لماذا يتحصّن العدوُّ بمخيمات النازحين؟!
منصور البكالي
لم يكن الشعورُ بالهزيمة لوحدِه من يدفع مرتزِقة العدوان الأمريكي السعوديّ في محافظة مأرب إلى التمترس بمخيمات النازحين وتحويلها إلى ثكنات عسكرية يبنون فيها متارسَهم وتحصيناتهم ويحركون في أوساطها مدرعاتهم وآلياتهم، التي أظهرتها مشاهدُ الإعلام الحربي للجيش واللجان الشعبيّة وبثتها قناة المسيرة الفضائية، ونُشرت بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل دقيق وواضح.
بل إن الصورَ الواضحة في تلك المشاهد تبين هدفَ مرتزِقة العدوان من استخدام مخيمات النازحين دروعاً بشرية وثكنات عسكرية مموَّهة تسهم في إطالة المعركة العسكرية، وتمنحهم فرصةً لتسويق بروباغندا إعلامية زائفة تحت غطاء إنساني يحاولون من خلاله خداعَ العالم بشرعيتهم والاستمرار في دعمهم وتمويلهم بالمال والسلاح، إضافة إلى تزييف الرأي العام العالمي وحرف الانظار عن آثار الحصار الأمريكي ومنع دخول سفن الوقود والغذاء والدواء، وما يترتب عليه من مضاعفاتٍ تزيدُ من معاناةِ المواطن اليمني في المحافظات والمناطق الحرة.
من يعي حقيقة السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية وإدارة الرئيس الجديد بايدن، التي تسوق بكثافة عالية عبر الخطاب والضجيج الإعلامي، وبترسانة ضخمة، يعرف أن تجميعَ مخيمات النازحين على مداخل مدينة مأرب مخطّطٌ وقناعٌ أمريكيٌّ عبر أدواتها، ويريدُ به أن يقدم للعالم صورةً زائفة عن حكومة صنعاء.
أمام في الواقع العسكري فالجميع يدرك أن آخر معقلٍ لشرعية حزب الإصلاح المزعومة ومن خلفه ذرائع دول العدوان التي تسوّق كمبرّرات لجرائمهم وحصارهم وقصفهم لهذا الشعب منذ 6 سنوات سوف يسقُطُ بتحرير مدينة مأرب التي يطوّقها الجيشُ واللجان الشعبيّة من ثلاثة محاور.
وأمام هذا الجدل العقيم، توصل صنعاء رسالتَها للأمم المتحدة وتحُثُّها على القيام بمسؤوليتها في إجلاء النازحين وتعلن استعدادَها لاستضافتهم من جانب إنساني، وهي في ذات الوقت تقدم الحُجَّـةَ وتدرك ما يجب عليها فعلُه لتحرير ما بقي من مأرب، ما لم تكن نصرة النازحين ورفع الظلم عنهم أولوية لدى الجيش واللجان الشعبيّة من منطلق الشعور بالمسؤولية تجاه أبناء شعبهم ووطنهم.
وفي هذه المحطة الإنسانية استطاعت القيادةُ السياسية والثورية في صنعاء، وعبر تلك المشاهد وتصريحات الجهات ذات العلاقة، أن تعرِّيَ زيفَ ودجل وكذب دول العدوان ومرتزِقتهم ومدى تواطؤ وانحياز الأمم المتحدة إلى صفهم ليستمر الحلب والحرب، على حسابِ قتل المزيد والمزيد من الشعب اليمني، واستمرار العدوان والحصار عليه.
ويبقى سؤالٌ معلَّقٌ هو: هل سيعي العالَمُ صحة ما تقدمُه صنعاء من مبادرات وحلول، أم أن لدى الجيش واللجان الشعبيّة طريقتَهم الخَاصَّةَ التي يُفهِمون بها الأعداءَ ويلفتون بها نظرَ العالَم.