طيرانُ التحالف يقتل الجنوبيين في مأرب.. والشرعية تتهمُهم بسرقة الأسلحة
خلال معارك الأسابيع الماضية في محافظة مارب لجأت السعودية إلى اعتماد أسلوب الحرب النفسية عبر شبكاتها الإعلامية ومنصاتها المتعددة، للحفاظ على معنويات التشكيلات العسكرية والمجاميع المسلحة الموالية لها، نتيجة الصعوبات الكبيرة التي تواجهها المملكة في عمليات التحشيد إلى مارب،
حيث كانت الجدوى المنتظرة منها رغم كثرتها دون المستوى المأمول فالإرباك ظاهر على أرض المواجهة، وما سقط بيد قوات صنعاء لم يعد بمقدور التحشيدات استرداده، رغم الإسناد الجوي الكثيف الذي يوفره طيران التحالف، الأمر الذي يرجعه كثير من المراقبين إلى تعدد الولاءات داخل القوات الموالية للتحالف والذي يؤدي بالنتيجة إلى اختلاف المصالح، بينما تتقدم قوات صنعاء تحت قيادة موحدة وأهداف محددة يتم التخطيط لها والتقدم باتجاهها بدقة عالية ومهارة لم تتوقعها الأطراف الأخرى.
ورغم التحشيدات الكبيرة التي جلبتها قيادة التحالف إلى مارب، والتي كان آخرها مجاميع كبيرة من مسلحي القاعدة وداعش والسلفيين؛ إلا أن علي محسن الأحمر لجأ أيضاً إلى إقناع قيادة التحالف باستنفار المقاتلين من أبناء المحافظات الجنوبية لتعزيز جبهات مارب، وبناء على طلب الأحمر أصدرت ما تسمى عمليات المشتركة توجيهات لتعزيز مارب بثلاثة آلاف مقاتل من أبناء الجنوب، من القوات المتواجدة في منطقة طور الباحة بمحافظة لحج، ورغم الدفع بهم إلى مارب إلا أن الفصائل الموالية للإمارات من قوات المجلس الانتقالي الجنوبي رفضت التحرك للقتال مع قوات الإصلاح.
كان رفض القوات الموالية للإمارات والتابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي التحرك إلى مارب لتعزيز قوات حزب الإصلاح، بناءً على طلب علي محسن الأحمر، كفيلاً بأن تتخذ السعودية إجراءات موجعة ضد تلك القوات بما فيها العمالقة، حيث أوقفت المملكة التموين الغذائي المخصص للفصائل الأمنية والعسكرية التابعة للمجلس الانتقالي، أما من وصلوا فعلياً إلى مارب من أبناء الجنوب فقد كوفئوا بطريقة أخرى طالما رأى التحالف أنهم يستحقونها رغم ولائهم له.
بدأ حقد التحالف على أبناء الجنوب يتكشف تباعاً كأكبر عملية استنزاف للكادر البشري في تاريخ اليمن، وهي العملية التي يمارسها التحالف بتخطيط مسبق حتى لا يجد من يعارض مشاريعه في المحافظات الجنوبية، حيث زج بهم إلى عدد من المعسكرات للدفاع عن الحد الجنوبي للسعودية، وآلاف منهم تم الزج بهم في معارك جبهات الساحل الغربي، ومن بقي منهم في محافظاتهم يخوضون صراعاً داخلياً مع إخوتهم وأبناء عمومتهم في مكونات وفصائل أخرى، تم تشكيلها وتوجيه ولاءاتها على يد التحالف الذي قسمهم بين موالين للسعودية تحت مسمى الشرعية وآخرين تابعين للإمارات تحت مسمى المجلس الانتقالي الجنوبي، أما من أرسلهم التحالف لتعزيز جبهات مارب فقد بدأ يكافئهم كما يتصور أنهم يستحقون، حيث استهدف طيران التحالف العشرات منهم فور وصولهم إلى جبهة الكسارة بمارب، وكانت محصلة الغارات 84 قتيلاً و56 جريحاً.
يدرك التحالف جيداً أن الناجين من غارات طيرانه من أبناء المحافظات الجنوبية في مارب سيكونون هدفاً لنيران قوات صنعاء، وفي كلتا الحالتين يكون قد حقق هدفه باستنزاف أبناء تلك المحافظات بأي طريقةٍ كانت، ونزولاً عند أهواء ورغبات التحالف سلطت حكومة الشرعية إعلاميين موالين لها لاتهام المقاتلين الجنوبيين بأنهم لم يتوجهوا إلى مارب إلا بغرض الحصول على غنائم من الأسلحة، ومن ثم العودة لبيعها في محافظاتهم، الأمر الذي يستدعي من أبناء الجنوب التيقظ لما يدور حولهم من مؤامرات تهدف إلى استنزافهم وإفراغ مناطقهم من أبنائها الذين لم يدركوا حتى اللحظة حجم الأطماع السعودية الإماراتية في ثرواتهم ومواقعهم الاستراتيجية.
YNP – إبراهيم القانص :