الشعوب قادرة على كسر الغزاة وطرد المحتلّين
الشعوب قادرة على كسر الغزاة وطرد المحتلّين
منصور البكالي
بهذه الحتمية استهل قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي خطابه عشية الذكرى الـ 52 لثورة الـ14 من أُكتوبر في العام 1437هـ الموافق 2015م، قائلاً: “شعبنا قادر على كسر الغزاة وطرد المحتلّين من كُـلّ شبر من الوطن، وسنقاتل وندافع عن كرامتنا وأرضنا وعرضنا وعن حريتنا حتى لا نستعبد”.
وأكّـد في ذلك الخطاب الموجهة لشعبنا اليمني العظيم، وللأُمَّـة العربية والإسلامية على حتمية الحل الماثلة في قولة “إنه لا مناصَ ولا خَلاصَ للأُمَّـة الإسلامية والعربية في مواجهة جاهلية اليوم إلا بالعودة إلى رسالة الله سبحانه وتعالى وإلى الإسلام وإرث الأنبياء بشكله الحقيقي، مشدّدًا على أن من أهم دلالات ذكرى 14 أُكتوبر ذكرى تحرّر الشعب اليمني من الاحتلال البريطاني، أنه مهما كانت قوة المعتدي وهمجيته وإمْكَانياته وقدراته وقبضته فَـإنَّ بالإمْكَان إلحاق الهزيمة به وطرده، وأن الشعوب المستضعفة يمكّنها اللهُ دائماً من الحرية والتحرّر وطرد الغزاة والمحتلّين.
هذا ما وجدناه حاضراً على الواقع هذه الأيّام في الشعب الأفغاني المسلم المخذول والمتآمر عليه، من كُـلّ الحكومات العربية والإسلامية الخانعة للهيمنة الصهيوأمريكية، وما يجسد حتمية تحرّر الشعوب أكثر مشاهد مطار كابول المزدحم بالغزاة والمحتلّين الأمريكيين وغيرهم من الجنسيات الغربية، ومعهم عملائهم ومرتزِقتهم ممن خانوا الدم الأفغاني وانسلخوا عن قيمهم ومبادئهم الدينية والوطنية، وهم يفرون بجلودهم وتاركين كُـلّ قواتهم وأسلحتهم غنيمة للأحرار من أبناء الشعب الأفغاني العظيم.
وَإذَا ما رجعنا إلى كلمات وتصريحات وبيانات القيادة الأمريكية والبريطانية وقيادات الدول الغربية المشاركة في غزو أفغانستان، ففيها من الدروس والعبر ما يفي لكل الأحرار في هذا العالم، بأن الهزيمةَ مُرةٌ ومبرّرات الهروب من ميادين المواجهة مكشوفة وزائفة، بل تعزز وترسخ قناعات الشعوب المستضعفة والمحتلّة في المنطقة بأهميّة التحَرّك والاستمرار في المقاومة حتى يأذن الله بالنصر لعباده.
فكما حافظ الشعبُ اليمني على كرامته وعزته وحريته واستقلاله، خلال فترة الاستعمار البريطاني لجنوب الوطن، وتحرّر بانطلاق شرارة ثورة 14 أُكتوبر في ستينيات القرن العشرين، وكذا الشعب الأفغاني الذي يتحرّر اليوم، ستحافظ بقية شعوب المنطقة على كرامتها وحريتها واستقلالها حتى تتكرّر مشاهد هروب الغزاة والمحتلّين ومرتزِقتهم بذات الشكل الذي نشاهده منذ مطلع الأسبوع في مطار كابول.
وأمام هذه المحطات الخالدة نؤكّـد لشعبنا اليمني ولكل الشعوب المحتلّة بأن المقاومة والمواجهة للغزاة والمحتلّين وأدواتهم العميلة لا خيار سواه لنيل الحرية والاستقلال؛ ولكي لا نُستعبَدَ.