ماذا وراء سفر العميل ‘طارق عفاش’ الى مصر؟
ماذا وراء سفر العميل ‘طارق عفاش’ الى مصر؟
ظهر “طارق عفاش” في مصر يجول على “قيادات حزبية في الخارج”، فيما يواصل مغردون محسوبون عليه ووسائل إعلام تابعة له ووسائل اعلام اماراتية، تواصل الحديث عن عملية عسكرية تنفذها قواته باتجاه تعز.
سفر عفاش الى مصر ترك عدة علامات من الاستفهام، اذ لا يمكن لقائد عسكري فعلي تخوض قواته مواجهة مصيرية على مقربة من المخا التي اتخذتها قاعدة له ان يترك مهام القيادة الآ إذا كان فعليا الرجل لا يخوض مهام القيادة وهو مجرد واجهة لتلك القوات المنشأة بشكل مستقل عن حكومة الخائن هادي وشرعيته المزعومة، أو أن المعارك مجرد مناوشات لتثبيت خط الانسحاب الجديد.
لنحو اسبوعين كان الرجل نجم الفضائيات الاخبارية، بعد ان نفذ انسحاباً بخط طولي يزيد عن 100 كيلومتر في الساحل الغربي، انسحاب كشف أن كل طرف في تحالف السعودية اضحى يعمل لمصالحه ورغبات واشنطن دون ان يضطر الى ابلاغ شريكه الاقليمي ولو” بنسخة مع التحية”.
الرياض كما شركاء الخائن طارق في التحالف ما تسمى الشرعية وحزب الاصلاح الذي يقاتل في الرمق في مارب اخر معاقل التحالف السعودي في شمال شرق اليمن فوجئوا بالانسحاب من الساحل الغربي وحول مدينة الحديدة، برغم ان تركي المالكي ناطق تحالف العدوان حاول مغالطة الحقيقة بان الرياض على افتراض انها قائد التحالف لم تكن تعلم بأمر الانسحاب شيئا .
لكن أداء القنوات السعودية والاعلام المحسوب على الرياض شنت هجوما لاذعا على ما تسمى القوات المشتركة وقوات العمالقة المدعوم اماراتيا وذلك يشير الى أن لا علم للرياض بما حصل ولم توضع مسبقا على الأقل في صورة ماسيحصل.
وفقا للمفاهيم العسكرية فان ما جرى في الحديدة لا يندرج ضمن مقتضيات الانتشار او التموضع اذ يكون ذلك دون فقدان قطعة ارض استراتيجية، والعكس تماما ما حدث في الحديدة .
يشير عسكريون الى ان الامارات قررت الخروج من الحديدة بماء الوجه واستباقا لمواجهة واقعة ولا يؤخر انطلاقها سوى استكمال تحرير مأرب، وخلال العامين الاخيرين اظهرت صنعاء براعة في تقطيع اوصال القوات المهاجمة والممتدة ضمن اشرطة هجومية ضيقه كما وقع في كتاف وحجور، والحال ذاته ينطبق على قوات طارق والعمالقة التي تمددت بشكل طولي وصولا تحت غطاء قصف كثيف وصولا الى قطع طريق كيلو 16 والاقتراب من ميناء الحديدة ، كان الهدف الوصول الى الميناء والسيطرة عليه بالالتفاف على مدينة الحديدة بعد تبين صعوبة السيطرة عليها .
ويلفت هؤلاء الى ان الولايات المتحدة نصحت حلفائها بالاستعداد لبدء مرحلة ما بعد مأرب، بما في ذلك “إسرائيل” القلقة من تطورات الوضع في اليمن لغير صالح حلفائها ابوظبي والرياض، وقبيل الانسحاب من الحديدة شهد البحر الاحمر مناورة عسكرية امريكية اسرائيلية اماراتية بحرينية، يبدوا انها كانت بمثابة استعداد للوضع الجديد عقب الانسحاب من الحديدة وتحرير مأرب، وفي جزء منها رسالة الى ايران والصين وروسيا والتي تعزز نشاطها يوما بعد اخر في المحيط الهندي على حساب الدول الغربية.
