كل ما يجري من حولك

لماذا اليوم مدينة مأرب؟! (غداً سيرتفع العَلَم)

928

لماذا مأرب؟! (غداً سيرتفع العَلَمَ) لماذا مأرب؟! (غداً سيرتفع العَلَمَ) لماذا مأرب؟! (غداً سيرتفع العَلَمَ) لماذا مأرب؟! (غداً سيرتفع العَلَمَ) لماذا مأرب؟! (غداً سيرتفع العَلَمَ) لماذا مأرب؟! (غداً سيرتفع العَلَمَ)

(غداً سيرتفع العَلَمَ (ويقصد هنا طبعاً العلم الإماراتي وليس اليمني) سيرتفع فوق سد (زايد)).

هكذا وعلى طريقة مقدمي برامج شاعر المليون الإماراتية حين يتحدثون عن (البيرق) تحدث ذلك المعتوه محمد بن زايد ذات يومٍ مهدّداً ومتوعداً أصحاب الأرض بما هو ليس أهله ولا يقوى على تحمله بالمفهوم الاستراتيجي طويل المدى وكأن الأمر بالنسبة له قد انتهى أَو أن المعركة قد حسمت عند هذه النقطة!

تتذكرون يومها طبعاً كيف استقبلت وسائل الإعلام المحسوبة على ما يسمى بالشرعية ذلك التصريح وتناقلته بكثيرٍ من التهليل والفرح كما لو أنه بذلك التصريح قد أعلن عن اقتراب موعد فتح قسطنطينية أَو تحرير فلسطين!

ما علينا!

اليوم وبعد أكثر من خمسة سنواتٍ من ذلك اليوم المشهود والذي رأى فيه اليمنيون جميعاً مشهد رفع علم دويلة الإمارات هذه على إحدى ضفتي السد، أنتم كيمنيين ما رأيكم في وقائع ذلك المشهد وذلك التصريح؟!

ألا تجدونه كان مستفزاً جِـدًّا لكم؟!

ألم يحرك فيكم مشاعر الوطنية والغيرة على وطنكم وتاريخكم العريق؟!

ألم تسألوا أنفسكم لماذا اختار سد مأرب وحدّده بالاسم مكاناً لرفع علم بلاده فيه؟!

يعني لماذا لم يختر مثلاً مدينة مأرب أَو حريب أَو أي مكانٍ آخر؟! لماذا اختار سد مأرب بالذات والذي عرَّفه أولاً أَو بدايةً بغير اسمه الحقيقي وقال سد (زايد)؟!

تعرفون لماذا؟!

لأن هذا السد ببساطة شديدة ليس مُجَـرّد حاجزٍ مائيٍ عاديٍ أَو معلمٍ أثريٍ عابر وإنما لأنه سد مأرب العظيم؛ أهم وأبرز رمزٍ حضاري ومعلمٍ تاريخي وإنساني ليس لليمنيين وحدهم فحسب وإنما للعرب جميعاً الذين هاجر أجدادهم وانتشروا في أرجاء الجزيرة والوطن العربي بعد تهدمه للمرة الأولى والثانية!

فكأني بهذا الناقص قد علم أنه ومهما بني وشيد من منجزاتٍ ومعالم وأثارٍ ضخمة في بلاده فإنها تظل لا قيمة لها بالمعنى الحضاري والتاريخي إذَا ما قورنت بأصغر معلمٍ أَو أثرٍ تاريخيٍ في اليمن فما بالك بسد مأرب العظيم، فكأنه أراد بذلك أن يصنع لنفسه شيئاً يخلده التاريخ ويذكره به، فأختار أن يقرن اسمه بسد (مأرب) لعل الناس والمؤرخين لاحقاً حين يوردون ذكر سد (مأرب) يذكرون أن محمد بن زايد قد وصل بقواته إلى هذا السد ذات يوم ورفع علم بلاده عليه أَو هكذا يحلم!

لكنها بلا شك عقدة النقص التاريخية هي التي جعلته يفكر بهكذا طريقة ويحلم بهكذا أوهام؟!

وهي عقدة النقص نفسها التي جعلته أَيْـضاً يظن أنه بتسميته سد زايد أنه بذلك قد أضاف قيمةً جديدةً إلى قيمة السد التاريخية تجعل الناس لا يجدون حرجاً في أن يستبدلوا اسمه الشامخ العريق (سد مأرب) بسد زايد!

ربما أنه بهذا يكون قد حسبها صح إلى حَــدّ ما من ناحية التطلعات والطموح لكنه نسى أَو تناسى – لا أدري – شيئاً مهماً جِـدًّا هو ما قيمة أن يرفع علمه هذا إذَا كان يعلم جيِّدًا أنه سيأتي عليه يومٌ يداس فيه تحت أقدام أصحاب الحق والأرض؟!

ها هو ذلك اليوم أوشك على المجيء، فهل يستطيع محمد بن زايد وبعد خمس سنواتٍ من الفشل الذريع أن يمنع اليوم رجال الرجال من أن يدوسوا علم بلاده تحت أقدامهم في ذات المكان الذي رفع فيه أَو أن يمزقوه إرباً إربا؟!

سيدوسون عليه وسيمزقونه إرباً إربا أينما رُفع في مأرب أَو عدن أَو سقطرى أَو أية بقعةٍ من بقاع يمننا الحبيب وسيبقى سد (مأرب) حاملاً لاسمه العظيم وتاريخه العريق وملكاً ومفخرةً لكل اليمنيين وأحرار العرب، وأما صهاينة العرب فالخزي والعار لهم جميعاً وعلى رأسهم هذا الطامح الفاشل الصغير والذي لو لم يكن ذنبه إلا أنه صرح بذلك الكلام لكان كافياً لكل اليمنيين أن يدخلوا مأرب وما بعد مأرب ولو مشياً على الأقدام أَو زحفاً على البطون، فلا أريد أن أسمع اليوم متباكياً واحداً على مأرب أَو ما بعد مأرب، فنحن قومً لا ننسى ثأرنا ولا نضيع أرضنا.

بقلم الشيخ عبد المنان السنبلي.

 

You might also like