كل ما يجري من حولك

التشرذم والتفكك والإنهيار.. بعض بضائع أمريكا للدول التي غزتها

430

متابعات- العالم كشكول
جاء في مقال نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الامريكية للكاتب ستيفن إرلانجر، ان “تفكك أفغانستان قد يشكل ضربة أخرى لمصداقية الولايات المتحدة”، وان “الانهيار السريع لأفغانستان يثير التذمر بشأن المصداقية الأمريكية”، وان انسحابها من افغانستان “يزيد من الشعور بأن دعم أمريكا لم يعد بلا حدود”!!.

من الواضح ان كاتب المقال يعتقد او يُحسن الظن كثيرا بـ”مصداقية” امريكا، وكذلك بـ”الاعمال الخيرية” التي تقوم بها امريكا للدول والشعوب “مجانا” ودون مقابل، من اجل تحريرها من الانظمة الدكتاتورية والاستبدادية، وانقاذها من الجماعات التكفيرية، ونشر الديمقراطية وحقوق الانسان في ربوعها.

من الواضح ايضا ان صاحب المقال يؤمن ان الغزو الامريكي لافغانستان والعراق، ودعمها لدول العدوان على اليمن، ومشاركتها في تدمير ليبيا، ومحاصرتها شعوب ايران وفنزويلا وكوبا ولبنان وغزة و..، كلها من اجل نشر القيم الغربية وعلى راسها الديمقراطية وحقوق الانسان بالمجان في هذه الدول، ويبدو ان ايمان الكاتب بهذه “المصداقية” الامريكية بدأت تهتز، بعد انسحابها من افغانستان!!.

لسنا هنا في وارد مناقشة الكاتب حول ما اذا كانت “مصداقية” امريكا اهتزت لديه أم لا، وهو يرى دعم امريكا المفتوح لانظمة تعيش خارج التاريخ، لا دستور ولا برلمان ولا انتخابات ولا ديمقراطية ولا حقوق انسان، مثل الانظمة الاسرية المتخلفة والاستبدادية والقمعية، مثل انظمة آل سعود وآل زايد وآل خليفة، الذين يقطعون معارضيهم بالمناشير ويحرقون اجسادهم بالافران ويذوبون ها باحواض التيزاب.

اما دعم امريكا، التي يتباكى الكاتب على “مصداقيتها”، للكيان العنصري الغاصب والقاتل”إسرائيل”، بشهادة تقارير الامم المتحدة، فهو دعم لم يخطر ببال الكاتب مطلقا، لانه “واجب مقدس” من وجهة نظر الغرب وغالبية نخبه السياسية والفكرية، فهذا الدعم يأتي لتأكيد وتثبيت “مصداقية” امريكا، فبدون هذا الدعم لا “مصدقية” لامريكا اصلا.

من هذه العقلية الغربية الاستعلائية المغلقة، ينطلق الكاتب في رؤيته لما يجري في افغانستان، فهو كان يؤمن ان غزو امريكا لافغانستان، كان بهدف انقاذها، وان انسحاب امريكا الان، يهدد بتفككها، ناسيا او متناسيا، ان تفكيك افغانستان، كان ومازال على رأس اهداف الغزو الامريكي لهذا البلد، وهي نفس الاهدف التي كانت ومازالت امريكا تسعى الى تحقيقها، في العراق وسوريا واليمن وليبيا وفي كل الدول العربية والاسلامية، فلا “مصداقية” لامريكا، من وجهة نظر العقول المتحررة من الاستعلاء الغربي، الا بتفكك افغانستان والدول العربية والاسلامية، خدمة لـ”اسرائيل”، وتسويق الفوضى، الى الدول التي ترى فيها امريكا، خطرا على مصالحها غير المشروعة في اسيا، فمن الواضح لكل ذي عين، ومن المؤكد ان كاتب مقال “نيويورك تايمز” ستيفن إرلانجر، ليس من بينهم، ان “التفكك” و “التقسيم” و “الحرب الاهلية” و “الاقتتال” و “الفوضى” و”الدمار” و “السلب” والنهب”و..، هي بعض “بضائع” امريكا، الى الدول التي غزتها، واذا كان الامر خلاف ذلك، عندها فقط علينا ان نشكك بـ”مصداقية” امريكا!.

You might also like