رسالة مفتوحة للقائد السيد حسن نصر الله
أيها القائد كلمة حق، هل تعلم أن شعبنا الفلسطيني ينتظرك
بسام أبو شريف*
من أهل فلسطين، من أهل القدس، من أهل كُـلّ مدينة وقرية وبلدة ومخيم على أرض فلسطين نرسل لك ايها القائد الشجاع، تحية ونوجه لك كلمة حق لا نبتغي من ورائها أي مقصد سوى استمرار النضال؛ مِن أجلِ تحرير الأرض المقدسة والأقصى المبارك ولبنان وسوريا والعراق وكل البلدان العربية الرازحة تحت نير الاستعمار الجديد الأمريكي وحلفائه العنصريين في إسرائيل والمطبعين الخونة في بعض بلدان الخليج.
نقول لك أيها القائد كلمة حق، هل تعلم أن شعبنا الفلسطيني ينتظرك، هل تعلم أن شعوب العرب في كُـلّ مكان تنظر اليك بافتخار واعتزاز وتستمد من كلماتك ومن أفعالك ومن صلابتك ومن صمودك ومن إصرارك على هزيمة العدوّ، تستمد من ذلك قوة، ومعنويات عالية وإصرار على الاستمرار في مقاومة العدوّ والهجوم عليه لاجتثاثه من ارضنا.
هل تعلم أنه عندما يعلن انك ستلقي كلمة تنتظرك الناس حول المذياع أَو حول التلفزيون أَو حول أي وسيلة توصل صوتك لها تنتظرك ومنظر الناس وهم ملتفون حول جهاز التلفزيون ليروك، ومنظرهم شبيه بمنظر الناس عندما كانوا يلتفون حول المذياع ليسمعوا جمال عبد الناصر.
لماذا نقول هذا، نقول هذا؛ لأَنَّ شعب فلسطين واهلها، لهم جذور عميقة ضاربة في ارض فلسطين وتمتد منها إلى شتى انحاء البلدان العربية، فاهل فلسطين عرب قوميون ينتمون لأمة عريقة، برزت أنت لترفع من قدرها، برزت أنت لتدافع عنها، برزت أنت لتحشد من أبنائها من يقاتل؛ مِن أجلِ الحرية والعدالة والحق.
ايها القائد اننا اذن نحييك، لا نحييك كمن يحيي اخ اخاه فقط، بل تحياتنا لك أدَاة التحية لقائد لا يفكر إلَّا بهزيمة العدوّ، وتحرير الإنسان والأرض من رجس من إرهابه الدموي ومن عنصريته إلَّا إنسانية من همجيته التي وصلت إلى حَــدّ قتل الرضع في احضان أُمهاتهم.
ايها القائد، نقول أن التاريخ لا يصنع بالصدفة، أن التاريخ يصنع بالحفر والثبات والمثابرة والهجوم دفاعاً عن النفس والهجوم دفاعاً عن النفس، لا يمكننا أن ننتصر إلَّا أن تبع ما تقوله أنت، من أن علينا كمحور مقاومة مسؤوليات جسام، اولها وجوهرها تحرير فلسطين؛ لأَنَّ ذلك يعني اجتثاث الصهيونية الدموية التي تعيث فساداً في ارضنا كما ينفخ الثعبان سمومه من حوله ليقتل.
ان اجتثاث الصهيونية من ارض فلسطين أمر ليس مستحيل، كلا، بل يكون اسهل مما يظن الكثيرون وما جرى في افغانستان يجعل ويجب أن يجعل الكل الإسرائيلي يفكر بأنه في نهاية الأمر لن يحميهم أحد ولن يستر عوراتهم وجرائمهم أحد، بل عليهم أن يرحلوا عودة لبلادهم التي اتو منها ليستوطنوا ويستعمروا ويغتصبوا وينهبوا ويسيموا أهل البلاد عذاباً اليماً.
اننا، ايها السيد، نحبك، لأشياء كثيرة قد يكون منها طلعتك البهية، التي تنبىء بنور من نبينا صلى الله عليه وسلم، شجاعتك، التي لا تتردّد، في رد الصاعين صاعين، قدرتك على الحشد والتوعية قدرتك على الرد على العدوّ وقدرتك على التفكير المنطقي والجدلي والحساب بدقة حتى ننهك العدوّ، أن الوقت يقترب ايها السيد ويجب أن لا نخبىء ما نخبىء إلى أجل غير منظور، والمطلوب من غرفة عمليات محور المقاومة، أن تنكب على دراسة الخطط تفصيلاً كما كان يفعل الشهيد عماد مغنية وكما كان يفعل الشهيد الفريق سليماني؛ لأَنَّ دراسة وتخطيط العمليات هي التي تنزل بالعدوّ بضربات اليمة، وهي تربكه.
ولا شك انك تعلم أن البطن عند العدوّ هو المقتل، جبهته الداخلية المفككة، والله اني اراهم يرحلون ويهربون ويعودون لبلادهم، اراهم يرتعدون عندما توجّـه كلامك للأُمَّـة، اراهم يقولون أن هذا الرجل صادق، أي أنه لا يكذب، إذَا كانوا هم يقولون ذلك، نحن نقول أنه القائد الذي ننتظر على أبواب الأقصى، لنصلي سوياً في أقصى مبارك، محرّر، من كُـلّ رجس ومن كُـلّ من يدنسه باقتحامه عسكريًّا كان، ولكن نقول أَيْـضاً ايها القائد أن معركتنا واحدة، لقد سبق أن سمعناك تتمنى لو كنت في اليمن وانا قاتلت في اليمن ضد الانكليز، في عدن، نعم نتمنى جميعاً أن نكون في كُـلّ مكان، نتصدى فيه لعدو امتنا وناهب ثروتنا ومحطم امالنا ومانع تقدمنا، اننا نرى في نموذج طهران ما يبشر بالخير، عندما تستخدم ثروات الأمم لخدمة الأمم ورفعة شأنها وتقدمها. وأخيرًا اكرّر ايها القائد، نحن بانتظارك على احر من جمر، وعدونا سوف يهلك ويرتبك ويرتطم بعضه ببعض، عندما تبدأ سهامكم بالوصول إلى اعناقهم.
* كاتب وسياسي فلسطيني