حكومة صنعاء بمواجهة الحصار: ترتيبات لإنعاش «الحديدة»
حكومة صنعاء بمواجهة الحصار: ترتيبات لإنعاش «الحديدة»
اتهم الحوثي الولايات المتحدة وبريطانيا بالوقوف وراء تصعيد الحرب الاقتصادية
وفي مقابل إجراءات تشديد الخناق على المناطق الخاضعة لسيطرة «الإنقاذ»، بدأت حكومة صنعاء، منذ أكثر من أسبوع، إعداد ترتيبات لخرق الحصار المفروض على ميناء الحديدة، من خلال إعادة سفن الحاويات التي تمّ تحويل مسارها الملاحي مطلع عام 2017، من جيبوتي إلى ميناء عدن، بعدما كانت هذه السفن تصل إلى الميناء. وأكدت مصادر حكومية في العاصمة، لـ«الأخبار»، قيام عضو «المجلس السياسي» في صنعاء، محمد علي الحوثي، بعقد سلسلة لقاءات مع التجار ووزارة الصناعة والتجارة، والغرف الملاحية، إلى جانب لقاءات مكثّفة أجرتها الوزارة المعنيّة مع المستوردين، طالبتهم فيها بتغيير مسار الواردات إلى ميناء الحديدة.
وعن مخاوف القطاع الخاص من احتجاز سفن الحاويات ومنْع دخولها إلى الميناء، قالت المصادر إن «الردّ سيكون عسكرياً ضدّ أهداف اقتصادية سعودية حسّاسة». وعلمت «الأخبار» أن «القطاع الخاص اليمني رحّب بخطوة صنعاء القاضية بخفض التعرفة الجمركية على التجّار الذين يستوردون بضائعهم عبر ميناء الحديدة، بنسبة 49%».
وأشارت إلى أن هناك تنسيقاً بين حكومة الإنقاذ والتجّار لتحويل مسار سفن الحاويات إلى ميناء الحديدة، وأنه تمّ إبلاغ الأمم المتحدة بذلك، مؤكدة أنه «لا توجد أيّ موانع أو قيود مفروضة على سفن الحاويات طالما أنها تخضع لآلية التفتيش الدولية في جيبوتي».
من جانبها، أكدت «مؤسسة موانئ البحر الأحمر»، في مؤتمر صحافي عُقد أوّل من أمس، جاهزية ميناء الحديدة لاستقبال سفن الحاويات وتقديم جميع التسهيلات للتجار، فيما لفتت وزارة الصناعة والتجارة في صنعاء إلى أن إعادة الاستيراد عبر الميناء «ستساهم في التخفيف من معاناة المواطنين والمحافظة على استقرار الاقتصاد الوطني واستقرار العملة»، داعيةً المستوردين ورجال الأعمال إلى استغلال قرار خفْض التعرفة الجمركية بنسبة 49%، بدلاً من «الاستيراد عبر ميناء عدن، حيث رُفعت الرسوم الجمركية، مطلع الشهر الجاري، بنسبة 100%».
وكان زعيم حركة «أنصار الله»، عبد الملك الحوثي، اتّهم الولايات المتحدة وبريطانيا والتحالف السعودي – الإماراتي بالوقوف وراء تصعيد الحرب الاقتصادية، قائلاً، في خطابه الأخير لمناسبة رأس السنة الهجرية، إن واشنطن ولندن «تجعلان من الحصار والمؤامرات الاقتصادية استراتيجية أساسية في استهداف شعوب أمّتنا».
واعتبر أن «الحرب الاقتصادية أميركية بامتياز»، مضيفاً أن الجانب الأميركي «كان سبّاقاً في استهداف العملة اليمنية، بنقل المصرف المركزي أوّلاً، وطباعة الأوراق النقدية وغيرها من السياسات التي أضرّت بالقدرة الشرائية للشعب”. ورأى أن مشكلة الولايات المتحدة «ليست مع مكوّن واحد، فإجراءات الحصار لا تستثني أحداً»، ذلك أن «السيطرة على المنافذ ومنْع وصول الاحتياجات وفرْض الحظر على أكثر من 400 صنف كلّ ذلك يُعدّ استهدافاً لجميع المواطنين».
* الأخبار اللبنانبة| رشيد الحداد