سناتور أمريكي: الملك الأردني عرض التوسط لدى الحوثيين لما يملكه معهم من علاقات عائلية تاريخية
تحت عنوان “خلف كواليس رحلتي إلى الشرق الأوسط”، كتب السناتور الديمقراطي كريس مورفي، عن جولته في المنطقة التي شملت قطر وسلطنة عمان والاردن، في زيارة كان محورها كيفية التوصل الى اتفاق لانهاء حرب اليمن..اليكم وعن محطة الاردن قال :
مساء الأحد غادرت إلى الأردن قادما من مسقط. يقع مقر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن في الأردن، لكنني كنت متوجهًا إلى هناك أيضًا للانضمام إلى وفد كبير من كبار مسؤولي إدارة بايدن للقيام بأول زيارة أمريكية لحليفنا الملك عبد الله الثاني منذ الفترة الانتقالية. كانت لهجة إدارة ترامب، خشنة ازاء الاردن.
لم يكن لدى ترامب سوى عاطفة تجاه البلدان الغنية بالنفط في المنطقة (الأماكن التي قد يرغب يومًا ما في إقامة فندق فيها)، وكان قراره بقطع الأموال عن الفلسطينيين مؤلمًا بشكل خاص للأردن (الذي يستضيف لاجئين فلسطينيين أكثر من أي دولة أخرى).
كان قرار ترامب بإدارة ظهر أمريكا للأردن سياسة سيئة. لا يمكن أن تحدث دولة فلسطينية مستقبلية (وهو أمر لم يؤمن به ترامب) دون أن يلعب الأردن دور القبالة النشط.
يُعد الأردن أيضًا شريكًا رئيسيًا في مكافحة الإرهاب وقوة عامة لتحقيق الاستقرار في المنطقة (خاصة مع السلوك غير المنتظم من قبل المملكة العربية السعودية مؤخرًا). نعم، نريد من الملك أن يسن إصلاحًا سياسيًا لفتح مساحة أكبر للمشاركة الديمقراطية، لكن ترامب لم يحرز تقدمًا في هذا الشأن.
لقد قادت زيارة وفدنا مع الملك، والتي تضمنت لقاء رسميًا ثم تناول وجبة لذيذة مع كل من الملك عبد الله والملكة رانيا في منزلهما.
قبل العشاء، اجتمعت مع وفد إدارة بايدن القادم في الوحدة الصحية بالقصر حيث تناوبنا جميعًا في إجراء اختبارات كوفيد.
على الرغم من التطعيم، فقد خضعت لاختبار كوفيد في كل دولة زرتها (جميعها من النوع الأنفي العميق غير المريح)، ولذا يمكنني القول بأمان أنه عند عودتي إلى الولايات المتحدة، فأنا أكثر الأشخاص الذين عانوا من كوفيد على وجه الأرض.
خلال عشاء من خمسة أطباق، مكتمل مع كلب العائلة المالكة اللطيف الشجاع الذي يركض تحت الطاولة، ناقشنا مع الملك والملكة مخاوفنا المشتركة. وأشار إلى علاقة عائلته التاريخية مع عائلة الحوثيين في اليمن، وقال إنه إذا كان الوقت مناسبًا، فسيكون على استعداد لاستخدام هذه العلاقات للمساعدة في الدفع من أجل السلام. تحدثنا عن الإصلاحات الصعبة اللازمة لتحقيق الاستقرار في اقتصاد البلاد، وأخبرته أن الكونجرس الذي يركز بشكل متزايد على القضايا المحلية سيرغب في رؤية إصلاح حقيقي لمواصلة الاستثمار في الأردن.
مع انتهاء العشاء، خرجت أنا والملك من القصر سويًا وسألني عن خططي الصيفية. أخبرته أنني وزوجتي خططنا لرحلة مع أطفالنا لمشاهدة متنزهات يوتا الوطنية. أضاء وجهه، وتحدث عن رحلاته المدهشة بالدراجات النارية عبر أمريكا وقدم لي بعض التوصيات لزيارتنا. شكرته على صداقته وتوجهت إلى منزل سفير الأردن في الولايات المتحدة (الذي كان في الأردن لزيارتنا) لعقد اجتماع أخير في وقت متأخر من الليل.
المحطة القطرية
وعن المحطة القطرية قال ان بمجرد انتهاء التصويت يوم الخميس، انطلقت في رحلة طيران بدون توقف إلى الدوحة عاصمة قطر.
وزير الخارجية، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، هو صديق، وستكون قطر محطة عشاء-إفطار (العشاء الذي ينتهي بالصيام اليومي كل يوم من أيام رمضان) في منزله.
هبطت في الدوحة واستخدمت سريعًا دش صالة المطار للتنظيف ورمي بذلة لتناول العشاء.
اعرف آل ثاني جيدًا – فهو أصغر قليلاً مني وأطفالنا في نفس الأعمار – ولأنه دائمًا ما يتناول عشاء الإفطار في منزل والدته، فستكون هذه هي وجبته الثانية في المساء.
خلال عشاء طويل، قمنا بمسح المنطقة، وشرح كيف كان لتركيز بايدن على الدبلوماسية وتخفيف حدة النزاعات في الشرق الأوسط تأثيرا كبيرا. انتهت الحرب الباردة بين قطر وجيرانها الخليجيين الآخرين، وبدأت إيران والمملكة العربية السعودية محادثات غير رسمية، وكان وقف إطلاق النار ممكنًا في اليمن.
مع انتقالنا إلى دورة الحلوى، طرحت الدور النشط الذي اعتادت قطر أن تلعبه في اليمن، وغالبًا ما كانت تعمل كوسيط سلام بين الحكومة اليمنية والحوثيين.
سألته لماذا أعاقت قطر، التي تعد في معظم السنوات مانحًا سخيًا لبرنامج الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية في اليمن، الأموال هذا العام؟.
أخبرني أنه مع إمكانية إجراء محادثات سياسية، فإنهم يريدون استخدام مساهمتهم كوسيلة ضغط لتحريك المفاوضات.
أخبرته أن هذه خطوة محفوفة بالمخاطر، حيث قد يتضور الملايين جوعاً أثناء التفاوض على وقف إطلاق النار وتنفيذه.
التفت إلى نائبه وتهمس بشيء باللغة العربية، ثم قال لي إنني قدمت حجة قوية وسينظر فيها.