واشنطن لا تيأس: مأرب قَضيةً أولى
واشنطن لا تيأس: مأرب قَضيةً أولى
متابعات| تقارير| جريدة الأخبار اللبنانية:
بعد تراجع حدّة المواجهات، في الأسبوعين الأخيرين، في جبهات مدينة مأرب، إفساحاً في المجال أمام المساعي العُمانية، استأنفت القوات الموالية للتحالف السعودي ــــ الإماراتي هجماتها في الجبهتَين الغربية والشمالية الغربية، وسط إصرار أميركي ــــ سعودي على فرض وقف لإطلاق النار في المدينة، أو استعادة زمام المبادرة من «أنصار الله»
كما توغّلت قوات صنعاء في مناطق جديدة في اتجاه خطّ الأنبوب النفطي، بعدما صدّت هجوماً شرق ملبودة، مجبرةً خصومها على التراجع.
جاء تجدّد القتال في أعقاب تواصل مكثّف بين تيم ليندركينغ وسلطان العرادة
الهجوم الذي استمرّ على مدى عشر ساعات متواصلة، جاء في أعقاب تواصل مكثّف، عبر دائرة تلفزيونية، بين المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ، ومحافظ مأرب المحسوب على «الإصلاح» سلطان العرادة، وتشديد الموفد الأميركي على أهمية تعزيز «الدفاع» عن مدينة مأرب، وتأييده حشد مزيد من القوات هناك.
وكان ليندركينغ قد لمّح، الأسبوع الماضي، إلى أن الولايات المتحدة لن تسمح بسقوط مأرب تحت سيطرة «أنصار الله»، مبدياً، خلال اتصاله بالعرادة، استعداد بلاده لتقديم الدعم العسكري في هذا السبيل، واعداً بتوجيه «الدعم الإنساني» نحو المدينة.
وأتى تجدُّد القتال عند تخوم مركز المحافظة، بعد فشل واشنطن والرياض في فرض وقفٍ لإطلاق النار على تلك الجبهة عبر البوابة العُمانية، وعجز ميليشيات «الإصلاح» عن إثبات وقوف قوات صنعاء وراء «مجزرة مأرب»، التي وقعت في محطّة وقود استُهدفت بصاروخ باليستي، بحسب الرواية «الإصلاحية»، وأوقعت عشرات الضحايا.
وتزامناً مع مغادرة الوفد السلطاني العُماني، صنعاء، يوم الجمعة الماضي، ادّعى «الإصلاح»، مجدّداً، مسؤولية «أنصار الله» عن مجزرة أخرى لم يستطع إثباتها، لتعمل قيادات في وزارة الدفاع الموالية لهادي على استغلال الحادثتَين المذكورتَين للطلب من قيادة «التحالف» إعادة نشر أربع منصّات «باتريوت» بذريعة حماية المدنيين.
وفي إزاء ذلك، حمَّل عضو وفد صنعاء المفاوض، عبد الملك العجري، حزب «الإصلاح»، مسؤولية ما يحدث في المدينة. وكتب، في تغريدة: «عرضْنا في البداية تحييد المحافظة وعدم دخولها من كلّ الأطراف لِمَا لها من أهمية حيوية في تقديم كثير من الخدمات للشعب اليمني عموماً من غاز وكهرباء، فردّوا بجلب السعودي والإماراتي والقاعدة واحتجاز المسافرين وتهجير المواطنين ونهب حصص المحافظات من الغاز».
من جهة أخرى، اتهم مصدر حقوقي في مأرب، رئيس أركان قوات هادي المحسوب على الإمارات، صْغيَّر بن عزيز، بإفشال صفقة تبادل أسرى أُبرمت بين مشائخ المدينة الموالين لـ»التحالف»، وصنعاء، بوساطة محلية.
وقال المصدر إن مسلّحين تابعين لبن عزيز اعترضوا عدداً من أسرى «أنصار الله»، وأقدموا على احتجازهم أثناء نقلهم من سجون مركز المحافظة إلى نقطة التبادل على طريق البيضاء ــــ مأرب، وهو ما تسبَّب بإفشال الصفقة.
وكردّ فعل على ما حدث، قالت مصادر قبلية إن أبناء قبائل مأرب دعوا إلى عقد اجتماع للمطالبة بتنفيذ اتفاقات تبادل الأسرى على قاعدة «الكلّ مقابل الكلّ»، وهو ما تزامن مع تصاعد الانتهاكات وجرائم التعذيب حتى الموت التي يتعرّض لها الأسرى في السجون الواقعة تحت سيطرة ميليشيات «الإصلاح».
وكانت «لجنة شؤون الأسرى» في صنعاء قد أعلنت، الخميس الماضي، مقتل أحد الأسرى التابعين لها تحت التعذيب في مأرب، في حادثة تُعدُّ الثالثة من نوعها خلال أسابيع.