مؤامرة سعودية جديدة لزرع الفتنة بين صنعاء وطهران
مؤامرة سعودية جديدة لزرع الفتنة بين صنعاء وطهران
متابعات| صنعاء:
أعلنت حكومة صنعاء قبل عدة أيام عن وجود تفاهمات إيرانية سعودية قادتها بغداد لنقل السفير الإيراني الراحل “حسن ايرلو” إلى طهران لتلقي العلاج.
وأكد “محمد عبدالسلام” رئيس وفد حكومة صنعاء المفاوض المقيم في مسقط، وجود تفاهم إيراني سعودي عبر بغداد تم بموجبه نقل السفير الإيراني لدى حكومة صنعاء، على متن طائرة عراقية، لظروفه الصحية.
وأشار أن ما يرد في وسائل الإعلام من روايات وتكهنات هي عارية عن الصحة، في إشارة إلى وجود خلافات بين صنعاء وطهران. وكان عضو وفد وفد حكومة صنعاء، “عبدالملك العجري”، أفاد بان مغادرة السفير الايراني جاءت لأسباب صحية محضة، و لا علاقة لها بخلافات مع اصدقائنا الإيرانيين كما زعمت وسائل اعلام أجنبية.
ومن جانبه، اكد المتحدث باسم الخارجية الايرانية سعيد خطيب زادة بان الجمهورية الاسلامية الايرانية تقف الى جانب شعب اليمن وسائر اصدقائها.
وقال خطيب زادة في مؤتمره الصحفي حول المحادثات بين ايران والسعودية والقضايا الحاصلة بين السعودية ولبنان وبعض الدول الاخرى: ان محادثات ايران والسعودية هي حول القضايا الثنائية والاقليمية ونحن لا نتحدث مع احد حول اصدقائنا.
واضاف: ان الرياض تعلم بان سياسة الضغوط والحصار على الدول الاخرى فقدت تاثيرها منذ امد بعيد. نحن نقف الى جانب شعب اليمن وسائر اصدقائنا.
وتابع خطيب زادة: ان المحادثات بين ايران والسعودية جادة. وحول مسالة الى اين سنصل فان الامر متعلق بجدية الطرف الاخر للعبور من التصريحات الاعلامية المحضة.
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن السعودية تأخرت في السماح لإيران بنقل سفيرها لدى حكومة صنعاء “حسن إيرلو” وماطلت بهذا الشأن.
وأضاف الوزير الإيراني خلال مراسم تشييع السفير الإيراني: “حاولنا نقل الشهيد إيرلو إلى إيران بأسرع وقت لكن الطرف الذي “يقصف الشعب اليمني المظلوم على مدى ست سنوات قصر بهذا الخصوص وظلمنا“.
وقال: “لن ننسى الظلم الذي تعرض له سفيرنا من قبل من يحاصر اليمن”.
وأكد أن طهران ستقدم احتجاجا رسميا وفق المعاهدات الدولية، بشأن مسؤولية السعودية ومماطلة أجهزتها التنفيذية في السماح بانتقال سفيرنا من اليمن.
وأوضح أن إيرلو لم يأخذ إجازة بعد تنصيبه في صنعاء، مؤكدا أنه كان يدعم الحل السياسي في اليمن وكان ينقل الحقائق. وأعرب عن تعازيه السفير وقال إن إيرلو كان مدافعا وصوتا عن أحقية ومظلومية الشعب اليمني.
وكتب “حسين أمير عبد اللهيان” في رسالة التعزية أن خبر الوفاة أثار أسفه الشديد وجميع أصدقائه وزملائه. وأضاف: “الشهيد إيرلو، كان من مضحي الحرب المفروضة على إيران وأصيب بفيروس كورونا“. وأشار إلى أن “إيرلو” بذل كل جهوده في مختلف المجالات للدفاع عن أهداف الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وكانت الخارجية الإيرانية قد أعلنت في وقت سابق الثلاثاء عن وفاة السفير الإيراني لدى اليمن حسن إيرلو متأثرا بإصابته بفيروس كورونا.
وحول هذا السياق، ذكرت العديد من التقارير الاخبارية بأن الرياض حاولت استغلال هذه القضية لزراعة الفتنة بين طهران وصنعاء وتوجيه اصابع الاتهام لحكومة صنعاء واتهامها بالتسبب بموت السفير “حسن ايرلو”، لكن الاشقاء في طهران وصنعاء تنبهوا إلى هذه المؤامرة وذكروا أن تحالف العدوان هو الذي وقع الكثير من العراقيل امام نقل “ايرلو” إلى ايران لتلقي العلاج.
