تقرير يكشفُ مهاماً سريةً وخطرةً للقوات البريطانية في اليمن (تفاصيل)
محاكمة جواسيس بريطانيا في صنعاء كشفت عن وجود شكل آخر من الحرب القذرة
ماذا تعمل بريطانيا في اليمن؟
متابعات| تقرير:
قامت السعودية قبل نحو ست سنوات بتشكيل تحالف دولي لشن حربٍ على أبناء الشعب اليمني؛ والذريعةُ أنها تريد إعادة الشرعية للرئيس المستقيل “عبد ربه منصور هادي” ولكن بعد مرور وقت قصير تكشفت نوايا الرياض الخبيثة، وخَاصَّة أنها كانت تستخدم الكثير من الأسلحة المحرمة دوليًّا لقتل أبناء الشعب اليمني وأصبح لا يخفى على أحد الدور الخبيث والمشبوه التي تقوم به لندن بمساندتها لتحالف العدوان السعودي في عدوانه على أبناء الشعب اليمني خلال السنوات الماضية من خلال تقديم كُـلّ أشكال الدعم العسكري لها، في ظل التواطؤ الأممي والتعامي عن جرائم نظام “آل سعود” بحق اليمنيين الذي تنتشر بينهم العديد من الأمراض والأوبئة القاتلة نتيجة استخدام السعودية الأسلحة المحرمة دوليًّا. وفي هذا الصدد، كشفت العديد من التقارير أن بريطانيا قامت خلال السنوات الماضية بإنشاء شبكة تجسس داخل الأراضي اليمنية للقيام بعمليات جمع المعلومات وإثارة الفتن بين أبناء الشعب اليمني والقيام بالعديد من عمليات الاغتيال في اليمن.
ولفتت تلك التقارير إلى أن العيون الساهرة والأمن الوطني التابع لحكومة صنعاء تمكّنوا خلال الفترة الماضية من إلقاء القبض على هذه الشبكة الجاسوسية التي كانت تعمل لمصلحة الاستخبارات البريطانية في اليمن.
وفي الآونة الأخيرة تزايدت الاتّهامات الموجهة لبريطانيا بتنامي دورها العسكري في اليمن. وقد تنوعت الاتّهامات الموجهة للحكومة البريطانية، بين التدخل العسكري المباشر، والقيام بعمليات تجسس، وهي اتّهامات لم تقتصر على طرف بعينه، بل كانت صادرة من قيادة المقاومة في محافظة المهرة وجماعة “أنصار الله” في صنعاء.
آخر تلك الاتّهامات جاء على لسان، عضو الوفد المفاوض عن جانب حكومة الإنقاذ الوطنية اليمنية، “عبدالملك العجري”، يوم أمس الثلاثاء، الذي اتهم بريطانيا، بالتجسس على الاتصالات في اليمن. حيث قال “العجري”، في تغريدة على حسابه في تويتر، أن “بريطانيا تمارس اعمالا تجسسية على بعض شبكات الاتصالات اليمنية وبعض الكابلات البحرية انطلاقا من محافظات جنوبية اتخذوا منها قواعد لخدمة أهدافهم الاستعمارية”. وأعتبر “العجري”، التجسس البريطاني “انتهاك سافر للسيادة اليمنية وخصوصيات المواطنين اليمنيين، وبتواطؤ مخز من شرعية الفنادق”.
وكانت سلطات الأمر الواقع في صنعاء قد أعلنت في فبراير الماضي اعتقال خلية تجسسية مكونة من عملاء محلين تعمل لصالح المخابرات البريطانية. بينما قامت سلطات صنعاء لاحقاً بنشر اعترافات للمتهمين بالتجسس لصالح بريطانيا في اليمن، والذين قالوا في اعترافاتهم أنهم تلقوا تدريبات على يد ضباط بريطانيين في محافظة المهرة شرق اليمن. حيث ذكرت العديد من المصادر الإخبارية أن المحكمة الجزائية المتخصصة بالأمن الوطني في صنعاء قامت قبل عدة أسابيع، بمحاكمة جواسيس وعملاء تابعين للاستخبارات البريطانية التي تملك باعاً طويلاً في الأعمال الجاسوسية والحروب القذرة التي تمارسها لندن في العالم منذ القرن السابع الميلادي في العديد من بلدان العالم. ولقد شاركت بريطانيا ضمن تحالف مكون من 22 دولة غربية وعربية في العدوان العسكري على اليمن منذ مارس 2015م، ويعتبر المحلل السياسي والكاتب المتخصص في السياسة الخارجية البريطانية “ديفيد ويرنغ”، أن “الحرب على اليمن حرب بريطانيا في المقام الأول وأنها ما كانت تبدأ من دون الدور البريطاني فيها”، مُضيفاً، “تُعد بريطانيا عاملاً حاسمًا في تمكين حملة القصف السعودية التي تتميز بهجمات واسعة النطاق ومنهجية على أهداف مدنية”.
