سايكس – بيكو جديدة في اليمن!
بقلم الشيخ عبد المنان السنبلي.
هل سأل إخوانُنا المغرر بهم أنفسَهم: لماذا لا يرسل السعوديون والإماراتيون جيشهما المجهزين بأحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا صناعة السلاح في العالم للقتال دونهم في الخطوط الأمامية للجبهات؟!
لماذا لا نراهم يتواجدون إلا في ما وراء الخطوط الخلفية البعيدة جِـدًّا عن خطوط المواجهة؟!
هل تعرفون لماذا؟!
لأنهم دفعوا بكم أيها الأغبياء لقتال إخوانكم اليمنيين وذهبوا بكل بساطةٍ هناك في المؤخرة يقتسمون غنائم الحرب على النحو التالي:
المهرة وحضرموت من نصيب السعودية!
عدن وسقطرى وميون مع أجزاء من الساحل الغربي من نصيب الإمارات!
طبعاً تتذكرون عندما حاول جيش ما يسمى بالحكومة الشرعية الاقتراب والدخول إلى عدن ماذا حدث! قام الطيران الإماراتي على الفور وأبادهم جميعاً عند نقطة العَلَم!
أليس هذا دليلاً كافياً على أن عدنَ -بحسب ما هو مخطّط له في كواليس العاصفة- منطقة نفوذ إماراتي يُمنع الاقتراب منها؟!
ألا تتمركز القوات السعودية وأعوانها في حضرموت والمهرة والقوات الإماراتية في كُـلٍّ من عدن وسقطرى وميون وأجزاء من الساحل الغربي؟!
يعني نحن اليوم ببساطة أمام عملية استنساخ حقيقية وواضحة لاتّفاقية سايكس – بيكو جديدة في اليمن طرفاها السعودية والإمارات طبعاً!
الفرقُ الوحيدُ فقط بين سايكس – بيكو الأصلية وهذه المستنسخة هو أن البريطانيين والفرنسيين لم يقتسموا غنائمَ الحرب إلا بعد انتهائها وحسمها لصالحهم، وهكذا جرت عليه عادة الحروب دائماً، أما أصحابنا السعوديون والإماراتيون فقد ذهبوا يقتسمون غنائمَ الحرب منذ اليوم الأول لاندلاعها ونشوبها وقبل معرفة ما ستؤول إليه هذه الحرب من نتائج ومعرفة ما ستنتهي إليه من آثار!
طبعاً ما كان لهم أن يفعلوا ذلك أَو حتى يفكروا فيه لو لم يجدوا أمامَهم من الأغبياء والحمقى والمرتزِقة اليمنيين من سلّموهم مصيرَ اليمن وسيادتها وجغرافيتها على طبقٍ من ذهب وذهبوا هناك في فنادق الرياض ينتظرون منهم أن يعودوا إليهم باليمن كما يحلمون على ذات الطبق!
هكذا كانت حسابات هؤلاء وهؤلاء وهكذا تبددت أحلامهم جميعاً وتحطمت كلها على صخرة الصمود اليمني الأُسطوري الذي أفشل كُـلّ حساباتهم ومخطّطاتهم تلك، الأمر الذي دعا أحد المحمدين أخيرًا وبعد أكثر من سِتِّ سنواتٍ من التآمر والعدوان أن يخرج علينا معلناً بتصريح لقناة العربية انهيار منظومة واتّفاقية سايكس – بيكو العرب (بن سلمان – بن زايد) المستنسخة وإن جاء ذلك بصيغٍ وألفاظٍ سياسيةٍ مختلفةٍ أُخرى.
فهَلَّا عقل الجميع الدرس؟!