مصادر: محادثات سرية بالدوحة لوقف إطلاق النار بالأراضي الفلسطينية.. وهذا ما توصّلت إليه (تفاصيل)
أفادت مصادر مطلعة، الأربعاء، بأن أطرافا إقليمية ودولية تجري محادثات سرية في العاصمة القطرية (الدوحة)؛ بهَدفِ كبح التوتر في الأراضي الفلسطينية ووقف إطلاق النار في غزة وإسرائيل.
وذكرت المصادر أن المحادثات ضمت مبعوثين من حركة فتح وممثلين إسرائيليين وأمريكيين وسعوديين وإماراتيين، وشملت تقييم المساهمة التي يمكن أن يقدمها كُـلّ منهم للمساعدة في تخفيف التوتر الجاري، وفقا لما أوردته مجلة “إنتليجنس أون لاين” المعنية بشؤون الاستخبارات.
وأوردت المجلة الفرنسية أن “احتواء حركة حماس” يمثل منطقة توافق محتملة بين المبعوثين الذين أرسلهم رئيس السلطة الفلسطينية “محمود عباس” ورئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، خَاصَّة أن حركة فتح تواجه صعوبات سياسية، إلى الحد الذي دفعها لتأجيل الانتخابات التشريعية الفلسطينية؛ بسَببِ المركز المهيمن الذي تشغله حماس حَـاليًّا، والتوقعات بشأن فوزها بأي انتخابات تجرى في هذا التوقيت.
ومن جانب الولايات المتحدة، التي أرسلت “هادي عمرو”، عضو فريق “أنتوني بلينكن” في وزارة الخارجية، إلى المنطقة، فهي مستعدة لتعزيز حضورها الدبلوماسي في رام الله، بالرغم من أن الإدارة الأمريكية الجديدة، برئاسة “جو بايدن”، لم تعين سفيرًا جديدًا في إسرائيل ومبعوثًا خاصًا للشرق الأدنى بعد.
ماذا يمكن للإسرائيليين تقديمه إذن؟ تشير المصادر إلى أن رغبة تل أبيب في الحفاظ على التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية، التي تحتل فيها حركة فتح موقعًا مهيمنًا، ربما يدفعها إلى السماح للسلطة الفلسطينية بدفع رواتب لعائلات الشهداء الفلسطينيين، وهو ما طالبت به الأخيرة منذ فترة طويلة.
ولطالما مارست إسرائيل ضغوطا على سلطة رام الله في السنوات الأخيرة لوقف مدفوعاتها لتلك العائلات.
ومع ذلك، تشير المصادر إلى أن أي اتّفاق ينتج عن محادثات الدوحة سيهدّده تقلب الوضع على الأرض، حيث لا سيطرة لـ”عباس” على دائرة الضربات الانتقامية بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، ولذا فإن وقف إطلاق النار يبدو مستبعدًا للغاية على المدى القصير.
وبحسب المجلة الفرنسية، فإن ترجيح استمرار إطلاق النار تعزز بمقتل “جمعة طلحة”، المساعد الرئيسي لـ “محمد ضيف”، قائد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في غارة جوية استندت إلى معلومات وردت لجهاز الشاباك (الاستخبارات الداخلية) الإسرائيلي.
كما يعزز هكذا ترجيح التوترات الداخلية في إسرائيل بين العرب واليهود في البلدات المختلطة داخل الخط الأخضر، مثل اللد وعكا وبات يام، وهو ما أعطى الصراع الحالي بعدًا جديدًا.
وحتى صباح الأربعاء، بلغت حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، منذ 10 مايو/أيار الجاري، 219 شهيدا، من بينهم 63 طفلا و37 سيدة و16 مسنا، إضافة إلى 1508 إصابات بجراح مختلفة، من بينهم 450 طفلا و295 سيدة.
وفي الضفة الغربية المحتلّة، استشهد 27 فلسطينيا وأُصيب نحو 4 آلاف خلال مواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 مايو/أيار الجاري.
بينما قُتل 12 إسرائيليا وأُصيب أكثر من 600 آخرين، خلال رد الفصائل الفلسطينية بإطلاق صواريخ من غزة، بحسب نجمة داود الحمراء الإسرائيلية.
ومنذ 13 أبريل/نيسان الماضي، تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلّة، جراء اعتداءات وحشية ترتكبها شرطة الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنون بالقدس، وخَاصَّة الأقصى ومحيطه والشيخ جراح إثر مساع إسرائيلية لإخلاء 12 منزلا من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.