النظام السعودي.. “الخروج بماء الوجه” لا يعني سلاماً كاملاً في اليمن
تستدرك السعودية وشركاء حربها المتواصلة في اليمن، مسألة مراكمة الخسارة والهزيمة لا أكثر، فالفشل الميداني في حسم المعركة صار فاضحا بعد سبع سنوات، ويقف وراء الرغبة المتململة في الوصول الى حل مشروط بحفظ ماء الوجه.
بالمقابل لا يختلف المراقبون أن أنصار الله في صنعاء، لايزال بأيديهم ما يشير الى قدرتهم حسم المعركة سواء بالحرب أو بالسياسة أو بكليهما، في حين صار التحالف يفتقد الى أي خيارات للحسم لا ميدانيا ولا بالتفاوض السياسي.
الى الان، كما يبدو، أن السعودية كرست أوهام الرغبة في إيقاف حربها التي تشعر عميقا بمرارة خساراتها، وفي الحقيقة لا تريد أن يتوقف الحرب في اليمن، ولا تريد أن يحدث تحولا نحو الاستقرار والسلام في البلاد. لكن يجب أن نعرف رغبة الرياض الأكيدة في الخروج من ورطة الحرب وتبعاتها الباهظة، وإظهار الحرب على أنها أهلية وبالضرورة استمرار حلقاتها في الداخل اليمني.
محللون سياسيون يرون ان اميركا هي من تدفع السعودية نحو ما يجنبها المزيد من الهزائم، ولأجل ذلك اقترحت استراتيجية الحل السياسي، حفاظا على ماء وجه المملكة ولكي لا يتزلزل بشكل خطير عرشها، بعد أن أخذت القوة العسكرية لصنعاء مسارا تصاعديا، وصارت معادلة الردع والتوازن قائمة، حيث لا مناص من استهداف المنشآت الحيوية والمؤثرة في المملكة.
ومن الواضح أن الإدارة الأمريكية بعد ان أدركت بان الحرب في اليمن لا جدوی منها الى الان، أرادت تغيير مسار الحرب وليس وقفها، وهو الموقف نفسه الذي يظهر متوازيا مع رغبة وموقف الرياض بأن لا يحدث استقرار ا وسلاما كاملين في اليمن، وأن لا تتشكل دولة ذات مكانة استراتيجية ومستقلة عن الهيمنة السعودية في المنطقة.
وفرضت وزارة الخزانة الأميركية، الخميس عقوبات مالية على عناصر يتبعون حركة أنصار الله في صنعاء، وجاء ذلك جاء يأتي ذلك بعد اتهام الخارجية الأميركية لصنعاء بتعطيل وقف إطلاق النار في اليمن.
واعتبر مراقبون الإعلان الأميركي وسيلة ضغط على أنصار الله للقبول باشتراطات واملاءات في سياق التحركات الأخيرة نحو الحل السياسي والتسوية السلمية في اليمن.
ويقول سياسيون في صنعاء، إن السياسة الأمريكية في اليمن مكشوفة، إنها تحاول اخراج السعودية من اليمن ودعم بعض الاطراف اليمنية لمحاربة الحكومة المركزية في صنعاء والتخريب في اليمن خلف جدار يحتمون به اسمه حقوق الانسان.
مؤكدين أن السلطات في صنعاء “تتعامل مع هذه السياسة والدعوات الى السلام بأسلوب سياسي ودبلوماسي مواكب للاحداث، فهي لا ترفض السلام ولكن لن تسمح بالالتفاف الاميركي والسعودي ومحاولتهم فرض حكومة مثل حكومة فيشي او حكومة عمالة لتسيطر على اليمن وتوقف نهضته وتعيده مرة اخرى تحت الهيمنة السعودية وتحت الاذلال السعودي”.
وتعتقد صنعاء، أن السعودية فاقدة الارادة وتعلم تماما ان حربها في اليمن هو استنزاف لها ولا توجد مصلحة لها في هذا العدوان لكن لأنها في خدمة النظام الاميركي وتل ابيب مستمرة في هذه الحرب، حتى وإن أظهرت استعدادا نحو الحل السياسي بإيقاف عملياتها العسكرية ورفع الحصار.