بلاك شيلد: شركةٌ إماراتيةٌ للمرتزقة العسكريين
بلاك شيلد: شركةٌ إماراتيةٌ للمرتزقة العسكريين
هناك الكثير من الشركات الأمنية العابرة للحدود، التي تعمل في منطقتنا، والتي تجند مرتزقة عسكريين من كافة الجنسيات وتدخلهم الى بؤر الصراع بعد أن يتلقوا تدريباتهم مقابل عقود بملايين الدولارات سنويا. ومن أشهر هذه الشركات “بلاك واتر” الأمريكية التي عملت في بلدان مثل العراق، وشركة إماراتية تدعى “بلاك شيلد – Black Shield” التي نشطت في ليبيا واليمن.
كما أن هذه الشركة تحاول استغلال الشعوب ذات الدخل المحدود، من خلال خداعهم وإيهامهم بأنها ستوظفهم في مرافق خاصة ومدنية حيوية داخل الإمارات، مقابل أجور مرتفعة، وقامت بتدريبهم على الأسلحة الثقيلة، دون التوضيح لهم بانها ستستخدمهم في حروب عبثية. كما حصل في العام الماضي، حين احتج المئات من الشباب السودانيين أمام سفارة الإمارات في الخرطوم، بعد أن قامت الشركة بتوظيف أكثر من 270 سودانيًا، تحت إطار العمل في مرافق خاصة في الإمارات، لكن في حقيقة الأمر أنها دربتهم عسكريًا من أجل القتال في اليمن مع المجلس الانتقالي الجنوبي، وفي ليبيا الى جانب قوات اللواء خليفة حفتر. ووفقًا لتقارير وسائل إعلام غربية ، فإن الشركة جندت ما لا يقل عن 3 آلاف سوداني من خلال وكالات السفر السودانية، ووسطاء آخرين يعملون لديها.
وقد أشارت تقارير إعلامية سودانية في العام 2019 أيضاً، إلى أن الجنرال محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي” قد أرسل ما لا يقل عن 4 آلاف جندي لحماية المنشآت النفطية في ليبيا للسماح ل”حفتر” بمهاجمة العاصمة طرابلس حينها. كما كان يتواجد هناك أيضاَ في مدينة بنغازي، مرتزقة سودانيون آخرون تابعون لـ”حميدتي” من ميليشيا “الجنجويد” المرتبطين به. ويعتقد أن الإمارات هي التي كانت تقوم بتمويل نشاطهم هناك.
* موقع الخنادق
تاريخ طويل لأبو ظبي مع شركات المرتزقة
وتسعى أبو ظبي التي لديها تاريخ طويل في توظيف المرتزقة من الدول الفقيرة، من خلال إنشاء هذه الشركة، إلى تعزيز نفوذها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنطقة القرن الأفريقي.
ففي العام 2011 ، وقعت الإمارات عقدًا بقيمة 529 مليون دولار مع شركة Reflex Response Security Consultants التي يديرها مؤسس شركة بلاك ووتر العالمية سيئ السمعة “إريك برنس”، من أجل إرسال المرتزقة الى ليبيا واليمن، ونشرتهم في عدد من الموانئ في دول على طول ساحل البحر الأحمر.
كما تم نشر حوالي 450 مرتزقة من دول أمريكا اللاتينية، يرتدون الزي العسكري الإماراتي في اليمن خلال العام 2015، بهدف القتال إلى جانب تحالف العدوان الذي تقوده السعودية ضد الشعب اليمني. فوفقًا لتقرير نيويورك تايمز، كشف أن هؤلاء المقاتلين تلقوا تدريباتهم في صحراء الإمارات قبل نشرهم.
من ناحية أخرى، أفاد موقع BuzzFeed News في العام 2018، أن الإمارات استأجرت مرتزقة أمريكيين لقتل سياسيين يمنيين، كما سعت للقضاء على الأفراد الذين تحدوا سياساتها الانفصالية في اليمن، أو تحدوا سيطرتها على موارد منطقة الجنوب، أو اعترضوا على تواجدها العسكري تواجد مرتزقتها في جزيرة سقطرى الإستراتيجية.