قوّات صنعاء تقتحمُ السورَ الأولَ لمدينة مأرب وتفتحُ خطّاً جديدًا نحو صافر
بالتفاف مباغت من جنوب شرق البَلْق الشرق يتوغّلت بمناطق واسعة واستراتيجية داخل مديريّة الوادي
متابعات| مأرب:
انتقلت المعاركُ الدائرةُ بين قوّات صنعاء من جهة، والقوات لهادي من جهة أُخرى، من المدخل الجنوبي لمدينة مأرب إلى جنوبِ وادي عبيدة، آخر مديريات المحافظة التي لا تزال خارج سيطرة قوات صنعاء.
وبحسب مصادرَ قبَلية تحدّثت إلى «الأخبار»، قوّات صنعاء، بمساندة مقاتلين قبليّين من أبناء مراد وعبيدة، توغّلت في مناطق واسعة واستراتيجية داخل مديريّة الوادي، بُعد معارك عنيفة استُخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة، وتخلّلتها أكثر من 50 غارة لطيران التحالف السعودي – الإماراتي، منها 35 استهدفت جبهات التماس، خلال مواجهات أول من أمس.
وأوضحت المصادر أن قوات صنعاء «تمكّنت من السيطرة على مناطق مهمّة في اتّجاه وادي عيد، كمنطقة بير آل عقار ومحيطها، وشرق منطقة الفليحة، وكذلك منطقتَي الغريفات العليا والسفلى»، مضيفة أن «قوات هادي ومقاتلي حزب الإصلاح تفاجأوا بالتفاف عسكري مباغت نفّذته قوّات صنعاء من جنوب شرق البَلْق الشرقي، ما مكّنهما من الوصول إلى منطقة الرملة الاستراتيجية في وادي عبيدة».
وكان اتّسع نطاق المواجهات عبر عدّة مسارات، تَمثّل أوّلها في الغريفات، وُصُـولاً إلى الرملة، بينما الثاني من بير عقار في الجبهة الجنوبية تجاه قرون البور في وادي عبيدة، حيث تمكّنت قوّات صنعاء من الوصول إلى منطقة «محير السمع» المقابِلة لمنطقة النقعة، التي في حال سيطرتهما عليها فسيحسمان جبهة البَلْق الشرقي، بشكل كلّي.
أمّا المسار الثالث، فتمثّل في توغّل قوات صنعاء من منطقة لظاه الواقعة في أطراف مديريّة حريب، باتّجاه منطقة اللجمة الواقعة في نطاق وادي عبيدة، حيث أفادت مصادر محلية بأن المعارك اتّسمت بالكرّ والفر، والقصف المدفعي المتبادل الذي تواصَل منذ منتصف ليل الأحد حتى مساء، أمس، قبل أن تنتهي بسقوط المنطقة تحت سيطرة قوّات صنعاء، التي واصلت هجومهَا في اتّجاه مواقع تابعة لقوات هادي، خلف منطقة اللجمة.
وَأَضَافَت المصادر أن الانفجارات العنيفة الناتجة من المواجهات، باتت تُسمع بقوّة في أرجاء مدينة مأرب كافة.
وفي مديريات عسيلان غربي محافظة شبوة، احتدمت المعارك منذ منتصف الأسبوع الماضي، متّجهةً صوب شمال محافظة مأرب.
وفي هذا السياق، أكّـدت مصادر محلية، لـ«الأخبار»، تمكّن قوّات صنعاء من تأمين منطقة المجبجب ومحيطها، ونقْل المعركة إلى «رمال السبعتين» جنوب غرب منطقة صافر النفطية، من جهة «الهجلة الحمراء».
كذلك، تقدّمت قوات صنعاء في اتّجاه منطقة الجرد، في الجبهة نفسها، لتضع خصومها أمام معادلة جديدة في منطقة صحراوية واقعة بين شبوة ومأرب.
وبهذا التقدّم، تكون قوّات صنعاء قد أزالت الخطر الذي شكّلته قوات هادي، الأسبوع الماضي، على مديريات بيحان الأربع، وتمكّنا من فتح مسار جديد قد يوصلهما إلى ما بعد المنطقة النفطية.
وفي حال متابعتهما المسار خلال الأيّام المقبلة، فسيتمكّنان من الوصول إلى الخطّ الدولي الرابط بين محافظات مأرب وشبوة وحضرموت، وهو ما يعني التعجيل بسقوط صافر.
* الأخبار البيروتية| رشيد الحداد