كل ما يجري من حولك

النظام السعودي يدق مسماراً في نعشه بإشعال الحرب على “المقدسات”

644

لم تعد الحرب التي تقودها السعودية في اليمن، منذ أكثر من ست سنوات، النقطة الوحيدة في قائمة الخسارات التي لم يعد بمقدور المملكة تداركها، ففي متوالية إخفاقاتها على كل المستويات، داخلياً وخارجياً،

ومن المؤكد- كما يقول مراقبون- أن تجد نفسها قريباً في مواجهة العرب والمسلمين كافة، فقد فتحت على نفسها أبواب الجحيم وأشعلت فتيل حرب جديدة هي حرب المقدسات، التي بدأت تثير سخطاً واسعاً في الداخل السعودي وعلى المستوى العربي والإسلامي.

لعقود من الزمن ظلت السعودية تقدم نفسها باعتبارها القائمة على أهم المقدسات الإسلامية، الأمر الذي أحاطها بهالةٍ لدى الكثير من شعوب ودول المنطقة، ومن ضمنها اسم الملك السعودي المسبوق دائماً بصفة “خادم الحرمين الشريفين”، إلا أن تلك القداسة بدأت تتلاشى وهي حتماً في طريقها إلى الزوال النهائي بعد ظهور توجهات جديدة تحمل عدداً من المسميات كالانفتاح على العالم والرؤى الحديثة المواكبة للتطورات العالمية، والتي يقودها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إلا أنها في مجملها بدأت تتضح بكونها لا تتعدى الانسلاخ عن القيم والأعراف التي تنتظم من خلالها إيقاعات الحياة في المجتمعات العربية المسلمة، وعلى رأسها المملكة التي تشرف على أهم مقدسات المسلمين ورموزهم الدينية “الحرمين الشريفين”.

كانت مفاجآت صادمة للكثير من المخدوعين بالمملكة التي طالما اعتبروها حامية الدين والمقدسات، حين رأوا أن السلطات السعودية بدأت تجرد مجتمعاتها من قيمهم، بإدخال جميع المتناقضات مع عاداتهم وتقاليدهم تحت مسمى الانفتاح والترفيه، وهي ما اعتبرها الكثير من الناشطين السعوديين إساءة في الدرجة الأولى للقيمة الدينية الكبيرة التي تحظى بها المملكة كونها تضم داخل أرضها الحرمين الشريفين، بما يحملانه من قيمة دينية هي الأعلى لدى جميع المسلمين، ومن المفاجآت التي صدمت الكثير من الشعوب الإسلامية ما بدأت تبثه وسائل الإعلام السعودية الرسمية وغير الرسمية من ترويج لبيع وتعاطي الخمور والمسكرات في بلاد الحرمين التي طالما تشدقت سلطاتها الحاكمة بأنها الراعية الأبرز  لتعاليم وأحكام الشريعة الإسلامية.

لم يتوقع أحد أن تبث قناة “إم بي سي” السعودية، تقريراً عن فوائد تعاطي الخمور والمسكرات، بل وتحذّر مواطنيها من أضرار تعاطي الخمور المغشوشة، معتبرةً انتشارها ظاهرةً غير صحية، أدت في بعض الحالات إلى الوفاة، داعيةً السعوديين إلى ضرورة التفريق بين المغشوش والسليم من الخمور المستوردة، وسرد التقرير قائمة طويلة من فوائد تعاطي المسكرات، بل واستضافت القناة طبيباً يعمل استشارياً في طب الطوارئ والسموم بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية، والذي دعا بدوره السعوديين إلى ضرورة الحذر مما أسماه المسكر “غير الأصلي” و”القابل للبيع”، الأمر الذي أثار سخطاً كبيراً ضد النظام السعودي باعتباره يؤسس لسياسات تدمر عادات وأعراف وقيم شعب المملكة المحافظ، ويتنافى تماماً مع ما ظلت تروج له السلطات السعودية على مدى العقود الماضية من قيامها على رعاية الحرمين الشريفين، وخصوصاً بعد ما بدأت بالإغلاق التدريجي لهما أمام ملايين الحجاج من مختلف الشعوب العربية والإسلامية، وفتحهما لعدد محدود من مواطنيها والمقيمين على أراضيها وباشتراطات غير مسبوقة.

YNP –  إبراهيم القانص

السعودية تدق مسماراً في نعشها بإشعال الحرب على "المقدسات"

You might also like