كيف استخدمت السعودية والإمارات “لسان الشيطان” الإسرائيلي للتجسس على صحافيين ونشطاء
كيف استخدمت السعودية والإمارات “لسان الشيطان” الإسرائيلي للتجسس على صحافيين ونشطاء
في فضيحة جديدة قديمة وتسريبات جديدة كشف عنها مؤخّراً ونشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرا مطولا كيف استخدمت السعودية والإمارات شركة إسرائيلية للتجسس على صحافيين ونشطاء. وكيف أَدَّت تلك التقنية إلى عملية اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي الشنيعة.
وقد تبرأت الشركة الإسرائيلية من حادثة قتل خاشقجي التي وصفتها بالشنيعة. وقالت: نحن نبيع التكنولوجيا فقط لدول وحكومات وليس لأفراد؛ بهَدفِ الأمن والقضاء على الإرهاب قبل وقوعه. ولم نتوقع أن تستخدمها تلك الحكومات لأغراض أُخرى. واتهمت تلك الحكومات باستغلال التكنولوجيا الإسرائيلية لأغراض شنيعة في التجسس على مواطنيها واغتيالهم أَو اعتقالهم.
وقد استُهدف نشطاء وصحافيون وسياسيون من حول العالم بعمليات تجسس بواسطة برنامج خبيث للهواتف الخلوية طوّرته شركة إسرائيلية، وفق تقارير نشرت الأحد، ما زاد المخاوف من انتهاكات واسعة النطاق للخصوصية والحقوق.
وبعدما تعاونت في تحقيق بشأن تسريب معلومات، أفادت صحف “واشنطن بوست” و”غارديان” و”لوموند” وغيرها من وسائل الإعلام الإخبارية بأن البرنامج “بيغاسوس” الذي طوّرته مجموعة “ان. اس. او” الإسرائيلية قد استخدم لأغراض التجسس. والتسريب عبارة عن قائمة تضم ما يصل إلى 50 ألَف رقم هاتفي يعتقد أنها لأشخاص تعتبرهم “ان. اس. او” موضع اهتمام منذ العام 2016، وفق التقارير.
ولم يتم اختراق كُـلّ الأرقام الهاتفية الواردة في القائمة، وقالت وسائل الإعلام الإخبارية المطّلعة على التسريب إن تفاصيل بشأن هويات الأشخاص الذين طاولتهم القرصنة ستعلن في الأيّام المقبلة.
ومن ضمن ما يرد في القائمة أرقام هواتف صحافيي منظمات إعلامية من حول العالم بينها وكالة فرانس برس و”وول ستريت جورنال” و”سي. أن. ان” و”نيويورك تايمز” و”الجزيرة” و”فرانس. 24″ و”راديو فري يوروب” و”ميديابارت” و”إل باييس” و”أسوشيتد برس” و”لوموند” و”بلومبرغ” و”ذي إيكونوميست” و”رويترز” و”فويس أوف أميركا” و”غارديان”.
وكان مركز أبحاث “سيتيزين لاب” في جامعة تورنتو و”منظمة العفو الدولية” قد أفادا سابقًا بأن البرنامج الذي إشترته السعودية والإمارات استخدم لقرصنة هواتف مراسلي “الجزيرة” وصحافي مغربي.
ومن بين ما يرد في القائمة أَيْـضاً رقمان يعودان لأمرأتين قريبتين للصحافي السعودي جمال خاشقجي الذي قُتل في قنصلية بلاده في اسطنبول في العام 2018. كذلك تضم القائمة رقم هاتف صحافي مكسيكي مستقل اغتيل في مغسل للسيارات، ولم يعثر على هاتفه وبالتالي لم يتّضح ما إذَا تم اختراقه.
وأفادت “واشنطن بوست” بأن أرقاما واردة في القائمة تعود إلى رؤساء دول ورؤساء حكومات وإلى أفراد عائلات ملكية عربية ودبلوماسيين وسياسيين ونشطاء ومديري شركات.
