أأنتم أكثرُ حَميَّةً أم قومُ (هتلر)؟!
بقلم الشيخ عبد المنان السنبلي.
لقد خاض هتلر حرباً كونيةً وواجه وحدَه العالَمَ؛ مِن أجلِ رد اعتبار ألمانيا جراء الهزيمة التي لحقت بها في الحرب العالمية الأولى!
لم ينسَ معاهدة فرساي وما جرته على بلاده من مواطن ذلٍ ومهانةٍ وصغار، فانقلب عليها وتحلل من قيودها وبنودها وذهب يطلب ثأر وطنه من الذين أرادوا له يوماً الهوان والانكسار.
حتى عربة القطار التي على متنها وقع الألمان وثيقة الاستسلام في نهاية الحرب العالمية الأولى حملها معه بعد اجتياح قواته لفرنسا إلى باريس ليشهد بنفسه مراسيم توقيع الفرنسيين لوثيقة الاستسلام على متن ذات العربة لا لشيءٍ سوى ما اعتقد أنه نوع من رد الاعتبار لبلاده!
نعم خسر الحرب في النهاية وجر على ألمانيا الهزيمة للمرة الثانية، لكنه ومع ذلك انتصر لألمانيته وقوميته وفعل كُـلّ ما في وسعه؛ مِن أجلِ عزة وكرامة الألمان.
فماذا فعلنا نحن العرب وقد أُلحِق بنا من الهزائم والهوان طيلة السبعين سنة ونيف الماضية ما تنوء عن حمله القلوب والعقول والجبال؟!
لا شيء يستحقُّ الذكرَ للأسف الشديد، فلا نكبة 48 حركت فينا مشاعر النخوة والغيرة ولا عدوان 56 ولا نكسة 67 ولا اجتياح إسرائيل للبنان في 82 ولا العدوان الثلاثيني على العراق في 90 وُصُـولاً إلى احتلاله في 2003 ولا العدوان على سوريا وليبيا ولا تهجير شعب بأكمله من أرضه في فلسطين وقتل واعتقال رموزه وحرائره ولا أي من ذلك كله أثار حفيظتنا أَو أجج فينا مشاعر الحمية أَو الثأر كما لو أننا أُمَّـة قد أدمنت الذل والخنوع والهزائم لدرجة أننا أصبحنا كلما تلقينا صفعة أَو ركلةً كلما ازددنا خنوعاً وانبطاحاً وتسليما!
فما الذي جرى لنا وما سبب كُـلّ ذلك يا ترى؟!
مع أننا قرأنا في كتب التاريخ أننا عربٌ لا نقبل الضيم وننجد الملهوف ونعين على قضاء حوائج الناس وأننا أهل حمية ونخوة وأننا أهل حلف الفضول في الجاهلية وفاتحو عمورية بعد الإسلام، فهل كان كُـلّ ذلك كذبةٌ عربيةٌ اختلقناها أم ماذا يا ترى؟
أم أنها الأنظمة الحاكمةُ العميلة هي التي أنستنا تاريخنا وأفقدتنا عروبتنا وسلبتنا مظاهر عزتنا ووحدتنا وقوتنا وذهبت تبحث لدى أعداءنا انبطاحاً عن ما تعتقد أنه سيؤمن لها بقاءها ويضمن لها ديمومتها وتسلطها على رقابنا إلى أبد الآبدين تاركةً وراءها طبعاً كرامة أُمَّـة تنزف وتُهدَر كقربانٍ تتقرب به إلى من تظن من أعداءنا أنه سيهبها الحياة والبقاء؟!
نعم هي هذه الدمى وهذه الأصنام المؤلَّهة التي فعلت بنا كُـلّ ذلك وأفقدتنا البوصلة!
فمن أين لنا اليوم بمثل هتلر بديلاً عن هؤلاء المحنطين يبعث فينا روح الانتماء والكرامة وينتصر لعروبتنا وقوميتنا وديننا حتى لو هزمنا مرةً أَو اثنتين أَو حتى لو خسفت بنا الأرض، فالتاريخ لا يحترم في جنباته إلا الأحرار أَو الأبطال.