تصعيدُ التحالف.. أهدافٌ وذرائع
تصعيدُ التحالف.. أهدافٌ وذرائع
منصور البكالي
كما أن لكل عمل عسكري أهدافاً ومقاصدَ ميدانية ونفسية وإعلامية وسياسية، فَـإنَّ لها أَيْـضاً مبرّرات وذرائعَ يسوّق لها أمام الرأي العام عبر وسائل الإعلام المختلفة لصناعة رأي مساند يخفف من حدة السخط الشعبي وردة فعله في الدول والمناطق الداخلة في دائرة الحرب الأمريكية في المنطقة.
وفي بداية العدوان الأمريكي السعوديّ على الشعب اليمني سوق المعتدون مبرّر إعادة ما يسمى بـ “الشرعية ” كهدف لعدوانهم عليه دون علم من قيادات شرعيتهم المزعومة التي أكّـدت حينها مفاجأتها بشن أول غارات العدوان على اليمن وهي في الطريق للهروب خارج الوطن، والتي لم يسمح لها بالعودة بعد إلى المحافظات المحتلّة.
وعندما صمد الشعب اليمني وقيادته السياسية والعسكرية في جبهات المواجهة منذ سبعة أعوام زادت جرائم العدوان وارتفع السخط العالمي ضد الإدارة الأمريكية وأدواتها، وكادت مبرّراتها أن تندثر ما أجبرها أن تبحث عن مبرّرات جديدة لغارت طيرانها وقنابلها وصواريخها المحرمة دوليًّا وما تحدثه من جرائم حرب بحق الأطفال والنساء وتدمير البنية التحتية والمنشآت المدنية في مدن وقرى المحافظات الحرة؛ لتكون هذه المرة تحت ذريعة استهداف مخازن السلاح ومصانع وورش إنتاج الطيران المسير والصواريخ البالستية.
وبهذه المبرّرات وتلك يتفنن العدوّ الأمريكي السعوديّ ومن خلفه المجتمع الدولي والمنظمات اللاإنسانية المتماشية معه في التسويق لاستمرار عدوانهم وحصارهم وما يتسببون به من جرائم ومآسٍ ومعاناة بحق الشعب اليمني، وكأنها جرائم مشروعة وغير مدانة وتتوافق مع الاتّفاقيات والمعاهدات والمواثيق الدولية، وكأنها عمل ضروري يساعدون به الشعب اليمن قتلاً وتجويعاً، مخفين هدفَهم لإركاعه وإخضاعه ليكون لقمة سائغة سهلة البلع والاحتلال.
وتوقيتُ تصاعد غارات طيران العدوّ الأمريكي السعوديّ على الأحياء السكنية والمنشآت المدنية في العاصمة صنعاء، يتزامن مع معركة كسر العظم الذي يخوضها مجاهدو الجيش واللجان الشعبيّة في ما بقي من محافظة مأرب، وتهدف هذه الغارات لتعزيز الروح المعنوية لدى مرتزِقة العدوان كضمان والتزام قطعه الجانب الأمريكي على نفسه في مؤتمر المنامة أمام الكيان الصهيوني المرعوب وأدواته الخليجية المنهزمة في اليمن.
وأمام هذا التصعيد والتخبط الأرعن يدرك الشعب اليمن وكل أحرار العالم حقيقةَ ضعف السياسة الأمريكي وهزيمتها العسكرية والأخلاقية في ميدان العمليات من خلال نوعية المناطق المستهدَفة وكذا البروبجندا الزائفة التي تسوّق لها إعلامياً، وأن استمرار العدوان تحت أية ذريعة مهما طال زمنه أخفق وفشل في نزع الروح الوطنية والجهادية من نفوس أبناءه وسيفشل في احتلال شبراً واحداً من الأراضي اليمنية.