كل ما يجري من حولك

غلاء يهدم بيوت البسطاء وجوع ينخر أجسادهم فمن المسؤول ومن المتسوِّل؟!

544

بقلم\ إيهاب المرقش

في ظل ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق وبصورة جنونية لم تكن في الحسبان يوماً، أصبح المواطن لا يجد قوت يومه ولا يقوى على الاحتمال؛ فلا يكاد ينتهي ذلك اليوم إلا وقد خارت قواه وهو يبحث في زحام الغلاء وركام الحروب عن لقمة يسد بها رمقه ويشد بها عضده ليكافح، وتستمر رحلة المعاناة في محاولة يائسة منه ليعيل أسرته فما يلبث حتى يُحصر في زاوية حُكم عليه أن يتلقى فيها كل تلك الضربات الواحدة تلو الأخرى فكم سيحتمل في مشهد يواجه فيه المواطن خصوماً خفية وقد حُكم عليه آنفاً بالموت البطيء.
معاناة وألم شديد ومرارة يتجرعها أغلب أبناء مجتمعنا يوماً بعد يوم دون رحمة، بل عقاب جماعي يمارس ويفرض نتيجة الصراعات السياسية وحاله من سيئ إلى أسوأ فأصبح المواطن لا حول له ولا قوة.
ظلم وتعذيب وفقر وجوع وحصار في المعيشة وحرمان من أدنى حقوقه المشروعة، لا سيما أن هناك من توقفت رواتبهم لأكثر من تسعة أشهر وهناك من لا راتب له، فإلى أين يؤول حالهم وقد تم وضعهم بين فكي الكماشة فلا هم من راتب يعيلون أسرهم ولا هم من حكومة تفرج كربتهم وتصرف رواتبهم التي حتى وإن صُرفت فلن تلبي أقل ما يمكن تلبيته.
فهل سيتغير ذلك السيناريو ويظهر من يقف بجانب الطرف الضعيف ويقلب موازين هذا الاحتدام في دولة أصبح أغلبية شعبها متسول، أكان ذلك بصورة مباشرة في الشوارع والأزقة أو غير مباشر عبر المنظمات والجمعيات الخيرية التي تُعتبر أحد أسباب الاتكال والتواكل، إذ أصبح يعتمد على ما تقدمه له من فتات ويرضخ للذل والإهانات على شباك الانتظار في سبيل الحصول على ما يسد رمقه؟!
فدور الدولة مغيب عن حال المواطن، فإلى أين نتجه؟! وإلى نهوي؟! وهل هناك تغير مسار لهذه الحال المزرية؟!!

You might also like