كل ما يجري من حولك

ما طبيعة التحركات البريطانية الأمريكية في المهرة تحت غطاء التحالف العربي وما دوافعها؟

ما طبيعة التحركات البريطانية الأمريكية في المهرة تحت غطاء التحالف العربي وما دوافعها؟

742

متابعات//

تشهد محافظة المهرة، شرقي اليمن ، في الآونة الأخيرة ، تحركات سرية لقوى دولية كبرى أبرزها بريطانيا وأمريكا تحت غطاء التحالف العربي، ما يشيء أن المحافظة ستكون مسرحا للأحداث القادمة… فما الذي يحدث بالضبط في المحافظة اليمنية ” العذراء ” بكنوزها الكامنة وثرواتها الغنية ، وما دوافع تلك التحركات ؟!

 

بحسب معلومات خاصة، فإن المهرة شهدت خلال الأسابيع الماضية، عدة عمليات إنزال سرية لجنود في البحرية البريطانية والأمريكية على سواحلها ، وتحركات عسكرية مريبة في مناطق مختلفة داخل المحافظة.

 

وكان موقع ” “Declassified UK” البريطاني قد أكد أن 30 جندياً وضابطاً بريطانياً وصلوا في يونيو الماضي إلى محافظة المهرة. أسفرت التحركات الأخيرة عن إنشاء نحو 17 قاعدة عسكرية، كان آخرها بناء قاعدة سرية بريطانية تحت أرضية مطار الغيضة في يوليو الجاري.

 

كما تم إنشاء قواعد عسكرية بريطانية أمريكية مشتركة في مطار الغيضة وفي ميناء نشطون الإستراتيجي، والذي أصبح بالكامل تحت إشراف وسيطرة القوات الأجنبية، ويستخدم لأغراض عسكرية خاصة بالدولتين، ولا علاقة لدول التحالف به.

 

إضافة إلى ذلك، أقدمت واشنطن ولندن على تحويل مطار الغيضة لمركز مراقبة للحرب على الإرهاب في المناطق الشرقية لليمن ، مع العلم أن مطار الغيضة تتواجد فيه قوات أمريكية وبريطانية منذ 2018م لكن دون تصريح رسمي، وتعد عناوين ” محاربة الإرهاب ” أكبر شماعة تتخذها الدول الإستعمارية الغربية لإحتلال أي بلد.

 

المهرة التي لم يزورها أي مسؤول حكومي في الشرعية وعلى رأسهم الرئيس هادي ورئيس وزرائه منذ بداية الحرب على اليمن ، ظهر فيها مسؤولين عرب وغربيين كبار على رأسهم السفير الأمريكي ، والسفير السعودي ، وأمنيين بريطانيين، في زيارات معلنة وأخرى سرية ، كان آخرها ظهور وفد بريطاني يترأسه ضباط من الإستخبارات البريطانية برفقة المتحدث باسم التحالف العربي تركي المالكي في مدينة الغيضة، مطلع العام الجاري.

 

اللافت في تلك الزيارات هو ظهور السفيران الأمريكي والسعودي في محافظة المهرة ، وهو ظهور غير قانوني ويتنافى تماما مع البرتوكولات الرسمية وقوانين السفارات المتعارف عليها ، والتي تمنع خروج السفراء إلى محافظات خارج العاصمة وعقد لقاءات من هذا القبيل ، وهذا ما أثار الشكوك حول أبعاد تلك الزيارات والتحركات !

 

على كلا ، فإن دلالات تلك التحركات، تشير إلى وجود مخطط غربي جديد يستهدف البوابة الشرقية لليمن.

 

إن الأهمية الجغرافية الإستراتيجية التي تتمتع بها محافظة المهرة_ بطول ساحل يقدر بـ 560كم _ بإعتبارها همزة وصل بين الشرق الأوسط ودول شرق آسيا ، كما أن موقعها بالقرب من مضيق هرمز ، يجعلها محط أطماع القوى الخارجية ، إذ تهرع القوى الغربية اليوم، إلى المهرة، للحفاظ على آخر مصالحها في اليمن ، وكسب ما يمكن كسبه من حرب السبع السنوات ” العجاف ” التي تتهدد الوجود الغربي في المنطقة. ما يمكن فهمه من التحركات البريطانية الأمريكية المزدوجة في المهرة يراد منها تحقيق أمرين بضربة واحدة ، الأمر الأول هو ضمان التواجد الأمريكي البريطاني في البحر العربي والمحيط الهندي، والسيطرة على طرق الملاحة الدولية.

 

الأمر الثاني، تأمين إنشاء قناة بحرية تمر من السعودية عبر أراضي المهرة إلى عرض البحر العربي ، أو مد أنبوب لتصدير النفط كأقل تقدير ، وذلك لضرب الأهمية الإستراتيجية التي يمثلها مضيق هرمز بالنسبة لإيران كقوة إقتصادية من جهة، وإعطاء مبرر لتواجد القوى الغربية حتى تبسط يدها على ثروات المحافظة من جهة أخرى.

 

الجدير بالذكر أن التحركات البريطانية الأمريكية في المهرة تتميز بسرية تامة، نتيجة مخاوف واشنطن من نقل المعركة إلى العمق الإستراتيجي الشرقي للبلاد، على العكس تماما فإنها تدفع بتعزيز وجودها في أقصى اليمن للهروب مؤقتا من لعنة الهزائم التي يتعرض لها التحالف العربي غرب ووسط البلاد.

 

الواضح من كتمان هذه التحركات حتى اللحظة، هو خشية واشنطن من أن تطالها بندقية قوات صنعاء التي تتوغل في معظم مناطق الوسط اليمني ، ومن المتوقع أن أمريكا تسعى للبحث عن حجج ومزاعم لتبرير تواجدها في المنطقة ، لذا لا نستبعد أن يتم تعجيل الدفع بورقة تمرير أنبوب النفط عبر المحافظة، أو تنشيط الجماعات الإرهابية على أطرافها، على سبيل المثال.

 

في السياق ذاته ، فإن بروز الدور العماني مؤخرا إلى سطح المشهد اليمني، برعايتها مفاوضات مباشرة بين صنعاء والرياض، وزيارة السلطان العماني إلى السعودية، يعكس بشكل أو بآخر تصاعد تلك الأحداث والمستجدات الطارئة التي تشهدها محافظة المهرة الحدودية مع السلطنة.

 

على أية حال ، يمكن القول أن المحافظة ستشهد المزيد من الأحداث والتحركات العسكرية خلال الفترة المقبلة خصوصا إذا ما سقطت مدينة مأرب في يد قوات صنعاء ، والتي يبدو أن خياراتها العسكرية مفتوحة على كافة المحافظات الواقعة تحت سيطرة التحالف ، حسب تصريحات قيادتها العليا.

حلمي الكمالي

 

 

 

 

You might also like