كل ما يجري من حولك

النار التي خرجت من قعر عدن لتَسُوق التحالف إلى خارج الحدود

483

متابعات- تقارير
رفض الجنوب حفلات رقص التحالف على حساب معاناته، وخرج في انتفاضة شعبية ضد التحالف وأدواته، وكان من نتائج ذلك الخروج منع مظاهر الاحتفال الخارجة عن سياق الجنوب، ومن أبرزها حفل للاحتفاء باليوم الوطني السعودي في عدن -23 سبتمبر الجاري- في منتجع بمدينة عدن.

نظَّم إعلاميون وناشطون أحرار حملة ضغط انتهت باعتذار المنتجع عن الحفل قائلاً إن ذلك يرجع لظروف استثنائية.
الصفعة التي تلقاها التحالف من خلال الرفض الشعبي الواسع في محافظات الجنوب من عدن إلى حضرموت إلى بقية المحافظات الجنوبية، لم تكن في حسبان السعودية وهادي والإمارات والانتقالي الذين تناسوا سياسة التجويع وحرب الخدمات التي يديرونها كعقاب جماعي ضد المواطنين، وهو ما أثار وأجَّج موجة رفض واسعة في أوساط الشارع الجنوبي.

أعلن رئيس المجلس الانتقالي “عيدروس الزُّبيدي” حالة الطوارئ في مدينة عدن في خضم الانتفاضة، وبالمثل أعلنت سلطات “هادي” في حضرموت حالة الطوارئ وحظر التجوال بعد أن تسببت في قتل وإصابة العديد من المتظاهرين السلميين واعتقال قيادات سياسية واجتماعية على خلفية الانتفاضة، لكن ذلك كله لم يوقف موجة الغضب.

أما المهرة وسقطرى فسبقتا الانتفاضة بمراحل، وإن لم يعلن عنها، فما يجري من حراك شعبي وقبَلي منذ سيطرة التحالف وأدواته على المحافظتين، وإن غيَّبته وسائل الإعلام، إلا أن صداه يصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وشبكات الإعلام إلى كل مكان، خاصة بعد أن تعهد الشيخ “سالم الحريزي” -أواخر يونيو 2020- بمواصلة الانتفاضة ضد التحالف إلى أن يخرج، ولو بقوة السلاح.

النار التي خرجت من قعر عدن ها هي تسوق التحالف إلى خارج الحدود سواء شاء أم أبى، وهذا ما أكده المتظاهرون الذين تعهدوا بمواصلة الانتفاضة إلى أن تُلبَّى مطالبهم ويخرج المحتل.
في هذا السياق، كان الناشط “صالح المهيري” قد أكد -منتصف العام الماضي 2020- توافق الشيخ “علي سالم الحريزي” مع شيوخ من شبوة وأبين وحضرموت وأبين والضالع وردفان والصبيحة وأكدوا جميعاً أن معركتهم واحدة للحفاظ على السيادة الوطنية وطرد الاحتلال، وهو ما لم يُعِره التحالف والأدوات والسلطات المحلية التابعة له اهتماماً وقتها.

اليوم، يتعين على التحالف وهادي والانتقالي النظر إلى الانتفاضة باعتبارها مداً لا يمكن إيقافه، ولن ينتهي إلا بتنفيذ مطالب المنتفضين، ولكن العجيب أن الأدوات ظلت تمارس الأخطاء والأعمال الاستفزازية نفسها بحق الجنوب وأبنائه، فما حدث لدى الاحتفال باليوم الوطني السعودي العام الماضي تكرر هذا العام، والناشطون والسياسيون الجنوبيون الذين عبَّروا عن استيائهم من الممارسات والتصرفات غير المسؤولة آنذاك عبَّروا عنها أيضاً هذا العام، متسائلين عن جدوى إقامة احتفالات للاحتفاء باليوم الوطني للسعودية، يخرج فيها طلاب وطالبات الجنوب ليرقصوا ويغنوا ويرددوا أهازيج لا علاقة لهم بها، في نفاق سياسي تسعى أدوات التحالف من خلاله إلى إثبات تبعيتها للرياض.

خيانة التاريخ النضالي وتجاهل تضحيات ودماء أبناء المحافظات الجنوبية، كان محكَّ الانتقادات اللاذعة الموجهة إلى الانتقالي وحكومة هادي، وقد أكد الناشطون أن التاريخ أعاد نفسه في الجنوب هذه المرة؛ فما حدث في 23 سبتمبر 2020 من توجيه قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي مكاتب التربية والإدارات التربوية بالاحتفال بالعيد الوطني للسعودية في عموم المدارس في المحافظات الواقعة تحت سيطرته، حدث هذا العام، ولكن المنتفضين رفضوا أن يعود تاريخ الارتهان والوصاية وأن يكرر نفسه في الجنوب، وعدَّ ناشطون جنوبيون إلزام الانتقالي للقطاع التربوي بالاحتفال باليوم الوطني السعودي نوعاً من الابتذال السياسي، يعكس مدى استعداد قيادات المجلس للتفريط بالثوابت الوطنية، في سبيل الاستحواذ على السلطة، ومنافسة حكومة هادي التي لا تقل هي الأخرى ابتذالاً في سبيل بقائها وبقاء مصالحها ولو على حساب أبناء شعبها، الأمر الذي يقتضي -بحسب الثوار- تحذير الناشئة من عواقب وخيمة حال تجييرهم لصالح ولاءات خارجية، ثم تعويدهم رفع أعلام دول خارجية وحملها بأيديهم، والاستماع للنشيد الوطني للسعودية، وهو ما يُعتبَر تفريطاً بالسيادة الوطنية، واستهدافاً للولاء الوطني لدى الأجيال، في مقابل غرس الولاء لدولٍ أخرى.

المصدر- وكالة عدن

You might also like