كل ما يجري من حولك

الولايات المتحدة تخذل حلفاءها دائما..وهذه المرة في أفغانستان

503

متابعات- العالم – يقال إن
مرة اخرى تثبت الولايات المتحدة الاميركية انها حليف غير موثوق وغادر على مر الزمان، وليس آخر المرات ما يحصل اليوم في افغانستان من تسليم البلاد الى جماعة طالبان بسهولة شرب الماء، وتركها حلفاءها لوحدهم والجلوس متفرجة عليهم.

الولايات المتحدة دائما ما تخذل حلفاءها واتباعها وادواتها حالما تنتهي مصالحها معهم، او عند انتقالها الى الخطة (ب) مثلا، فالولايات المتحدة والاوروبيون من حلف الناتو تركوا الحكومة الافغانية المعترف بها دوليا والتي طالما سهلت تواجد القوات الامريكية وحلف الناتو في افغانستان، وجلسوا يتفرجون على سقوطها شيئا فشيئا دون تحريك ساكن، واكتفوا بإجلاء رعاياهم وبعثاتهم الدبلوماسية من البلد.

الولايات المتحدة دخلت افغانستان قبل عشرين سنة بحجة محاربة الارهاب وجماعة طالبان وتدريب وتهيأة القوات الافغانية لتسلم زمام الامور، فما الذي حصل؟ انهارت الحكومة الافغانية بما يشبه تساقط احجار الدومينو وتم تسليم المدن الافغانية بدون قتال، ما يدل على أن الوجود الأمريكي هناك عبثي وكان لا بد له أن ينتهي عاجلًا أم آجلا.

مليارات الدولارات صرفتها الولايات المتحدة على تدريب وتسليح 300 ألف جندي أفغاني تبخروا أمام ما يقرب من 75 ألف مقاتل من طالبان دخلوا المدن بأسلحة خفيفة وعلى دراجات نارية.

واذا كان هناك مشروع امريكي في افغانستان فقد فشل هناك بكل بساطة بسبب سوء الإدارة الامريكية له على مدى ثلاثة إدارات جمهورية وديمقراطية، فلا يمكن لأي مشروع خارجي أن ينجح ما لم تكن له جذور داخلية تسمح له بالنمو، ولا يمكن أيضا لأي مشروع رجعي ظلامي أن ينتشر ما لم تكن له حواضن داخلية.

وما حدث من انهيار سريع للدولة يدل على ان الانسحاب كان من الأفضل ان يتم قبل سنوات طويلة لتجنب تكاليف بشرية ومادية كانت تضيع هباء منثورا على جيش ودولة كرتونية.

تقول النيويورك تايمز ان جنرالات البنتاغون حاولوا تأخير الانسحاب وقالوا للرئيس الاميركي جو بايدن إن الحكومة الأفغانية ليست مستعدة لمواجهة طالبان. فسألهم بايدن: متى ستكون مستعدة؟ لم تكن عند الجنرالات إجابة.. فرد بايدن: بقاؤنا هناك لسنة أو لخمس سنين أخرى لن يغير الوضع على ما يبدو!

وربما يكون سحب القوات الامريكية من افغانستان ودول اخرى في المنطقة هو للتفرغ الى مواجهة المعارك الوجودية مع اعدائها الكبار، روسيا والصين.

السيناريو الثاني وهو ان الولايات المتحدة رأت ان مصلحتها في مغادرتها وليس في بقائها، اي ان ما لم تستطع تحقيقه بوجودها تحاول اليوم تحقيقه بخروجها من افغانستان واشاعة الفوضى والتوتر والتطرف، علها تنقل التوتر الى الدول المجاورة، فالجمهورية الإسلامية لديها ما يقارب 1000 كيلومتر من الحدود مع افغانستان، كما ان لافغانستان حدودا مع كل من اوزبكستان وطاجيكستان وتركمانستان، المحسوبة على روسيا، واثارة البلبلة في هذه الدولة قد تنعكس بشكل او بآخر على روسيا، بالاضافة الى حدودها مع باكستان.

وربما ان لاثارة التوتر وانعدام الامان في افغانستان هدف آخر وهو ضرب طريق الحرير الصيني العملاق عبر افغانستان، لافشال هذا المشروع الحيوي للصين بالدرجة الاساس وللدول التي يمر بها بالدرجة الثانية، اي ان هذا الامر يأتي في إطار الحرب الاميركية على الصين.

اذن نحن امام مرحلة جديدة خطيرة ومعادلاتها معقدة وتداعياتها كبيرة على دول الاقليم بشكل عام، والايام حبلى بالاحداث والمفاجآت.

وبالعودة الى العنوان الرئيسي، وهو خذلان الولايات المتحدة وتخليها عن حلفائها واتباعها وادواتها.. هل ستتعظ بعض الدول (الحلوب) المعتمدة على امريكا من هذه التجربة؟ ام انها ستصر على سياساتها لتلاقي نفس المصير ذات يوم؟ ام ان غرقها في الابتزاز الاميركي لها يحول دون ترك هذا المحور اللعين؟

You might also like