هكذا عندما يتسيد الظلم
بقلم\ أحمد المريسي
ازدادت، وتراكمت، واتسعت، واستفحلت، دائرة الجوع والفقر المدقع، والعوز، والحاجة، والذل، والهوان، التي ضاعفت هموم، وغموم، ومعاناة المواطن في محافظة عدن بل وكل محافظات الجنوب من عدن وإلى المهرة وكل المناطق المحررة جراء الغلاء بجميع المواد الغذائية، والاستهلاكية والأسماك واللحوم والخضار وكل متطلبات الحياة في ضل انعدام انتظام الرواتب وانقطاعها لأشهر ونحن نسمع وعود وعهود والتزامات ومعالجات للوضع الاقتصادي والمعيشي والصحي والاجتماعي والأمني المتردي الذي وصل إليه حال المواطن في عدن وكل الجنوب من قبل حكومة المناصفة أو المحاصصة وسلطاتها المحلية والتنفيذية في المحافظات الجنوبية عامة وفي محافظة عدن خاصة.
نسمع جعجة ولا نرى طحيناً، وكل يوم تصدر قرارات عشوائية مخالفة للقوانين وتتعارض مع كل اللوائح ولا جدوى منها لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
لا أمن غذائي، ولا أمن دوائي، ولا أمن اقتصادي، ولا أمن اجتماعي، ولا أمن عام، ولا إدارة دولة، ولا مؤسسات، صرنا أقل من أن نسمي أنفسنا قرية بل صارت حياة المواطن في محافظة عدن وكأنه يعيش في غابة بين جوع ورعب وخوف غارق في هموم وغموم ومعاناة أوصلت بعض الأسر إلى صناديق القمامة لتبحث لها عن طعام تأكله لتسد رمقها.
هكذا عندما يتسيد الظلم وتغيب العدالة يصبح الوطن سجن ويزداد عدد المقابر وتتناثر الجثامين.