وفاة أول وزير خارجية أمريكي من البشرة السوداء
وفاة أول وزير خارجية أمريكي من البشرة السوداء
توفي تاركا تاريخا طويلاً في السياسات الأميركية أبرزها سيئة، والأسوء فيها يلخصها الدور الكبير الذي لعبه في منطقة غرب اسيا.. انه وزير الخارجية الأميركي الأسبق، كولن بأول الذي توفي إثر اصابته بفيروس كورونا المستجد.
باول الذي ولد في مدينة نيويورك عام 1937 وتربى في حي هارلم، حيث هاجر والداه لوثر ومود باول إليها من جامايكا. تلقى تعليمه الدراسي في المدارس العامة، وتخرج من كلية مدينة نيويورك، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الجيولوجيا.
شارك في احتياط قوات التدريب في الكلية، وتم تعيينه في رتبة ملازم ثاني بعد تخرجه في يونيو 1958.
كأول محطة عسكرية هامة، دخل باول الجيش الأميركي عام 1958، ثم خدم في جولتين في جنوب فيتنام خلال الستينيات. أصيب خلال تلك الحرب مرتين، أهمها أثناء تحطم طائرة هليكوبتر كان فيها حيث أنقذ جنديين أميركيين.
تمت ترقية باول إلى رتبة عميد في عام 1979، وعُيِّن مستشارا للرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان في الأمن القومي في عام 1987، كما عينه بوش الأب عام 1989 لرئاسة هيئة الأركان المشتركة.
فترة ولاية باول في إدارة بوش الأب تميزت بمشاركته في بعض أبرز الأعمال العسكرية الأميركية في أواخر القرن العشرين، بما في ذلك عملية بنما عام 1989، وبعدها الحرب الأميركية على العراق عام 1991، والتي أدت الى طرد قوات نظام صدام البائد من الكويت، والتدخل الإنساني الأميركي في الصومال.
الهجوم الأميركي على الجيش العراقي في حرب غزو الكويت حول باول الى بطل قومي أميركي، حيث تمتع بتقييم تفضيل بنسبة 71 بالمئة في السنوات القليلة الأولى بعد الحرب.
كما أكسبته جهوده خلال الحرب جائزتين بارزتين، وهما ميدالية الكونغرس الذهبية في مارس 1991، تقديرا لأدائه في تخطيط وتنسيق الرد الأميركي على غزو العراق، بالإضافة لميدالية الحرية الرئاسية.
وفي فترة ادارة بوش الابن للولايات المتحدة أصبح باول أول وزير خارجية أميركي من البشرة السوداء، وعمل في المنصب من 2001 إلى 2005.
باول الذي اتقن فن العسكرية خلال خدمته كان مترددا في إظهار القوة العسكرية الأميركية في جميع أنحاء العالم، وهي وجهة نظر سرعان ما تغيرت بعد الهجمات الإرهابية في الـ 11 من سبتمبر 2001.
وبصفته أكبر دبلوماسي في عهد بوش الإبن، تم تكليفه بحشد الدعم الدولي لما يسمى الحرب على الإرهاب، بما في ذلك حرب أفغانستان. ولكن فترته عرفت بالشكل الأكبر خلال تصدره المشهد في دفع الإدارة الأميركية لغزو العراق، بالرغم من مخاوف حلفاء الولايات المتحدة من هذه الخطوة.
وفي فبراير 2003، ألقى باول خطابا أمام الأمم المتحدة، قدم فيه أدلة قالت الاستخبارات الأميركية إنها تثبت أن العراق قد ضلل المفتشين الدوليين، وأخفى أسلحة دمار شامل.
وحذر باول من أن الطاغية صدام يمتلك أسلحة بيولوجية وقدرة على إنتاج المزيد منها بسرعة كبيرة. لكن المفتشون اكتشفوا فيما بعد عدم وجود مثل هذه الأسلحة في العراق، وبعد عامين من خطاب باول في الأمم المتحدة، قال تقرير حكومي إن أجهزة الاستخبارات كانت مخطئة تماما في تقييماتها لقدرات أسلحة الدمار الشامل العراقية قبل الغزو الأميركي.
ووصف باول، الذي غادر وزارة الخارجية في أوائل عام 2005 بعد تقديم استقالته لبوش، خطابه في الأمم المتحدة بأنه وصمة عار ستبقى إلى الأبد في سجله.
وبعد تقاعده من العمل العسكري، كتب باول سيرته الذاتية التي حققت مبيعات كبيرة.. “رحلتي الأميركية“.
في كتابه عام 2012، اعترف باول مرة أخرى بالخطأ في الخطاب الشهير، وكتب أن هذه ستكون روايته الأخيرة حول الموضوع