كل ما يجري من حولك

في ظل عدم امتلاكها رؤية للحل..تعاظم خسائر السعودية جراء التورط في اليمن

453

متابعات- تقرير- عبدالله محيي الدين

بات معلوما أن السعودية أصبحت عالقة في اليمن، بعد سبع سنوات من الحرب التي شنتها على رأس تحالف شكلته في مارس 2015، تحت أهداف بدت لها سهلة المنال، في مجازفة غير محسوبة لحقيقة قدرات وإمكانيات الخصم الذي ستجد نفسها في مواجهته.

وفي ظل المعطيات بعد سنوات من الحرب التي استخدم فيها التحالف جميع أسلحته، حتى المحرمة والمجرمة وفق القانون الدولي، واتخاذه كافة الوسائل لتحقيق أي انتصار شكلي يضمن له الخروج بماء الوجه، يصبح الأمر محرجا للسعودية التي تقف على رأس هذا التحالف، إذ أنها وحتى الآن لا تمتلك- بحسب المحللين السياسيين- أي رؤية تتيح لها مخرجا من فخ اليمن.

وسط التعقيدات التي تشهدها الأزمة اليمنية وعدم نجاح أي مقترح للحل السياسي، في مقابل تقدم قوات صنعاء، وتحقيقها مكاسب ميدانية كبيرة خلال الأشهر الماضية، والتي كان أخرها استعادة السيطرة على مناطق شرق وجنوب الحديدة منتصف نوفمبر الجاري، وكذا اقتراب هذه القوات من استكمال السيطرة على ما تبقى من محافظة مارب، يكون المأزق السعودي قد استحكم، ولن يكون أمام المملكة إلا التراجع على الوراء، والقبول بجانب من شروط صنعاء، إن لم يكن جميعها، وذلك لضمان الخروج من هذا المأزق.

وشهدت الأشهر الأخيرة تصعيدا للعمليات العسكرية في عدد من الجبهات في مقدمها جبهة مارب، التي تمكنت قوات صنعاء من السيطرة على جميع مديرياتها باستثناء مدينة مارب حيث تخوض هذه القوات معارك عنيفة على مشارفها، فيما صعد طيران التحالف غاراته الجوية على مناطق متفرقة من اليمن، بينها العاصمة صنعاء.

وفي ظل تواصل المعارك، لم يعد أمام السعودية أي حل للخروج من هذه الأزمة التي كلفتها مليارات الدولارات، بحسب مجلة “ذي إيكونوميست”، البريطانية، والتي أكدت في تقرير لها أن الرياض تزداد يأسا من إمكانية انتهاء الحرب، وأشار إلى أن المعركة التي سُوقت للشعب كعملية سريعة، كلفت المملكة مليارات الدولارات، وأِثرت على علاقتها مع حلفائها وخاصة الولايات المتحدة، وتعرض عدد من مطاراتها وبنيتها التحتية وشركات النفط لهجمات بطائرات بدون طيار أطلقها الحوثيون، مشيرة إلى أن السعودية أصبحت تتحرك لتعزيز دفاعاتها الحدودية في انتظار المزيد من تقدم الحوثيين في مأرب.

ويرى مراقبون أن استمرار الحرب في اليمن، دون الوصول إلى حل قريب، مقابل ما سيجلبه من دمار لليمن وإرهاق لشعبه، فإنه سيضيف مزيدا من الكلفة التي تتحملها السعودية، دون أفق يضمن لها الخروج من هذه الحرب بأي مكسب يذكر، ناهيك عن الهزيمة التي بدت تلوح في الأفق.

ويضيفون أن ذلك الوضع القاتم بالنسبة للسعودية، يجب أن يكون بمثابة جرس إنذار، يحثها نحو البحث عن المخرج الأقرب، والذي من شأنه أن يجنبها مزيدا من السقوط في الهاوية التي عمقتها الحرب طيلة السنوات الماضية.

You might also like