كل ما يجري من حولك

هذه أهم أسباب معارك كريتر.

741

متابعات- تقرير
حملت أحداث منطقة كريتر بعدن بُعداً مناطقياً في إطار حرب الصلاحيات والسيطرة العسكرية والأمنية بين فصائل الانتقالي.
منذ مساء الخميس 30 سبتمبر، شهدت مناطق شمال عدن ولحج وخور مكسر انتشاراً مكثفاً لوحدات الطوارئ وكتائب الأمن الخاصة التي يقودها شخصيات بارزة من أبناء الضالع ويافع، وقد أوجزت مصادر وُصِفت بـ”الأمنية” أسباب ذلك الانتشار بـ”حماية الأمن والاستقرار” دون توضيح حقيقة ما يجري وأبعاده.

انتشرت كتائب حزم 4 التي يقودها “إبراهيم الشاعري” في منطقة خور مكسر، وانتشرت قوات الدعم والإسناد والأحزمة الأمنية التابعة لـ”صالح السيد” في مناطق لحج وشمال عدن، وبرزت قوات الطوارئ والدعم الأمني بقيادة كلٍّ من “صامد سناح” و”محمد حسين الخيلي” في مناطق مختلفة من مدينة عدن، ومثَّلوا كلهم معسكراً واحداً ضد قوات ظلت مجهولة حتى يوم الجمعة.

اندلعت مواجهات مسلحة -مساء الجمعة- في منطقة كريتر، اتضح أن طرفها الأول “أوسان العنشلي” قائد قوات العاصفة (القوات المشتركة التابعة للانتقالي)، والطرف الآخر “إمام النوبي” قائد قوات الحزام الأمني في كريتر التي تعد أحد أبرز المناطق المحاذية لقصر معاشيق (مقر حكومة هادي) والتي كانت قد شهدت -خلال شهر سبتمبر- أقوى التظاهرات الرافضة لسياسات التحالف.

خلَّفت المواجهات العشرات بين قتيل وجريح، وأثارت الرعب في أوساط أهالي كريتر، غير أن البُعد الأبرز تمثَّل في التفاف شعبي حول “إمام النوبي” الذي ينحدر من منطقة ردفان التي يواجه أبناؤها حملة مناطقية من قِبل أبناء الضالع ويافع، وقد أثار ذلك الالتفاف سخطاً واسعاً لدى الإعلاميين والناشطين المقربين من قوات “الضالع ويافع” الذين حذَّروا من سماع أي تأييد لـ”النوبي” ووصفوا المتضامنين معه بالإرهابيين.

منذ صباح السبت، تحدثت أنباء متعددة عن قوات قدِمت من محافظة أبين لإسناد قوات “إمام النوبي” في مواجهة قوات الضالع ويافع، وفي المقابل تحركت القوات التي سبق وأن انتشرت في شمال عدن ولحج ومناطق مختلفة في عدن لإسناد “العنشلي”.

القوات القادمة من أبين تتبع قائد محور أبين العسكري “مختار النوبي” وهو شقيق “إمام النوبي”، وتضم مقاتلين من أبناء “ردفان” الذين فضلوا ترك مواقعهم في مواجهة قوات “هادي” للمشاركة ضمن ما يشار إليها بـ”المؤامرة المناطقية” التي تستهدف أبناء ردفان في عدن وتسعى لتمكين أبناء الضالع ويافع من استكمال سيطرتهم على كافة الجوانب الأمنية والعسكرية في المدينة.

إعلاميون عسكريون وأمنيون مقربون من فصيل الضالع ويافع أكدوا حقيقة البعد المناطقي في المعركة، وقد برز ذلك من خلال تسميتهم لـ”إمام النوبي” بـ”إمام الصلوي” في إشارة إلى انحداره من المحافظات الشمالية وتحديداً محافظة تعز، ويرى صحفيون في ذلك مؤشراً إلى البعد المناطقي؛ إذ من المعتاد أن يجري اتهام كل من يعادي الانتقالي بانحداره من محافظة تعز وهو أمر تكرر مع العديد من السياسيين والإعلاميين والناشطين وحتى القيادات العسكرية التي أثارت الرأي العام في فترات مختلفة.

استهداف أبناء ردفان من قِبل قيادات الضالع ويافع ليس وليد اللحظة، ففي مايو الماضي اتَّهم عدد من أبناء ردفان المُقيمين في عدن الأجهزة الأمنية الموالية للمجلس الانتقالي بهدم منازلهم لأسباب مناطقية، وأتى ذلك عقب حملة قادها “محمد حسين الخيلي” -في 9 مايو- عملت على هدم منازل أبناء ردفان في وحدة جوار 541 بئر فضل، وجرى خلال الحملة -وفق أبناء ردفان- هدم منازل البعض والإبقاء على منازل يمتلكها أشخاص من أبناء الضالع ويافع.

قوات “محمد حسين الخيلي” داهمت -منتصف مارس- اجتماعاً لقيادات قبَلية من ردفان في منزل “محمد فضل الداعري” أثناء تباحثها حول مقتل شخصين من أبناء المنطقة على أيدي عسكريين مقربين من الانتقالي، وقد جرى خلال المداهمة إطلاق النار على منزل “الداعري”، ومثل ذلك تهديداً لمنع إثارة القضية وتجاهلها.

خلال فبراير الماضي، كانت قبائل ردفان توعدت بالتصعيد ضد قوات أمن عدن لتسترها على الجناة في قضية مقتل الشابين “عيبان الغزالي وعنتر البكري”، واعتبر صحفيون تلاعب قوات أمن عدن بقضية الشابين في إطار التعاطي المناطقي مع أبناء ردفان.

ومنذ العام 2019م، توعد الكثير من قيادات الانتقالي في ردفان بتقديم استقالاتهم على خلفية النظرة المناطقية التي يتبناها الانتقالي ضدهم، وهو الأمر ذاته بالنسبة للعديد من قيادات الانتقالي في كلٍّ من أبين وشبوة وحضرموت التي تواجه ذات التعاطي من قِبل قيادات المجلس في عدن.

You might also like