ثمة معلومات تتحدث عن ذهاب الامارات الى تقديم اثبات حسن نوايا لصنعاء بالانسحاب من الحديدة دون مقابل، ورفع نقطة ضغط كانت تؤلم صنعاء لمدة ثلاث سنوات، الامارات مشغولة حاليا بفعاليات معرض أكسبو وتهديد الناطق العسكري لها في وقت سابق شكل مصدر قلق كبير بالنسبة اليها.
انسحاب القوات المدعومة اماراتيا من الحديدة أزاح ضغط كبير عن صنعاء وشكل بالمقابل صدمة كبيرة ايضا لخصومها حتى لأولئك الذين في الميدان، هدد بعضهم بالقصف الجوي حال رفضوا أوامر الانسحاب.
وبالعودة الى مصر ثمة معلومات تتحدث عن ذهاب الرجل – طارق صالح – الى شرم الشيخ سيناء.
شرم الشيخ القريبة من فلسطين المحتلة، والمحكومة باتفاق كامب ديفيد تعد من اهم نقاط عمل وتحرك الموساد الاسرائيلي، وفي المرتبة الثانية تأتي دبي التي تنامى دورها بعد عملية التطبيع الاماراتية الاسرائيلية.
يشير محللون الى أن الاماراتيين مشغلو الرجل لا يردون مزيداً ممن تعقيد الوضع مع السعودية، وبن زايد ليس راغبا في اغضاب ولي العهد السعودي بن سلمان، وجلب طارق الى الامارات قد يفهم سعوديا على انه تبجح من قبلهم بالانسحاب الذي جرى في الساحل الغربي وشكل قاصمة ظهر لجهود الرياض في الدفاع عن مأرب.
بالكاد عادت المياه إلى مجاريها ولو شكليا بين الرياض وأبوظبي، تنامي العلاقات الصهيونية الاماراتية بمعزل عن الدور السعودي اثار حنق بن سلمان، طموح ابوظبي الى جعل السعودية تابعة لسياساتها لا العكس يثير غضب آل سعود .
وقد بلغ التبرم السعودي مداه خلال الأشهر الماضية بقرارات مقاطعة اقتصادية شملت منع استيراد منتجات جبل علي، او المنتجات الصهيونية، واجراءات أخرى، بالإضافة الى التقرب من قطر في مناكفة واضحة للأمارات، قبل تدخل الامريكي لمحاولة ردم الفجوة بين قطبي التحالف في اليمن.
وبحسب مصادر لا يستبعد وجود الخائن طارق عفاش في شرم الشيخ لحضور إجتماع اسرائيلي اماراتي بوصفه قائد لمايسمى القوات المشتركة في الساحل الغربي، ولمناقشة الوضع في الساحل الغربي لليمن وتامين باب المندب بمنع انصار الله من الاقتراب منه وهي القضية المؤرقة للكيان الصهيوني، والجولة التي قام بها ونشرها اعلاميا هي محاولة لذر الرماد على اليون وتضليل الرأي العام اليمني عن حقيقة تواجده وسفره الى مصر بعد خطوة الانسحاب الكبيرة بتداعياتها تلك، طارق عفاش لايمانع علانية إقامة علاقات مع ” إسرائيل “.
الاسرائيليون قلقون للغاية من تطورات الوضع في اليمن، وهي في العام 2017م عززت قاعدتها البحرية في جزر دهلك ومرسى فاطمة بقاعدة جوية ، ويبدوا ان “اسرائيل” تبحث عن حماية لقواعدها، و لا يوجد افضل من تدعيم وجود “طارق عفاش” على السواحل الشرقية للبحر الاحمر القريبة الى باب المندب حيث بمتناول السلاح المتوسط ان يطال سفنها، بما يعني ذلك إنهاء سيطرة الاصلاح على تعز تحقيقاً لرغبة إماراتية لتحقيق التعاون الكامل الاسرائيلي الاماراتي المتنامي في أكثر من منطقة في الإقليم .
المصدر: المسيرة