وبحسب التقارير، كثير من الأرقام التي تضمّها القائمة يتواجد أصحابها في عشرة بلدان هي السعودية والإماراتوالبحرين وأذربيجان والمجر والهند وكازاخستان والمكسيك والمغرب ورواندا.
واستخدمت أجهزة الأمن المغربية برنامج التجسس لاستهداف حوالى 30 صحافيا وإعلاميا فرنسيا، بحسب التحقيق.
ووفق صحيفة “غارديان”، يشير التحقيق إلى “استغلال واسع النطاق ومستمر” لبرنامج بيغاسوس الذي تشدّد “ان. اس. او” على أن الهدف منه الحصول على معلومات استخبارية لكشف المجرمين والإرهابيين.
وكانت منظمة العفو الدولية ومنظمة “فوربيدن ستوريز” الإعلامية غير الربحية ومقرها باريس قد اطّلعتا على التسريب الذي أبلغتا به المنظمات الإعلامية.
وكانت “ان. اس. او” وهي شركة رائدة في قطاع البرامج الخبيثة الخَاصَّة النامي والقليل التنظيم قد أبلغت الشرطة باستغلال جهات لبرنامجها. وأنكرت “ان. اس. او” “بشدّة الاتّهامات الباطلة” التي وردت في التحقيق.
وكتبت على موقعها الإلكتروني أنّه “مليء بافتراضات خاطئة ونظريّات لا أَسَاس لها. وقد قدّمت المصادر معلومات ليس لها أَسَاس واقعي”، موضحة أنّها تنظر في تقديم شكوى تشهير.
وقالت الشركة “كما ذكرت أن. اس. أَو سابقًا، فإنّ تقنيّتنا لم تكن مرتبطة بأي شكل من الأشكال بعملية القتل الشنيع لجمال خاشقجي”. وَأَضَافَت “نود التأكيد على أنَّ أن. أس. أُو تبيع تكنولوجيات فقط إلى وكالات إنفاذ القانون والاستخبارات التابعة للحكومات لغرض وحيد هو إنقاذ الأرواح من خلال منع أعمال الجريمة والإرهاب”.
السعودية والإمارات واستخدام أكثر من شركة إسرائيلية
و”ان. اس. او” ليست الشركة الإسرائيليّة الوحيدة التي يُشتبه في أنّها تزوّد حكومات أجنبيّة ببرامج تجسّس، بعد حصولها على ضوء أخضر من وزارة الدفاع الإسرائيليّة.
فبرنامج “لسان الشيطان” (ديفيلز تانغ) التابع لشركة “سايتو تِك ليميتد”، المعروفة في الغالب باسم “كانديرو”، قد استُخدم هو أَيْـضاً ضدّ مئات السياسيّين والمعارضين والصحافيّين والنشطاء، بحسب ما قال الخميس الفائت خبراء من “مايكروسوفت” و”سيتيزن لاب”.
وقدّمت شركات إسرائيليّة، بينها “إن أي سي إي” و”فيرينت”، تكنولوجيا لقوّات الشرطة السرّية في أوزبكستان وكازاخستان، وكذلك لقوّات الأمن في كولومبيا، بحسب ما قالت منظّمة الخصوصيّة الدوليّة غير الحكوميّة (برايفسي إنترناشونال) في عام 2016.
وفي كانون الأول/ديسمبر، أفاد “سيتيزن لاب” باختراق أجهزة الاتصالات النقالة التابعة لعشرات الصحافيين في شبكة الجزيرة القطرية بواسطة برنامج مراقبة متطوّر. اشترته السعودية والإمارات.
وفي حزيران/يونيو من العام الماضي أفادت منظمة العفو بأن السلطات المغربية استخدمت برنامج “بيغاسوس” لزرع برنامج خبيث في الهاتف الخلوي التابع للصحافي عمر الراضي الذي يحاكم في قضيتين إحداهما بتهمتي “المس بسلامة الدولة” والتخابر مع “عملاء دولة أجنبية”.