وردنا الآن..الجزيرة تثير جدلاً سياسياً ومطالبات باتخاذ موقف ضد التحالف..لبثها هذه الحقائق الدامغة من العمق الجنوبي
متابعات- وكالات
أثار برنامج المتحري الذي بثته قناة الجزيرة -الأحد- جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية اليمنية والتي أكدت أن ما كشفه البرنامج من معلومات حول “الأطماع المبكرة” للإمارات في أرخبيل سقطرى يدعو اليمنيين للتصدي لها وإيقاف عبثها في الأرخبيل.
واعتبر سياسيون وحقوقيون في تعليقاتهم على ما ورد في البرنامج من معلومات، صمت هادي وحكومته ومجلس نوابه مشاركة في هذا الجرم، مشيرين إلى أن الهدف الرئيس لتدخل السعودية والإمارات عسكرياً في اليمن يرتكز على نهب ثرواته وسرقته واحتلال أراضيه.
وأشاروا إلى أن الوثائق التي تم استعراضها تثبت حقيقة الأطماع المبكرة للإمارات في سقطرى، والتي بدأت تنفيذها عملياً منذ تسعينيات القرن الماضي، داعين إلى اتخاذ موقف من أبوظبي والتعامل مع انتهاكاتها الصارخة لسيادة اليمن.
وكانت قناة “الجزيرة” بثت -الأحد- حلقة جديدة من البرنامج الاستقصائي “المتحري” بعنوان “الأطماع المبكرة”، اشتملت على وثائق وصور وتصريحات خاصة، تكشف مخططات الإمارات وخطواتها للسيطرة على القطاعات الحيوية في جزيرة سقطرى الإستراتيجية.
وكشف برنامج “المتحري” الذي يعده ويقدمه الإعلامي “جمال المليكي” عن وثائق رسمية خاصة بالسفارة الإماراتية في صنعاء، في التسعينيات، تظهر اهتمام أبوظبي المبكر بجزيرة سقطرى، في بحر العرب، والتي تشرف على أهم ممرات الشحن البحرية الدولية.
واستدلت الحلقة فيما أوردته من معلومات بتقرير سري أعدته الخارجية الإماراتية في صنعاء، في 12 مارس عام 1997، يركز على ثروات الجزيرة وأهميتها الإستراتيجية للملاحة الدولية في بحر العرب.
ونقلت الحلقة عدداً من التصريحات لسياسيين وشخصيات اجتماعية وناشطين من أبناء سقطرى، أكدت أن الإمارات بدأت تركيزها على الجزيرة منتصف التسعينيات، عن طريق الهلال الأحمر الإماراتي، مشيرة إلى أن رجل أعمال إماراتي يُدعى “محمود خاجة” -والد السفير الإماراتي الحالي في إسرائيل- جاء إلى الجزيرة قبل حوالي 15 سنة وقام بتشييد بعض الوحدات السكنية، وصرف أموالاً طائلة على شخصيات اجتماعية وقبلية، بغية استمالتهم إلى صفه وتسهيل مهامه.
كما نقلت تصريحات لمحافظ سقطرى المعيَّن من هادي “رمزي محروس”، قال فيها إن ضابطاً إماراتياً يُدعى “أبو سيف” طلب منه تسليم مطار وميناء الجزيرة للإماراتيين.
من جانبه، أكد شيخ مشايخ سقطرى “عيسى بن ياقوت” أن الإمارات أنشأت في الجزيرة ما يسمى بالحزام الأمني يتراوح عدد جنوده ما بين سبعمائة إلى أكثر من ألف شخص، يتبعون المجلس الانتقالي، معتبراً المجلس أداة من أدوات أبوظبي.
ونشر البرنامج مقاطع فيديو لاجتماعات خاصة بالمجلس الانتقالي تتعلق بتجنيد أبناء سقطرى ونقل مجندين إلى الإمارات، ما يشير إلى توجهات أبوظبي لعسكرة الجزيرة الآمنة، والتغطية على أنشطتها العسكرية والاستخبارية وتمريرها تحت غطاء إنساني.
يشار إلى أن “وكالة عدن الإخبارية” نشرت -منتصف العام الماضي- وثيقة قديمة تعود إلى ما قبل 20 عاماً، تضمنت رسالة موجهة من سفير الإمارات بصنعاء خليفة الكندي، بتاريخ 7/ 2/ 1998م، إلى حكومة بلاده، يخبرها فيها عن مساعٍ أمريكية لإقامة قاعدة عسكرية في الجزيرة.
كما كشفت في العديد من تقاريرها عما تقوم به أبوظبي وهلالها الأحمر من مشاريع في سقطرى وميون، ضمن أهدافها في السيطرة على الجُزر اليمنية وتطويعها لصالحها وصالح دول خارجية ومنها إسرائيل.