وتأتي تصريحات “العجري” بالتزامن مع تحَرّكات شعبيّة واسعة لأبناء حافظة المهرة، رفضاً لتواجد القوات الأجنبية في المحافظة. وذلك بعد الكشف عن قيام لندن بإرسال قوات إضافية إلى اليمن بحجّـة البحث عن منفذي الهجوم على السفينة الإسرائيلية “ميرسرستريت”، التي تعرضت للهجوم قبالة سواحل عمان نهاية يوليو الماضي.
وقد اعتبر قائد المقاومة الشعبيّة في محافظة المهرة، “عبدالله الجميلي” إرسال التعزيزات العسكرية البريطانية إلى اليمن، مقدمة لعملية احتلال أوسع تخطط لها بريطانيا في اليمن. في حين قالت وسائل إعلام محلية وعربية أن السفير البريطاني كثّـف من اجتماعاته في الآونة الأخيرة مع مسئولين سعوديين وقيادات يمنية في حكومة الرئيس المستقيل “عبد ربه منصور هادي”، وهي تحَرّكات اعتبر البعض أنها تحمل مؤشرات عن توسع محتمل للتدخلات البريطانية في اليمن. بينما يعتقد البعض أن مواقف الحكومة البريطانية لا تبدي أي محاولات لتجنب الاتّهام في حرب اليمن، حيث سبق لبريطانيا أن رفضت الضغوط التي تمارسها المنظمات الحقوقية لوقف تصدير السلاح إلى السعودية، وأعلنت لندن صراحة أنها ستؤكّـد للجانب السعودي حرص بريطانيا على عدم استخدام الأسلحة البريطانية ضد المدنيين في اليمن، بما يؤكّـد من وجهة نظر البعض أن بريطانيا تمتلك أجندتها الخَاصَّة حيال اليمن، وَإذَا لم تفلح السعودية والإمارات في خدمة التوجّـهات البريطانية، فإن لندن لن تتورع عن التدخل المباشر في اليمن
وعلى نفس هذا المنوال، كشفت العديد من التقارير أن وكالات المخابرات البريطانية نشطت خلال السنوات الماضية في تدريب وتأهيل مخبرين وعملاء في عدد من الدول حيث يشير موقع “ميدل ايست مونيتور”، إلى أن وكالات استخبارات بريطانية قامت بتدريب جواسيس كبار من السعودية والإمارات، وأشَارَ الموقع إلى أن التدريب جرى من قبل أفراد عبر دورة لمديري المخابرات الدولية لمدة 11 يوماً، في عام 2019م، وشمل أَيْـضاً مسؤولين من الأردن وعمان والجزائر وباكستان وأفغانستان.
وكشف هذا الموقع، أن الدورة التي عقدت في العام 2019 كانت؛ بهَدفِ تعزيز الدعم المخابراتي لتحالف الحربعلى اليمن. وفي الختام يمكن القول إنه على الرغم من الدور المكشوف والمفضوح لبريطانيا في العدوان على اليمن وما كشفته وسائل الإعلام عن التورط المباشر والدعم والإسناد من قبل القيادة البريطانية للعمليات العدوانية في الحرب على اليمن، إلا أن محاكمة جواسيس بريطانيا في صنعاء كشفت عن وجود شكل آخر من الحرب القذرة التي تمارسها بريطانيا في اليمن وهي حرب الجواسيس التي تشتهر بها المملكة العجوز، وهذا الشكل لم يكن ناجحاً في اليمن الذي أفشل حرب التكنولوجيا والأسلحة الحديثة وأسقطها أرضا.
* الوقت