العميد الثور: شبوة وحضرموت والمهرة هي الوجهة بعد تحرير مأرب
العميد الثور: شبوة وحضرموت والمهرة هي الوجهة بعد تحرير مأرب
متابعات| حوار:
كشف مساعد مدير دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة اليمنية العميد الركن عابد بن محمد الثور في حديث خاص “لموقع الخنادق” عن ان “استهداف المنشآت النفطية والغازية في مأرب وشبوة وبلحاف بعد التحرير سيقابله استهداف لأهداف نفطية في العمق السعودي على رأسها شركة أرامكو”، كما أكد على ان “وجهة العمليات العسكرية بعد تحرير مأرب هي على 3 اتجاهات حضرموت والمهرة وشبوة التي ترفض قبائلها العصية والوطنية مشروع الاخوان والإصلاح وتقف خلف الجيش اليمني واللجان الشعبية”.
أما عن الاشتباك مع قوات الاحتلال الإسرائيلي والأميركي والبريطاني في الميدان كشف الخبير العسكري والاستراتيجي عابد الثور ان “القوات الإسرائيلية متواجدة في العمق السعودي وفي جزيرة سقطرى وميون، والأميركية في شبوة والمكلا، كما تتواجد القوات البريطانية في المهرة، وان أي تدخل بري لقواتهم في المعركة يعني ان المنطقة ستشتعل بأكملها”.
_ماذا بعد مأرب؟ ما هي السيناريوهات العسكرية والسياسية التالية؟
تحرير مأرب بات قريبا جداً، والقرار العسكري في تحريرها قد اتخذ، هو كان خياراً مطروحاً على الطاولة لتحييد المناطق العمليات القتالية لكن تحالف العدوان أصر على خوض هذه المعركة الخاسرة.
مأرب تعتبر هي في قلب المنطقة الشمالية وتحرير مأرب سيعطي لقواتنا الأفضلية في تحقيق عمليات عسكرية في الاتجاه الشرقي، وانتم تعلمون ان مأرب بالنسبة لحكومة صنعاء والجيش واللجان الشعبية هي المنطقة الرئيسية والمنطقة التي لا بد ان تحرر حتى تتحرك قواتنا باتجاه حضرموت، حيث انها تحاذي حضرموت وتحاذي شبوة والجوف والحدود السعودية من الاتجاه الشمالي، جغرافيتها هامة، غالبيتها صحراء لكن أيضاً من خلال تحرير مدينة مأرب والسيطرة على محطة صافر النفطية، بذلك ستحدد وجهة أو سير السياسية العسكرية للقوات المسلحة باتجاه تحرير المناطق.
كما هو واضح خلال 24 ساعة الماضية، قامت السعودية ومرتزقة العدوان وهادي وعلي محسن بإجبار الكثير من النازحين للخروج من مدينة مأرب والزامهم بأن يتواجدوا على أطراف مأرب حتى يستخدموهم كدروع بشرية، وقواتنا تحذر السلطات في مأرب وسلطات تحالف العدوان ومرتزقتهم ان هذا الاجراء مخالف للقوانين وانه يتعارض مع القانون الإنساني الدولي وكل القوانين الإنسانية، وقد تم ابلاغ الأمم المتحدة والمبعوث الأممي بما قامت به دول تحالف العدوان، وكل هذه الجرائم مسجلة وموثقة.
كما اننا نحذرهم بأن استخدام النازحين كورقة ضغط لن يجدي نفعاً، والقيادة في صنعاء لن تترك ذلك يمر وستحاسب كل من تسبب بزج الأهالي في هذه العملية. خاصة ان لا تكتلات سكنية على حدود مأرب والجوبة بل هي عبارة عن نقاط ومواقع عسكرية مراكز وتشكيلات عسكرية تابعة للتحالف. هذا الأمر قد يؤخر عملية التقدم، الا ان القوات المسلحة مصرة وتمضي قدما لتحرير المدينة مهما كانت الخسائر والتضحيات من أبنائنا، ونحن نمتلك الخبرة والكفاءة للتعامل مع مثل هذه المواقف التي بات العدوان يستخدمها.
لدينا خيارات عسكرية أكثر مما وضعوا أنفسهم فيه، ولدينا من الاتجاه الشمالي والشمالي الشرقي، والجنوبي والجنوبي الشرقي وما بقي من مأرب لن يكون أكثر مما سبق.
_الوجهة العسكرية التالية ستكون شبوة؛ هل العمليات العسكرية فيها ستكون معقدة مثل العمليات في مأرب؟ من الناحية الجغرافية والعسكرية وماذا عن تعاون القبائل هناك؟
الوجهة العسكرية للقوات بعد تحرير مأرب، هو 3 اتجاهات رئيسية:
باتجاه الجوف، وباتجاه مأرب شرقاً باتجاه مُكلّا وحضرموت، والاتجاه الآخر باتجاه شبوة.
بعد تحرير مأرب ستقطع القوات المسلحة اليمنية مسافة طويلة في الصحراء، باتجاه المنطقة الشرقية باتجاه حضرموت، والمتاخمة للحدود السعودية.
المجهود العسكري باتجاه شبوة من المؤكد انه ستكون هناك عمليات معقدة، من الناحية الجغرافية الطبيعية والسياسية والأمنية، وكلها مسائل ستكون في مقدمة الخطوات التي ستتعامل معها القوات المسلحة اليمنية، تضاريس وجغرافية محافظة شبوة صعبة ومعقدة، مع العلم ان محافظة شبوة كانت سابقاً إحدى المحافظات الجنوبية حتى في فترة الاستعمار البريطاني واثناء الحزب الاشتراكي اليمني، وخاضت الكثير من التجارب العسكرية وأبناؤها يمتلكون الخبرة الكبيرة في مواجهة الغزاة والمحتلين، وهي قبائل صعبة ويرفضون الوجود الأجنبي والمستعمر. ومواقف شبوة خلال السنوات الماضية كان واضحاً وجلياً من أبنائها ومشائخها الذين رفضوا أي انسحاب من مأرب إلى شبوة، كما رفضوا أن تكون شبوة كمأرب وكبقية المديريات. ولذلك كانت عملياتنا في المناطق المحررة في عسيلان وبيحان وعين كانت سهلة، بفضل اسناد قبائل شبوة، والتحاقهم بصفوف الجيش واللجان الشعبية.
انا أجزم بأن هادي وقواته وأي ثقل يمتلكونه لن يحققوا أي شيء في شبوة، كون المنطقة تمتلك عمق قبلي وسياسي كبير ولهم تجربة مع العدوان والمحتلين، خاصة بعدما دخلت بريطانيا وقواتها إلى المهرة المحاذية لشبوة. بالتالي اليوم هم حذرون، ويرفضون أي وجود أجنبي، قاعدتهم التي يتحدثون بها دائماً: مهما كانت خلافاتنا كيمنيين نستطيع الوصول إلى حلول اما مع المحتل فلا حل إلا مع السلاح. لذلك نؤكد ان ثقل ستستخدمه قوات هادي أو الإصلاح أو أي قوة تتبع التحالف لن يكون لها أثر كبير كما كانت في مأرب أو في البيضاء.
شبوة منقسمة إلى 3 أقسام:
ما تم تحريره القريبة من البيضاء ومأرب، والذي يرتكز إلى المرتفعات الشرقية الجنوبية وهي العوالق العليا المتاخمة لأبين واتحادها مع العوالق السفلى، والقبائل في المناطق الشمالية مع شبوة وهي قبائل بني هلال، والتي كانت تتبع الحارثي الذي قتله بواسطة الطيران المسير الأمريكي في عام 2000.
