لا تظلموا الإمارات!
لا يوجد مقلدٌ للغرب في كُـلّ صغيرة وكبيرة حتى لو دخلوا جحر (ضب) كما يفعل أصحابنا الإماراتيون
بقلم الشيخ عبد المنان السنبلي.
ماذا يعني أن تحتفل دولة بحجم الإمارات بأعياد الميلاد بصورة تفوق بلاد النصارى مجوناً وترفاً وفسقاً في الوقت الذي لم نرها يوماً تحتفل بذكرى مولد خير البرية وسيد المرسلين؟!
بصراحة لقد كان لزاماً علينا أن نسأل أنفسنا هذا السؤال من بدري قبل أن نصدر أحكاماً مسبقة بحق هذه الدولة وحكامها الأشاوس!
على الأقل كنا سنوفر على أنفسنا الكثير من الوقت والجهد في التوصل إلى معرفة طبيعة الدور الذي تلعبه هذه الدويلة الصغيرة في المنطقة منذ نشأتها!
يعني دولة كانت وما زالت ترى في بيوت الدعارة ومراكز اللهو والمجون المنتشرة والمرخصة بطول وعرض البلاد مصدراً هاماً وأَسَاسياً من مصادر الدخل القومي هنالك، ماذا كنتم تنتظرون منها أصلاً؟!
أن تحرّر القدس مثلاً؟!
أو أن تعادي إسرائيل أَو تفكر حتى بمواجهتها أَو مقاطعتها ولو من حَيثُ المبدأ؟
ما لكم كيف تحكمون؟!
هل كنتم تنتظرون من مجتمعٍ لا يعشق شيئاً كما يعشق تقليد الأجنبي وتقمص شخصيته ثقافةً وسلوكاً وأخلاقاً وانفتاحاً سلبياً مفرطاً يخرجه من دائرة المجتمعات والخصوصية العربية المسلمة أن يحتفل بذكرى مولد سيد الأولين والآخرين عليه وعلى آله أتم الصلاة والتسليم أَو يتأسون به؟!
ولماذا يحتفلون إذَا بذكرى مولد عيسى عليه السلام دون محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام؟!
هم بصراحة لا يحتفلون بعيسى؛ لأَنَّه نبيٌّ مرسل وإنما؛ لأَنَّ الغرب ببساطة شديدة يحتفلون بذكرى مولده والشاهد هي الطريقة التي يحتفلون بها والمطابقة تماماً للطريقة التي يحتفل بها الغرب!
وهذا يقودنا طبعاً إلى هذا السؤال:
ماذا لو كان محمدٌ غير عربي؟!
ماذا لو كان أمريكياً مثلاً أَو بريطانياً أَو فرنسياً أَو إسرائيلياً أَو أو..؟!
ماذا لو كان كُـلّ هؤلاء جميعاً يحتفلون بأعياد أَو ذكرى مولده عليه وعلى آله الصلاة والسلام؟!
هل تعتقدون أن أصحابنا الإماراتيين كانوا سيفوتون عاماً واحداً دون الاحتفال بذكرى مولده؟!
قطعاً لا.. وألف لا!
فقد علم العالم كله أنه لا يوجد مقلدٌ واحدٌ يقلد الغرب ويقتفي أثره في كُـلّ صغيرة وكبيرة حتى لو دخلوا جحر (ضب) كما يفعل أصحابنا الإماراتيون!
وبالتالي فالعملية كلها ليست كما يدعي هؤلاء المنكرون علينا احتفالاتنا بذكرى مولد النبي الخاتم من أنه (بدعة) أَو ما شابه ذلك وإلا لكانوا أنكروا على أنفسهم بالضرورة حالة الإسراف والسفه والبذخ والمجون اللامحدود الذي يصاحب احتفالاتهم دائماً بأعياد الميلاد والذي يعد بحد ذاته (كفراً) بواحاً بأنعم الله التي أنعم بها عليهم ورزقهم إياها بغير حساب، وأن يأتي الإنسان بكفرٍ بواحٍ كما تعلمون أشد وأكبر إثماً عند الله من أن يأتي بمحدثةٍ أَو بدعة!
فإذا كنتم تريدون أن تحتفل الإمارات بذكرى مولد الرسول الأعظم عليه وعلى آله الصلاة والسلام، فعليكم أن تقنعوا الغرب أولاً بضرورة احتفالهم بهذه المناسبة العظيمة ما لم فلا تنتظروا من الإمارات أي بارقة أمل في هذا الشأن ولا تظلموها في الوقت نفسه إن هي لم تحتفل أَو تحتفي برسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-، فهي ببساطة شديدة أصغر وأحقر من أن تدخل حتى في دائرة الظلم.