وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ

منصور البكالي

لست هنا في نطاق الحديث عن الآية ودلالاتها ومعانيها الواضحة لمن يبشرون برزق الله لهم بالأنثى أَو الذكر من البنين، والبنات، بل سنناقش في مقال اليوم الطريقة المثلى لتنفيذ توجيهات قائد الثورة… حول منع ذبح الأنثى من المواشي وأهميّة ذلك في الحفاظ على الثروة الحيوانية وتنميتها.

صحيح تجاوبت الجهات المختصة مع تلك التوجيهات وقامت بمنع ذبح الإناث من المواشي ومصادرتهن على الجلابين والجزر، وحدث نوع من الفوضى؛ بسَببِ عدم قيام الدولة بتبني خطة ومعالجات لتنفيذ تلك التوجيهات، وتوفر الحلول البديلة للرعية الرعاة الذين يعتمدون في توفير قوتهم الضروري على بيع ما لديهم من المواشي بغض النظر عن جنسها أكانت ذكر أم أنثى.

هذه الحالة تتطلب من الجهات الحكومية النظر إلى الإصلاحات والخطط التي لدى الدول المجاورة، التي تمنع ذبح الإناث من المواشي، وتحافظ عليها بشكل يكفل حقوق المواطنين، ويوفر حلول مرضية لكل الأطراف.

وعلى سبيل المثال أعادت دولة الصومال الفقيرة كامل الحملة من الكباش التي صدرتها إلى اليمن؛ بسَببِ وجود رخلة واحدة من الإناث كانت فيها، بعد علمها أنها وصلت إلى الأراضي اليمنية.

وتقوم الدولة في الصومال بشراء الإناث من المواطنين وتضعها في مزارع خَاصَّة بها لتحافظ على تكاثرها من ناحية وتحافظ على وضع المواطن وحقوقه من ناحية أُخرى.

اما إذَا ما نظرنا إلى طريقة تنفيذ حكومة الإغراق الوطني لتوجيهات قائد الثورة، فهي كارثية على المواطن وتسيء إلى الدولة وإلى قائدها ورئيسها، فإذا بشر المواطن الذي يربي الثروة الحيوانية، بالأنثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ.

فيا وزير الزراعة ويا رئيس الوزراء ويا مجلس النواب ويا مجالس محلية نأمل منكم إقرار تشكيل لجنة زراعية لزيارة الصومال الشقيق أَو غيرها من الدول الناجحة في تصدير الثروة الحيوانية، وتنميتها، لتنقلوا إلينا طريقتهم السليمة لمنع ذبح أناث المواشي، ومنع المتاجرة بها ونقلها وتهريبها إلى دولة أُخرى.