كل ما يجري من حولك

يقول لهم الشعب الآن: كفى!!

875

بقلم\ فلاح أنور
جاء المبعوث الأممي الجديد ليبيع الوهم لشعب وطني، حيث وخلال فترة عمل المبعوثين السابقين تغير حال اليمنيين من سيئ إلى أسوأ، وتعمقت فيها الأزمة اليمنية على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية، وحصد القتال الآلاف من القتلى والجرحى والمبتورين، ودمر المنشآت والاقتصاد وانهارت قيمة الريال اليمني إلى الحضيض ، وزادت معاناة اليمنيين البسطاء الذين ابتلاهم الله بالعيش في وطن مع حُثالات الفساد المالي والإداري والسياسي، ليذيقهم الله طعم الخوف والجوع بأيدي أبناء وطنهم المستكبرين والمنبطحين تحت أجندات خارجية، يجروهم من عاصمة إلى أخرى ومن فندق إلى فندق آخر، وأكثر فخامة، وتكلفة وكل ذلك لا يهم مادام مصارفهم قادرة على الدفع دون انقطاع .
ذهب “جمال بن عمر” و”إسماعيل ولد الشيخ” و”مارتن جريفيت” والذين استنفذوا القدرة على مواصلة المهمة دون تحقيق أي شيء، بل توسع نطاق الحرب وجاء بائع الوهم لليمنيين المبعوث الرابع الجديد، فنحن أمام واقع عجز داخلي فرض مقاربة ووقف إطلاق النار، وهذا الواقع يشترك فيه الداخل والخارج بفعل الارتباطات المباشرة والغير مباشرة، لأطراف القتال مع قوى إقليمية ودولية، والتي كانت اليمن لهم ساحة مغرية وملعب مفتوح سهل الاقتحام لمختلف أصناف اللاعبين الإقليمين والدوليين، واقتحامهم كان ليس بالبريء ولا بالعفوي ولا يعترفوا بحدودٍ أو خطوطِ تماس .
إن حالة الانقسام السياسي الذي يعيشه الوطن والفوضى التي تضرب في كل اتجاه، هي في الواقع انتاج واضح لأداء السياسيين المتصدرين للمشهد خلال هذه المرحلة، فهم دون غيرهم سبب الانسداد السياسي والاقتصادي والأمني، وهم الذين صاروا يستحقون بجدارة أن يقول لهم الشعب الآن “كفى”، فقد مُنِحوا الفرصة الكافية زمناً وأموالاً، لكنهم أثبتوا بما لا يدع مجالاً للشك فشلهم وإخفاقهم الواضح، الأمر الذي يستوجب تنحيهم جانباً وترك الساحة لغيرهم من عموم الشعب الذين أثبتوا أنهم أكثر نضجاً وحرصاً ومعرفةً بالواقع اليمني.

You might also like