(قيامة عثمان) و(أرطغرل).. الأتراك يمجِّدون تاريخهم: العرب.. أدوارُ الكومبارس!
بقلم الشيخ عبد المنان السنبلي.
ألا تلاحظون أن الأتراك قد بدأوا مؤخّراً بإنتاج مسلسلاتٍ تاريخية تمجد تاريخهم وتعتز بهُــوِيَّتهم التركية الإسلامية انطلاقاً طبعاً من مسلسلي (أرطغرل) وَ(قيامة عثمان) اللذين عرضا ويعرضان هذه الأيّام في كثير من القنوات التلفزيونية الفضائية بينما وفي الوقت نفسه نسينا نحن العرب أَو تناسينا للأسف تاريخنا وهُــوِيَّتنا العربية وذهبنا ننتج مسلسلاتٍ هابطة ورخيصة إما تدعو إلى السخف والمجون وإما تدعو إلى التطبيع مع العدوّ الإسرائيلي وتمييع القضية الفلسطينية؟!
تتذكرون طبعاً مسلسلات (محمد رسول الله) وَ(النبي ها هنا) وَ… والكثير من المسلسلات التي تحكي تاريخنا العربي والإسلامي..
اليوم لم نعد نرى مثل هذه المسلسلات التي طالما اعتدنا مشاهدتها ومتابعتها كَثيراً وخَاصَّة في شهر رمضان المبارك في عصر ما قبل الفضائيات والسموات المفتوحة طبعاً!
لم نعد نشاهد اليوم أَو بالأحرى لم يعد أمامنا اليوم في الحقيقة إلا كُـلّ ما هو سخيف وهَّـابط ومبتذل حتى أنه لم يعد هنالك حديثٌ للناس في المجالس هذه الأيّام إلا عن (رامز جلال) مثلاً وبرنامجه السخيف أَو عن مقالب (الكاميرا الخفية) أَو عن مسلسلي (أم هارون) وَ(مخرج سبعة) الداعيين للتطبيع والتقارب مع الكيان الصهيوني أَو عن وعن وعن.. وهلم جراً!
وهكذا يتم تجريدنا من هُــوِيَّتنا وتاريخنا العربي بإمعان وتعمدٍ مدروسين ومخطّط لهما والنتيجة ماذا؟!
النتيجة بطبيعة الحال هي نشوء جيلٍ جديدٍ غير مدركٍ لتاريخه وهُــوِيَّته العربية والإسلامية وغير معتزٍ كذلك بإرثه الحضاري وقيمه الأصيلة فيسهل بذلك اختراقه وإعادة تشكيله بالطريقة التي أراد وخطط لها المنتجون والمخرجون الحقيقيون الذين يقفون في الكواليس وراء إنتاج مثل هذه الأعمال والبرامج الدرامية الهابطة والسخيفة!
فهل أصبح دورنا نحن العرب في هذا العالم ووجودنا أشبه ما يكون بدور ووجود (الكومبارس) في أي مسلسل أَو دراما أمريكية؟! من يدري؟!