الجدير بالذكر أن قائد الثورة اليمنية السيد “عبدالملك الحوثي” أكد قبل عدة أيام أن النظام السعودي الذي يغلق أجواء اليمن على أبنائه يفتح أجواء مكة والمدينة لرئيس وزراء العدو الإسرائيلي في زيارته للإمارات.
ومن جهته يعتقد الكاتب والباحث السياسي اليمني “عادل دشيلة”، أن سماح التحالف، بقيادة السعودية، بإخراج “إيرلو” من صنعاء إلى العراق، ربما يأتي “في إطار تهدئة الأجواء مع إيران، وخصوصاً أن العراق يدير الحوار بين الجانبين“.
ويشير “دشيلة”، إلى أن هذه الخطوة تأتي “في ظل الرغبة السعودية في التقارب مع طهران لحل الأزمة اليمنية“. ويصف هذه الخطوة السعودية بالموافقة على مغادرة إيرلو بـ”المميزة، لأنها تأتي ضمن حسن النوايا لتقريب وجهات النظر”، مضيفاً: “لا يُستبعد أن يكون هناك اتفاق بين الإيرانيين والسعوديين على خروج إيرلو“.
كما لم يستبعد وجود صفقة أخرى بين السعودية وحكومة صنعاء وإيران، قد تتضمن “إطلاق سجناء سعوديين لدى قوات حكومة صنعاء“. لكنه يرى أن هذه الخطوة جاءت بمعزل عن حكومة اليمن، موضحاً: “كيفما جرت العملية فإنها دليل على أن تحالف العدوان السعودي تصرَّف بمعزل عن الحكومة اليمنية المستقيلة القابعة في فنادق الرياض، ويدير علاقاته وأيضاً مباحثاته مع الجانب الإيراني من طرف واحد دون إشراك الحكومة اليمنية المستقيلة“. ويرى أيضاً أن هذا الأمر “دليل على أن تحالف العدوان السعودي يسعى للحفاظ على مصالحه ولو كان ذلك على حساب مصالح اليمنيين”، مشيراً إلى أنه في الفترة القادمة “ربما نرى تقدُّماً ملحوظاً في الحوار الإيراني-السعودي“. وعن الحديث كما قالت الصحيفة الأمريكية عن وجود خلافات، يقول دشيلة: “أعتقد أن هناك علاقات استراتيجية بين حكومة صنعاء وطهران، ولا يمكن أن يأتي الخلاف بين ليلة وضحاها”.
إن كل هذه التقارير الاخبارية تكشف الوجه القبيح للمملكة التي تفننت في قتل أبناء واطفال الشعب اليمني والتي خذلت وباعت القضية الفلسطينية من أجل التقرب والتودد من قادة تل أبيب ولكن مهما قصر الزمان او طال فسوف تقع الرياض في شر اعمالها ولن تجد من ينقذها او يقدم لها يد العون.
إن الدعم اللامحدود الذي يُقدّمه النظامان السعودي والإماراتي يُشكل ركيزةً أساسية للمشروع الصيهو-أمريكي في المنطقة من خلال توظيف إمكاناتهما ترغيباً وترهيباً لدفع الدول العربية والإسلامية نحو التطبيع. وتمّ تحويل الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي إلى مجرد مظلةٍ لشرعنة التطبيع وتمرير ذلك المشروع. لذا، فمن المتوقع أن تتّجه كل الدول العربية نحو التطبيع وينظر أبناء الشعب اليمني العزيز، والملايين من أحرار الأمة العربية والإسلامية إلى محور المقاومة كآخر أمل، لاستعادة العزة والكرامة والحرية المسلوبة منذ وقتٍ طويل، فيما ينظر المشروع الصهيو-أمريكي وأدواته في المنطقة إلى محور المقاومة كعقبةٍ أخيرة تواجه عملية استكمال إخضاع المنطقة وتدجين شعوبها، وتمكين “إسرائيل” من قيادتها. لذا، فتماسك محور المقاومة ونجاحه سيُنعش الآمال والتطلعات لدى شعوب المنطقة، وسيُسهم في إحداث ثوراتٍ داخلية تؤسس لمرحلةٍ جديدة في المنطقة تحت عنوان الاستقلال ورفض التدخل.
* الوقت