نتائج المفاوضات الدائرة في بغداد ليست استثنائية ولم تَنتج عنها أيّ تحوّلات جوهرية حتى الآن

– الثانية يمنية، وتُصرّ بموجبها حركة «أنصار الله» على أن يكون الحلّ «سلّة واحدة» متكاملة، بمعنى أن يتمّ وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الأجنبية من كامل الأرض اليمنية، على أن يلي ذلك انطلاق جلسات الحوار / المفاوضات اليمنية – اليمنية، بحيث يتولّى اليمنيون بأنفسهم اختيار الشكل المناسب لإدارة البلاد في مرحلة ما بعد العدوان.
هكذا، «تخطّى البحث اليوم جزئية ما إن كانت السعودية تقبل بوقف إطلاق النار أم لا تقبل، ووصل إلى مرحلة كيفية إقناع ولي العهد السعودي بأنه قد خسر الحرب، وبالتالي لا يحق له وضع الشروط، ولا شيء أمامه سوى الموافقة على وقف النار وفق السلة المتكاملة التي تعرضها أنصار الله»، بحسب المصادر نفسها، التي تكشف أن «الأوروبيين وحتى الأميركيين باتوا يتصرّفون على هذا النحو»، متابعة أن «موقف صنعاء قوي، وهو يزداد صلابة ربطاً بالتطورات الميدانية من جهة، وربطاً بتطوّرات الكواليس السياسية من جهة أخرى، فالسعودية صارت مستعدّة للتواصل مع أيّ طرف تعتقد أنه يستطيع أن يجد لها سبيلاً للخلاص من وحول اليمن المتحرّكة بأقلّ الخسائر الممكنة، حتى ولو شكلياً، وهذا ما دفعها إلى طرْق باب طهران ظنّاً منها أنها قد تجد لديها مخرجاً مشرّفاً».
الأكيد أن التحوّل الاستراتيجي الذي بدأته الولايات المتحدة في المنطقة، يمثّل، بالفعل، أحد العوامل التي تدفع السعودية إلى فتح باب الحديث عن إنهاء العدوان على اليمن، بعدما ظلّت ترفض طويلاً مجرّد التفكير في الأمر، وهو ما حدا بها أيضاً إلى التوجّه نحو «حلحلة» علاقاتها مع إيران، والتي ظلّت على الدوام تتأثّر بالتوجّه الأميركي العام، وهو لا يزال قائماً إلى اليوم. وفي هذا الإطار، تلفت المصادر إلى أن «إيران كانت دوماً تريد لعلاقاتها مع السعودية أن تكون قائمة، إلا أن السعودية هي التي قطعت هذه العلاقات، أمّا اليوم، وقد عادت بعض الحرارة، فإنه من المفيد التذكير بأن طهران أعلنتها مراراً بأنها لا تنوب عن «أنصار الله» في أيّ مفاوضات، فيما يعرف الجميع أن «أنصار الله» لا تتنازل عن مطالبها، خصوصاً بعد سنوات من العدوان وسيل الدماء التي قدّمها الشعب اليمني».

الأخبار اللبنانية| حمزة الخنسا

نِزال بين تجزئة الحلّ والسلّة الواحدة | الرياض لطهران: أعطونا مخرجاً