اليوم لعل التطورات المفاجئة والسريعة التي حدثت في مأرب ستنعكس إيجاباً على منطقة شبوة ومحافظاتها، قدرة القوات المسلحة اليمنية، ظهرت من خلال تقدمها مع محور شبوة وتلك التطورات كان لها أثر كبير على القبائل، والقبائل لهم رأي في ذلك، وهو عدم دخول أي مستعمر وغازٍ. قبائل شبوة هم قبائل عصية ووطنية ومخلصة، وكلهم في صف الدولة والجيش، ويرفضون مشروع الاخوان والإصلاح، الحاضن الاجتماعي لن يقبل بوجودهم ووجود داعش.
وعن احتمالية استهداف المنشآت النفطية بعد تحرير مأرب أكد العميد الثور: “المنشآت النفطية هي بالنسبة للجيش والمجلس السياسي الأعلى هي مسألة محسومة، أي مساس بها ان كان بالتعطيل او الاضرار بها أي كان نوعه، والتدخل العسكري لأي جهة، لن يكون هناك أي تفاهم معها، بل سيكون الخيار العسكري هو الوحيد”.
ما حدث من انسحاب للقوات الإماراتية من معسكر العلم في مأرب هو أكبر دليل ومؤشر على عدم رغبة الاماراتيين بإسناد قوات الإصلاح، وتركهم يواجهون المعركة بأنفسهم.
_كما بات معلوماً فان هناك تواجد عسكري اسرائيلي في اليمن، هل حدث اشتباك مباشر بين الجيش واللجان مع بعض القوات الإسرائيلية في أي جبهة؟ وكذلك الامر بالنسبة للاميركيين والبريطانيين المتواجدين في المهرة خاصة أنها ستكون الوجهة بعد مأرب؟
هناك معلومات أكيدة ومثبتة بالسماح لقوات الاحتلال الاسرائيلي ببناء قاعدة عسكرية في جزيرة سقطرى، ونعلم ان هناك تحركات إسرائيلية في جيزان وعسير ونجران ولعل تصريحات الناطق باسم الكيان الاسرائيلي لإحدى الصحف السعودية هو يؤكد انهم سيتعاملون عسكرياً مع القوات اليمنية ولن يسمحوا لها بأن تحقق ضربات نوعية على السواحل السعودية او تمنعنا من استهداف منشآت نفطية في الداخل السعودي. وهذا دليل على وجود قوات اسرائيلية متمركزة في السعودية.
بوجود قوات إسرائيلية حتى وان كانت محدودة فهو مؤشر خطير، إضافة لتصريحات المجلس الانتقالي الجنوبي، انهم على استعداد لاي تعاون مع “إسرائيل” وهذا التصريح الا بعد ما سربت المعلومات وأكدت بأن الإسرائيليون متواجدون فعليا منذ عام 2019، وأيضاً في جزيرة ميون الواقعة في باب المندب.
الاشتباكات تكون عادة تكون جوية، هم يستخدمون الطيران ويساعدون ويشاركون في العمليات الجوية مع الامارات والسعودية والولايات المتحدة، سبق في العام 2018 تصريح من قيادات إسرائيلية تابعة للقوات الجوية، يؤكدون انهم يمتلكون طائرات أميركية الأحدث في العالم f35 وان هذه الطائرات كان لها مفعول كبير في إحدى الدول وهو يقصد اليمن، وان الطيارون الاسرائيلين قد جربوا هذا السلاح وحققوا ضربات نوعية وكبيرة في مناطق الحديدة ومسرح العمليات.
