كل ما يجري من حولك

لا توبة بعد عدوان

هلَّا تجنِّبون أنفسَكم اليومَ شرَّ ذلك الموقفِ وتعلنون الآنَ التوبةَ والعودةَ إلى صف الوطن

484

بقلم الشيخ عبد المنان السنبلي.

أعتقد أنه لايزال أمام أصحابنا (المغرر بهم) في المناطق الخاضعة لكل من الوصاية السعوديّة والإماراتية فرصة ذهبية لإعلان التوبة والاستفادة من قرار العفو العام قبل أن يأتي عليهم يوم وقد وجدوا أنفسهم وحيدين في أحد المطارات يأملون في أن يجدوا طائرةً سعوديّةً أَو إماراتيةً مدنيةً تقلهم هرباً ولو حتى على إحدى إطاراتها!

لكنهم في الحقيقة لن يجدوها! وإن وجدوها لن يسمح لهم بالاقتراب منها! فالسعوديّون والإماراتيون ليسوا في طباعهم أكثر سعةً ورحابة صدرٍ من الأمريكان حتى يلتفتوا بشيءٍ من الرأفة إلى بعض ما خلفوا وراءهم من المرتزِقة والعبيد!

عندها فقط ستتذكرون كم كنتم انتهازيين وأغبياء وسذجاً حين وثقتم بهم وسلمتموهم مصيركم ومصير بلادكم يستبيحونها ويعبثون بها كيف ومتى ما أرادوا وشآوا!

ستتذكرون حجم الدماء التي قدمتم أنتم أنفسكم لا لشيءٍ سوى قرباناً لهم لعلهم ينالون من شعبكم وبلادكم.. لعلكم تحكمون!

ستتذكرون صكوك الغفران تلك التي كنتم تمنحونها لهم بعد كُـلّ جريمةٍ ومجزرةٍ كانوا يرتكبونها بحق الأبرياء من أهلكم وأبناء جلدتكم في أكثر من بقعةٍ ومكان!

ستتذكرون كُـلّ دعوةٍ صادقةٍ كنا نقدمها لكم لتتراجعوا وتعودوا عن غيكم، وكل كلمةٍ وعبارةٍ كنا نخبركم ونتوسل إليكم بها محذرين ومنذرين من أنهم سيغدرون بكم ويتخلون عنكم.. ولا تلتفتون!

ستتذكرون كم كنا صادقين معكم، وكم كنا مخلصين وحريصين في الحفاظ على سيادة ووحدة وسلامة وأمن واستقرار اليمن!

ستتذكرون كيف أنهم استخفوا بعقولكم واستخدموكم لغرض تحقيق أطماعهم وأهدافهم العدوانية بحق بلادكم – اليمن وكيف أنهم رموكم على جنبي أول قارعة طريق من لحظة استغناءهم عنكم!

ستتذكرون كُـلّ ذلك وربما أكثر من ذلك، ولكن بعد فوات الأوان وحين لا ينفع الندم!

فهلَّا تجنبون أنفسكم اليوم شر ذلك الموقف وتعلنون الآن التوبة والعودة إلى صف الوطن؟!

احسبوها (صح) ولو مرةً واحدةً في حياتكم!

فطريق التوبة لايزال مفتوحاً وسيظل حتى يتوقف العدوان وتضع الحرب أوزارها فقط.. وأما بعدها، فلا توبة بعد عدوان.

إني لكم لمن الناصحين.

You might also like