الخوف الإسرائيلي من “مارب” يكشف الهدف الحقيقي من الحرب على اليمن
متابعات- تقرير- ابراهيم القانص
مخاوف الكيان الإسرائيلي من اقتراب سقوط مدينة مارب بيد قوات صنعاء، عبر التناولات الإعلامية والصحافية التي أفردت لها وسائل إعلام تل أبيب مساحات كبيرة خلال الأيام القليلة الماضية، تفسر الكثير من الضجيج والصراخ الخليجي والأمريكي،
وأدواتهما المحلية داخل اليمن، الذي ملأ الآفاق للحؤول دون سقوط مارب، إلا أن دعم وإعادة الشرعية وإحلال السلام والاستقرار الأمني والاقتصادي لليمنيين لا علاقة له مُطلقاً بحرب التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات عموماً ولا برفع وثيرة التحذيرات من سقوط مارب على وجه الخصوص، فردود الفعل إزاء تقدم قوات صنعاء في مارب، والفاصل الزمني والمكاني القصير جداً عن استكمال السيطرة على ما تبقى من المحافظة النفطية، كشفت أن الحرب من أساسها لم تكن سوى أجندة لتحقيق مصالح إسرائيلية أمريكية متمثلة في القضاء على شعب رفع شعاراً مناهضاً لسياساتهما في المنطقة والعالم بأكمله، وهو ما عبر عنه بصريح القول صحافيون ومحللون إسرائيليون، وكأنهم يقولون لأبرز أداتين لهما في المنطقة “السعودية والإمارات” إنهما فشلتا فيما أوكل إليهما من مهمة وقف ما يعتبرونه خطراً على مستقبلهم ولو على المدى المنظور.
صحيفة جروزليم بوست، اعتبرت سيطرة الحوثيين على مدينة مارب بمثابة ما وصفته بـ “استكمال قوس التهديد الخطير على أمن إسرائيل”، أما المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي فقد حذّر من التقدم المتسارع لقوات صنعاء في مارب، مؤكداً أن “ما بعد مارب إلا الجزيرة وما وراءها”، محذراً في الوقت نفسه من تكرار ما وصفها بالمأساة التي عانى منها اليهود قبل 1340 عاماً، بقوله: “حتى لا تتكرر مأساتنا حين سقطت يثرب من أيدينا ومكة والجزيرة من أيديكم”، وتأتي التحذيرات الإسرائيلية بالتزامن مع تسليط وسائل إعلام أمريكية وبريطانية وغربية الضوء على تقدم قوات صنعاء المتواصل، ومخاوفهم من تداعيات هزيمة حلفائهم الاستراتيجيين في المنطقة وعلى رأسهم الإمارات والسعودية.
ومع مخاوف السعودية من فشل مهمتها في اليمن، نتيجة التقدم السريع لقوات صنعاء في مارب، آخر معاقلها شمالاً، دفعت الرياض بوزير خارجية الشرعية، أحمد عبيد بن دغر، للقاء مع الدبلوماسية الأمريكية، كاثي ويستلي، ليطلب خلاله وبشكل ملح بتدخل أمريكي عاجل لوقف تقدم الحوثيين في محافظة مارب، رغم أنهم قد جندوا في سبيل تحقيق ذلك كتائب من مسلحي تنظيم داعش والقاعدة، والمجاميع السلفية التي جلبوها من مما تسمى بألوية العمالقة التي تمولها الإمارات، فضلاً عن المقاتلين الأجانب الذين تم جلبهم منذ السنوات الأولى للحرب، من السودان ودول أجنبية أخرى، وكذلك من أثيوبيا على شكل لاجئين ومهاجرين، كل ذلك إلى جانب الوحدات العسكرية الأساسية لحزب الإصلاح، والتي يطلق عليها “الجيش الوطني”، وحسب مراقبين، لم يكن كل ذلك الحشد والحرب الدائرة منذ حوالي سبع سنوات سوى لطمأنة الكيان الإسرائيلي أنه سيكون في منأى عن الاستهداف الذي سيكون وشيكاً إذا ما تم استكمال ما أسماه متحدث قواته بـ “قوس التهديد الخطير” والذي ستكون نقطة انطلاقه من “مارب”.