الحب في زمن (كورونا)..!
خناجر يمانية أخذوها عن جدهم وهاديهم ونبيهم رسول الله
بقلم الشيخ عبد المنان السنبلي.
لا كِمَاماتٍ يرتدونها ولا قفازاتٍ، لا عقالاتٍ ولا (دشداشات)، ولكن عماماتٍ وخناجر يمانية لا أدري أخذوها عن جدهم وهاديهم ونبيهم رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ- أم أخذها هو عنهم – سيان.
خرج عشرات الملايين من اليمنيين في كُـلّ المحافظات ومن كُـلّ دارٍ وبيت كما خرج أجدادهم الأوائل من الأنصار من كُـلّ دارٍ وبيتٍ لاستقبال سيد الأولين والآخرين يوم هجرته إلى المدينة المنورة عليه وعلى آله الصلاة والسلام، خرج اليمنيون اليوم رغم علمهم بتفشي موجة ثانية وثالثة من جائحة (كورونا) وأخطار (كورونا)، خرجوا حشوداً ملايينية متحديين بذلك (كورونا) ليعلنوا للعالم أجمع أن من لا يخاف (كورونا) لن يخاف (سلمان) ولا (بايدن) ولا (بينيت) والمختبئين أصلاً في محاجر وجحورٍ كالجرذان من (كورونا)!
فعندما يتعلق الأمر برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا شئ يمكن أن يوقف اليمنيين حتى لو كانت (كورونا) نفسها!
سيقول البعض من المهتزين والمرتعشين والمتصهينين: سذاجةً وغباءً من هؤلاء اليمنيين أن يرموا بأنفسهم بهذا الشكل إلى هذه التهلكة – كورونا!
وهل رمى أجداد اليمنيين -يا هؤلاء- من الأنصار بأنفسهم إلى التهلكة عندما حزموا أمرهم وأعلنوا موقفهم واضحًا وصريحاً في (بدر) أمام رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ- قائلين:
“والله لو استعرضت بنا البحر.. فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجلٌ واحد”
” والله لن نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى إذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون ولكن نقول لك أذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم مقاتلون، فوالله لو خضت بنا يا رسول الله برك الغماد لخضناها معك”.
هل كان أُولئك أغبياء وسذجاً حين تبنوا تلكم المواقف العظيمة أم كانوا يرمون بأنفسهم يومها إلى التهلكة؟!
وبالتالي فمن لم يخف أجدادهم من خوض غمار البحر أَو برك الغماد لن يخافوا اليوم؛ مِن أجلِ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ- من (كورونا) ولا (سلمان) ولا (بايدن) ولا (بينيت) ولا من أي فرعونٍ من فراعنة وعتاولة العصر والزمان ولا أعوانهم من الأذناب والأذيال؟!
فأين من منعوا الناس من الحج بالأمس القريب وعطلوا ركناً مهماً من أركان الإسلام بذريعة (كورونا) من هذه الحشود الملايينية التي خرجت في كُـلّ المحافظات اليمنية نصرةً ومحبةً لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟!
أين هم من هذا الحب الجارف وهذا الإصرار وهذه العزائم التي لا تلين؟
اختبئوا في جحوركم أيها المذعورون من (كورونا) كما خطط لكم لذلك (بايدن) وَ(بينيت).. تولوهم ما شئتم وداهنوّهم وهادنوّهم ما شئتم، أما نحن فوالله أنها لمسألة وقت لو كنتم تعلمون.
وليس ببعيدٍ أن يمكنا الله يوماً منكم ومنهم انتصاراً لله ولرسول الله ولدين الله ولمسرى نبيه -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ- وليس ذلك على الله بعزيز.
فإن كنتم في ريبٍ من ذلك، فتذكروا حديث رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-:
“إن الله استقبل بي الشام واستدبر بي اليمن، فجعل ما أمامي غنيمةً ورزقا وما خلفي مدداً إلى قيام الساعة”.. أَو كما قال حبيبي صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين.