطر.

_ إن دمجها في عمليات الهجوم عبر صواريخ الكروز والطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية في آن معاً، سيمكن إيران من اختراق أكثر المنظومات الدفاعية تطوراً، مهما كان حجم ونوع السفينة أو القطعة البحرية.

* الخنادق