قبائلُ مارب تعلنُ قبولَها بمبادرة زعيم أنصار الله “الحوثيين”.. ما التأثيراتُ المحتملةُ سياسياً وعسكرياً؟
إعلانُ قبائل مارب لهذا الموقف المرحب بمبادرة صنعاء، يكشف جانباً من الثقة التي تشكلت لديها بما طُرِحَ في المبادرة
متابعات| YNP:
تحول جديد بشأن مارب، بعد أن أعلنت قبائل مارب اليوم في مؤتمر صحافي بصنعاء، الترحيب بمبادرة قائد أنصار الله، السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي، بشأن المحافظة، وهو ما يعني وضوح الصورة لدى القبائل وفهمهم لطبيعة الصراع الدائر في البلاد بشكل عام وفي محافظتهم بشكل خاص.
وجاء إعلان قبائل مارب ترحيبها بالمبادرة، في بيان صادر عن كبار مشايخ ووجهاء وعقال المحافظة، تلاه الشيخ حسين حازب، مؤكداً تسليم نسخ من بيان الترحيب بالمبادرة لمكتب قائد أنصار الله والوسيط العماني والناطق الرسمي لأنصار الله رئيس وفد صنعاء المفاوض.
إعلانُ قبائل مارب لهذا الموقف المرحب بمبادرة صنعاء، يكشف جانباً من الثقة التي تشكلت لدى هذه القبائل بما طُرِحَ في هذه المبادرة، والقناعة بأن مارب لا يجب أن تكون في صف التحالف السعودي الإماراتي الذي تكشفت سياساته ومخططاته في البلاد، والتي تجلت بوضوح من خلال الأوضاع التي تشهدها المحافظات الجنوبية، والصراعات التي تدور بضوء أخضر ودعم من التحالف، والتي كان آخرها الأحداث التي شهدتها مدينة عدن خلال اليومين الماضيين.
الأطماع الخارجية في البلاد وجزرها وسواحلها وممراتها المائية ومنابع ثرواتها، ربما كان لها دور في الموقف الذي أعلنته قبائل مارب، سيما بعد وصول كثير من الأطراف الموالية للتحالف إلى قناعة بأن ما باتت تمارسه كل من السعودية والإمارات في مناطق متفرقة من الجغرافيا اليمنية، بات بمثابة احتلال مكتمل الأركان.
بيان قبائل مارب، أشار إلى أن المبادرة التي أعلنت عنها صنعاء، ومنذ إعلانها أوجدت حراكاً واسعاً في أوساط القبائل، كونها قدّمت التنازل من أجل اليمن، ووضعت أبناء المحافظة جميعاً أمام مسئولية كبيرة.. لافتاً إلى أن الترحيب جاء بعد التواصل بين عدد من مشايخ المحافظة في صنعاء ومأرب وعواصم خارجية، بحسب البيان.
كما أكد البيان أن قبائل مأرب وعقالها بذلوا ويبذلون كل الجهود والمحاولات منذ عام 2015م، لتجنيب مأرب الصراع والحرب، باعتبارها تمثل الخزنة أو المخزون لليمن، ومصدر الطاقة للشعب اليمني بأكمله والتنمية وجعلها منطقة سلام وخير للجميع.
وأعلن البيان رفض قبائل مارب رفض تحويل المحافظة إلى “قاعدة ونقطة انطلاق لمهاجمة صنعاء ومحافظات الجمهورية”.. مضيفاً أنه على امتداد السنوات الماضية من الحرب “لم يتم احترام رغبة ومصلحة أبناء المحافظة، وتعرضوا لما تعرضوا له من الدمار والقتل والتشريد والنزوح”.. لافتاً إلى أن الكرة أصبحت اليوم في ملعب الطرف الذي يقف مع التحالف.. على اعتبار أن من يرفض المبادرة عليه أن يتحمل مسئولية ما سيترتب على ذلك.
وتقترب قوات صنعاء أكثر فأكثر يوماً بعد آخر من السيطرة على مدينة مارب، مركز المحافظة النفطية والغازية والمصدر الرئيس للطاقة في البلاد، وعلى مسار موازٍ تجري صنعاء تحركاتها السياسية الرامية إلى تجنيب المحافظة مزيداً من الحرب والاقتتال، والتي كان على رأسها مبادرة النقاط التسع التي أطلقها قائد أنصار الله، في أغسطس الماضي، أثناء زيارة الوفد العماني لصنعاء، ضمن مفاوضات السلام لحل الأزمة اليمنية، وأعلن رئيس الوفد المفاوض محمد عبدالسلام عن تفاصيل هذه المبادرة في حينه، وهي ذاتها المبادرة التي لا تزال صنعاء تتمسك بها كآلية لوقف معركة مارب.
ويمثل الترحيب الذي أعلنته قبائل مارب بمبادرة النقاط التسع، استفتاء شعبياً لصالح تجنيب المحافظة مزيداً من الصراع، وهو ما يعزز موقف صنعاء، ويتوجب معه على الأطراف الدولية والأممية المعنية بالملف اليمني أخذ هذه المبادرة بعين الاعتبار، بالنظر إلى ما اكتسبته بتأييد القبائل لها.
ويشير المراقبون إلى التأثير المحتمل لإعلان قبائل مارب موقفها المرحب بالمبادرة، على سير المعركة الدائرة على تخوم مدينة مارب، حيث أن الموقف المعلن من القبائل من شأنه أن يضعف موقف القوات الموالية للتحالف، كونها ستغدو معزولة قبلياً، وفاقدة للحاضنة الشعبية، وهو ما سيؤثر كثيراً في سير المعركة، ويعجل في حسمها لصالح صنعاء.