هنالك الكل يعمل مِن أجلِ (إسرائيل)
بقلم الشيخ عبد المنان السنبلي
يبدو أن الدروس التي درسناها في كتب التربية الوطنية لم تكن مشبعةً بما يكفي لتصل بنا حتى ولو إلى الحد الأدنى من فهم وإدراك ماهية الوطن!
يا ويلتنا أعجزنا في أوطاننا أن نكون كالصهاينة في وطنٍ لم يكن يوماً وطناً لهم لولا أنهم اغتصبوه وزرعوا كيانهم فيه؟!
أعطوني صهيونياً واحداً أَو حزباً سياسيًّا أَو طائفةً دينيةً مهما بلغ تطرفها وتشدّدها هناك في (إسرائيل) تصارعوا أَو تواجهوا خارج إطار المعترك السياسي أَو القانوني!
أعطوني فئةً أَو فرقةً صهيونيةً هناك في (إسرائيل) تخون أَو تكفر أختها أَو تسعى إلى إلغائها أَو إقصائها ومصادرة حقها في التفكير والتعبير عن نفسها!
أعطوني حاكماً أَو رئيس حكومةٍ واحدةٍ هناك في (إسرائيل) يفكر ولو للحظةٍ واحدةٍ بالاستفراد بالحكم أَو الاستئثار بالسلطة أَو بالاستحواذ على الوظيفة العامة والثروة وتسخيرهما لصالحه وصالح فريقه وبرنامجه وأيديولوجيته الخَاصَّة!
أعطوني إسرائيلياً واحداً هناك في (إسرائيل) تجاوز القوانين أَو عطل عمل المؤسّسات أَو حتى قطع طريقاً أَو اقتلع شجرةً من طريق أَو انتزع ملصقاً من جدار أَو أو..!
فلماذا نحن نعمد إلى فعل كُـلّ تلك الموبقات وغيرها في أوطاننا؟!
لماذا يجمع الصهاينة على حب وطنٍ هم يعلمون جيِّدًا أنه في الأصل ليس وطنهم، ويتفانون في خدمته ويسهرون على أمنه وضمانة تفوقه وبقاءه وديمومته، بينما نحن لا نعير أوطاننا وأمنها وسلامتها أي اهتمام ولا نضع لمصالحها أي اعتبار؟!
ربما هي الغربة وشتات مئات السنين التي جعلتهم يعرفون ماذا يعني أن يكون لهم (وطن)، من يدري؟!
فهل نحن اليوم – يا ترى – بحاجةٍ إلى غربة وشتات مئات السنين مثلهم حتى نعي ماذا يعني أنه كان لدينا أوطان؟!