كل ما يجري من حولك

دعوها فَـإنَّها (منتنة)

633

 

بقلم الشيخ عبد المنان السنبلي.

بعد أن قرأت تعليقات البعض، يوم أمس الأول وتبين لي من خلالها حقيقة المشروع الذي ينادون به، حبيت أن أرد عليهم ككل بهذا الكلام..

أخبروني أنتم أيها (……. )،

ما الذي يغريني أنا كمواطن يمني في تبني رؤيتكم أَو مشروعكم هذا الذي تتغنون به إذَا كنتم بهذا المستوى من التفكير وهذا القدر من الانحطاط الأخلاقي والقيمي؟!

ما الذي يجبرني على الانخراط في مشروعكم هذا الذي تتحدثون عنه إذَا كنتم تتحدثون بهذه اللغة السوقية المقيتة؟!

تتحدثون عن عنصرية (بني هاشم) وأنتم تتنفسون أنتن روائح العنصرية وتلبسونها رداءً من أرؤسكم حتى أخمص أقدامكم!

هل تستطيعون أن تنكروا أننا أكثر شعوب العالم تمايزاً وعنصرية؟!

أجيبوا علي..

ألسنا الشعب الوحيد في العالم الذي لايزال يزدري بعضه بعضا؟!

ألسنا الشعب الوحيد في العالم الذي لايزال يحتقر بعض المهن ويُحقِّر كُـلّ من يعمل بها أَو يمت إليها أَو إلى من يعمل بها بصلة؟!

ألسنا الشعب الوحيد في العالم الذي لاتزال كُـلّ منطقةٍ أَو قبيلةٍ أَو قريةٍ تلعن أُختها وتقلل من شأنها وشأن أبناءها؟!

ألسنا الشعب الوحيد في العالم الذي لايزال يتلفظ بألفاظٍ عنصريةٍ مختلقة على مدار اليوم والساعة في عملية إزدراء عنصري مقيت ومقصود (دحابشة، جعاربة، براغلة، أخدام، جبالية، وغيرها الكثير والكثير من هذه الألفاظ) والتي لا يراد بها دائماً إلا الانتقاص أَو احتقار الآخر..؟!

ثم بعد ذلك تلقون بالتهمة كلها على (بني هاشم) أنهم هم من أوجد هذه المسميات وأصَّل هذه الثقافة العنصرية في حياة وعقول الناس!

ألم تكن ستون سنة هي المدة التي ظل فيها (بنو هاشم) بعيدين عن السلطة كافية لكم لأن تثبتوا لنا عكس هذا الكلام؟!

ألم يتضمن الهدف الأول من أهداف ثورة السادس والعشرين من سبتمبر عبارة (وإزالة الفوارق والطبقات بين الناس)؟!

فماذا فعلتم طيلة الستين سنة الماضية؟!

هل أزلتم الفوارق والطبقات بين الناس، أم زدتم في تكريسها والتوسيع من دائرتها؟!

طبعاً أنا لا أعفي هنا البعض من بني هاشم أن خطو خطوكم في هذا المضمار، ولكني لا أحملهم المسئولية الكاملة على الإطلاق؟!

نحن في الحقيقة من يتحمل جل المسئولية لسبب بسيط جِـدًّا هو أن ثقافة الأغلبية دائماً هي من تسود وهي من تطغى على ثقافة الأقلية!

فلو كانت ثقافتنا ونحن الغالبية العظمى خاليةً من أي نزعةٍ عنصرية لما وجد الأقلية من البعض من بني هاشم لهم سبيلاً في أن يصدر عنهم ما يدعو إلى مثل هذه الثقافة أَو يروج لها!

على أية حال،

أعترف أنني لم أكن أريد أن أخوض في هذا الموضوع لولا ردة الفعل العنيفة والمتشنجية والسوقية في بعضها التي تلقيتها في صورة تعليقات على إثر نشري لمقال (كلنا سادة.. كلنا أقيال) من البعض ممن يسمون أنفسهم (أقيالاً) ويسعون إلى إشاعة ثقافةٍ عنصريةٍ جديدة على الرغم من أنني لم أدعو فيه إلا إلى كُـلّ ما من شأنه الحفاظ على سلامة النسيج الاجتماعي اليمني ونبذ كُـلّ ما يدعو إلى عنصريةٍ أَو تمايزٍ عرقي أَو مناطقي أَو طبقي.

عُمُـومًا..

اتمنى أن يتفهم الجميع ماذا يعني أن نحافظ على سلامة نسيجنا الاجتماعي اليمني بالصورة التي يتساوى فيها الجميع وأن لا ننساق وراء كُـلّ من يحاولون الطعن أَو التقطيع في أوصال وعرى هذا المجتمع أيَّاً كانوا أَو كان كائنهم، فنحن في الأول والآخر يمنيون ندين بشريعة الإسلام التي تقول أن الناس سواسية كأسنان المشط.

وبناءً عليه ومن هذا المنطلق أقول للجميع:

دعوها فَـإنَّها منتنة..

هكذا أمرنا سيدنا محمد عليه وعلى آله الصلاة والتسليم، فهل نتبع (رسول الله) ونهتدي بهديه؟! أم نتبع أُولئك النفر من دعاة العنصرية والتمايز المقيت؟!

You might also like