القوات الإسرائيلية تشترك مباشرة في العمليات الجوية
لم تكن هناك تقدم مباشر ولكن تحذيرات قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي كانت واضحة “أي حماقة سيقوم بها الكيان الصهيوني من اقحام قوات برية مع العدو الاماراتي والسعودي سواء كانت في مناطق حدودية مع السعودية او في المناطق الشرقية المحتلة في حضرموت والمهرة وعدن، فلن تتوانى اليمن في ان تقوم بضربات اشتباكية في عمق العدو الإسرائيلي، وقد سبق العدو الإسرائيلي ان لمس ان الجيش اليمني يمتلك القدرة على تحقيق ضربات نوعية وحساسة في عمق العدو الإسرائيلي وباستهداف المناطق النفطية في اقصى الشمال الشرقي للسعودية وتقريبا المسافة التي ستصل إلى مناطق حساسة في عمق العدو الصهيوني هي أقل من المسافة التي تم ضربها في اقصى المنطقة الشمالية شرق السعودية.
القوات المسلحة لن تترد بضرب القوات الإسرائيلية المحتلة في سقطرى وحضرموت، وهناك تأكيدات عن وجود قوات أميركية في المكلا وحضرموت، لكنها لن تقحم نفسها في مثل هذه العمليات المباشرة كون وجودهم غير مرحب به حتى في المناطق المحتلة، وحتى تواجد القوات البريطانية أيضاً في سواحل المهرة. نحن أمام مرحلة ان أي وجود مباشر لقوات أميركية او إسرائيلية او بريطانية على ارض الواقع سيجعل من المنطقة محرقة وستتسع دائرة بنك الأهداف بالنسبة للقوات المسلحة، وبإمكانها بما تمتلكه من ترسانة عسكرية قادرة ان تحقق ضربات نوعية ومهمة في عمق العدو، فإذا ارتكبوا أي حماقة في زج قوات تابعة لجيوشهم انا أؤكد ان المعادلة ستتغير وان موازين القوة ستتغير وان أبناء اليمن حتى في المناطق المحتلة يرفضون تواجد أي مستعمر. القوات المسلحة ستفاجئ القوات الأميركية والإسرائيلية والبريطانية بضربات لم تتوقعها.
ما حققته القوات المسلحة بالتصنيع العسكري والطيران المسير والقوة الصاروخية وهي اليد الطولى التي وصلت إلى مرحلة من التطور انها أصبحت بأعداد كبيرة.
أمريكا لن تقحم نفسها بهذا العمل العشوائي الغبي، فإذا تجرأت وارتكبت هذه الحماقة فخسارتتها ستكون كبيرة جدا، المعركة في المناطق الجبلية كشبوة وحضرموت والمهرة هي ليست كالمعركة في الصومال او الحبشة او سوريا والعراق، لا، المعركة جغرافيا وعسكريا وتاريخياً تختلف تماما عن مناطق سوريا والعراق.
في اليمن شعب وقيادة ستكون مجزرة القوات الأميركية البريطانية والإسرائيلية في اليمن وهي مقبرة الغزاة، ان وجود أي قوات أجنبية أميركية او إسرائيلية او بريطانية ستشتعل المنطقة بأكملها.
لتكن أمريكا على علم ان كل مصالحها في المنطقة ستتأثر وبإقحام أي قوة أجنبية صهيونية او بريطانية او أميركية ستشتعل المنطقة بأكملها، ولن تقف القوات المسلحة مكتوفة الايدي وانما ستطال اسلحتنا وقوتنا الاستراتيجية أهدافا في كل العمق الجغرافي السعودي والاماراتي ومنطقة الخليج بأكملها
مصالح أمريكا وبريطانيا وإسرائيل في البحر الأحمر وبحر العرب والخليج ستتأثر وستكون هناك أبعاد عسكرية، إذا ما اقحموا انفسهم في حرب برية في مواجهة مع الجيش اليمني واللجان الشعبية الذي يستطيع ان يوسع دائرة مسرح العمليات وان يختار الزمان الذي يحقق فيه ضرباته وينفذها على كل الجغرافيا في الجزيرة العربية والخليج.
أي عمل عسكري معادي باتجاه المنشآت النفطية سيقابله مباشرة عمل عسكري في العمق السعودي والاماراتي، وكل المنشآت النفطية في بلحاف وشبوة ومأرب، هي للشعب اليمني، ولا يمكن لأحد المساس بها.