كل ما يجري من حولك

بأي ذنبٍّ يُقتَلُ الأجنَّة يا أمريكا؟!

بأي ذنبٍّ يُقتَلُ الأجنَّة يا أمريكا؟!

680

منصور البكالي

لم يسبق للعالم ولا للبشرية على مختلف العصور أن يصل المجرمون والطُّغاة إلى قتل الأجنّة في بطون أُمهاتهم إلا في زمن الهيمنة الأمريكية وعدوانها على الشعب اليمني.

أشهر طغاة الأرض فرعون الذي أمر بقتل كُـلّ أطفال بني إسرائيل عند علمه بقرب بعثة نبي، كان أقل وحشية من أمريكا والسعوديّة بحق الشعب اليمني، حين لان قلبه فربى موسى في داره وهو لا يعرف أنه من على يده سيزول ملكه وينكشف كذبه ويتحرّر بنو إسرائيل من ظلمه وتجبره، فهل في نبوات أمريكا أن أطفال وأجنة اليمن من سيزيلون ملكها وتجبرها وغطرستها بحق البشرية؟

ماذا نقول عن هؤلاء فلم يكن الجنين الذي استشهد ووالده المواطن عبدالله شريان، وجرحت والدته بغارة لطيران العدوان الأمريكي السعوديّ على منزلهم في مديرية حيس هو الأول ولن يكن الأخير بل سبقه وتزامن معه ويستمر بإلحاق به سقوط أكثر من 300 جنين يمني يوميًّا؛ بسَببِ العدوان والحصار وسوء التغذية ونقص الرعاية الصحية في اليمن المحاصر!.

والد الجنين فارق الحياة قبل أن يسر ناظريه بقدوم ابنه الجديد الذي سيحل ضيفاً جديدًا على أسرته، فقتلته الغارة الأمريكية وقتلت معه الأسماء التي كان يحتفظ بها ويفكر بها حال قدوم مولوده الجديد.

والدته التي باتت أرملة وفاقدة لبعلها وجنينها هي الأُخرى جعلتها الغارة الأمريكية ثكلى في لحظة لم تكن تخطر على بالها منذ يوم زفافها، وفرحها بانها تحمل في بطنها طفل سيكون الولدَ البارَّ لها لتفتخر به وهي تربية وتحمله أثناء زياراتها إلى بيت أهلها.

غارات الطيران الأمريكي التي تستهدف الأجنة في حيس وغيرها أمر بها البيت الأبيض وأقرها الكونجرس الأمريكي والبنتاغون المُستمرّ في تمويل الحرب العدوانية على الشعب اليمني وقيادتها خلال ثلاث ولايات متتابعة.

جنين حيس وهو ملطخ بدماء أمه الجريحة الثكلى فارق الحياة قبل أن ينظر إليها وقبل أن ترى عيناه ما يحل بشعبه وأقرانه الأطفال في اليمن من قبل الإدارة الأمريكية التي تحاصر وتقتل الشعب اليمني.

جنين حيس هو لا يعرف المبعوث الأممي ولا المنظمات الإنسانية وليس له علاقة لا بالسعوديّة ولا بغيرها بل لا يزال في مرحلة الحمل غير المكتملة ليكون مولوداً قابلاً للحياة على أرض يقتل أهلها قبل ولادتهم وبعدها أجنة كانوا أَو أطفالاً أو شباناً أَو شيوخاً ومسنين من قبل الغارات الأمريكية السعوديّة.

جنين حيس وكل أجنة وأطفال اليمن لا يعرفون المناشدات والتضامنات الإنسانية والحقوقية لتقف معه ومع والدته ووالده وتوصل مظلوميته للعالم، بل كان لا يزال غير راضٍ بالخروج من عالم بطن أمه الوسيع في باله والضيق في بال قاتليه حين حسدوه على ذلك فأمروا الطيار الحربي بتوجيه الضربة على المنزل الذي تسكن أمه فيه.

جنين حيس ليس قيادياً عسكريًّا ولا وزيرَ دفاع لتناله غارة أمريكا الغادرة، بل هو جنين من سائر مخلوقات الله التي تسكن بطون أُمهاتها قبل الولادة.

ذنبه أنه خلق في رحم أماً تعيش في زمن الهيمنة الصهيوأمريكية، وعلى أرض أسمها اليمن يستباح دماء أطفالها ورجالها وكل من فيها منذ 7 أعوام.

فبأي ذنبٍ يقتل الأجنة يا أمريكا؟

You might also like