كل ما يجري من حولك

حكومة صنعاء تضع قرارات إدارة بايدن على المحك

468

تحول لافت في موقف الإدارة الأمريكية تجاه الأزمة أظهرته الخطوات الأخيرة التي اتخذتها إدارة للرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، في ما يخص الملف اليمني، وأهمها الإعلان عن البدء في إجراءات إيقاف قرار التصنيف الذي أصدرته إدارة سلفه ترامب، في 19 يناير الماضي، وإيقاف الدعم العسكري للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، بما فيه الدعم الاستخباراتي، ووقف مبيعات الأسلحة.

ونقل نقل موقع “Defense News”  – في تقرير نشره الجمعة- عن مصادر مطلعة أن إدارة الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، قررت تجميد بيع دفعتين من الذخائر الحربية الدقيقة بقيمة 760 مليون دولار للسعودية لوقت غير محدد.

وأوضح الموقع أن القرار يشمل صفقتين، ويخص الاتفاق الأول، الذي تمت المصادقة عليه في ديسمبر 2020 من قبل وزارة الخارجية الأمريكية، بيع 3 آلاف قنبلة صغيرة القطر من نوع “GBU-39” تصنعها شركة “Boeing” مقابل 290 مليون دولار، والصفقة الثانية، التي تبلغ قيمتها 478 مليون دولار، تشمل بيع 7 آلاف قنبلة موجهة عالية الدقة تطلق من الطائرات من طراز “Paveway IV” تصنعها شركة “Raytheon Technologies”.

وأشار التقرير إلى أنه من غير المستبعد أن يتم تجميد أو إلغاء باقي مبيعات الأسلحة للسعودية مستقبلا في ظل إعلان إدارة بايدن المراجعة الكاملة للصفقات ذات الصلة التي أبرمها فريق سلفه، الرئيس السابق، دونالد ترامب، والذي دفع عمليات بيع عدة أنواع المعدات العسكرية للمملكة رغم اعتراضات الكونغرس.

وبعد يوم من إعلان بايدن وقف الدعم الأمريكي للحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن أعلنت الخارجية الأمريكية إنها تعتزم إلغاء قرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية نظر للأزمة الإنسانية في اليمن، مؤكدة بدء وزير الخارجيّة أنتوني بلينكن رسميا الجمعة إجراءات إلغاء القرار.

وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: “أبلغنا الكونغرس رسميا بنيّة وزير الخارجية إلغاء هذه التصنيفات”… مضيفاً: “بعد مراجعة شاملة بوسعنا أن نؤكد أن وزير الخارجية يعتزم إلغاء تصنيف أنصار الله على أنها منظمة إرهابية أجنبية وعلى أنها منظمة إرهابية عالمية”.. مرجعا في الوقت ذاته السبب في إلغاء هذا القرار، إلى ما يتعلق بالوضع الإنساني في اليمن، حيث قال: “تحركنا يرجع بالكامل إلى العواقب الإنسانية لهذا التصنيف الذي اتخذته الإدارة السابقة في اللحظة الأخيرة، والذي أوضحت الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية منذ ذلك الحين أنه سيعجل بأسوأ أزمة إنسانية في العالم”.

الأمم المتحدة، رحبت من جهتها بالخطوات الجديدة التي أعلنتها إدارة بايدن، وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن المنظمة رحبت بالخطة الأمريكية “لأنها ستوفر إغاثة لملايين اليمنيين الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانية والواردات التجارية لتلبية احتياجاتهم الأساسية من أجل البقاء”.

من جهتها.. رحبت صنعاء بقرار الإدارة الأمريكية الجديدة، مؤكدة على ترحيبها مع أي خطوة من شأنها أن توقف الحرب وترفع الحصار، غير أن هذا الترحيب انطوى على نوع من تقليل الأهمية المترتبة على هذا القرار، باعتبار أي خطوة لا تتضمن إنهاء الغارات الجوية ورفع القيود على دخول المواد الأساسية إلى البلاد لن تكون ذات جدوى في التمهيد للسلام، حيث أكد المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام في تغريدة له على تويتر، إن “السلام الحقيقي لن يكون قبل وقف العدوان ورفع الحصار”، مضيفا أن “صواريخ اليمن هي للدفاع عن اليمن وتوقفها مرهون بتوقف العدوان والحصار بشكل كامل”.

من جانبه أكد عضو المجلس السياسي الأعلى بصنعاء والقيادي البارز في جماعة الحوثيين محمد على الحوثي، في لقاء مع قناة الميادين، إن إعلان الإدارة الأمريكية تجميد صفقات السلاح وإلغاء قرار التصنيف، خطوة مرحب بها من قبل الجماعة، غير أنها غير كافية، وقال: “إيقاف الدعم الاستخباراتي ليس كافيا ويجب أن يتوقف العدوان، وتتوقف غارات الطيران ويتوقف أي عمل عسكري على بلادنا ويفك الحصار”. وأضاف: “نحن ننظر بإيجابية إلى أي خطوة من قبل أمريكا او أي من دول العدوان من شانها أن توقف العدوان”. مؤكدا على حرص صنعاء على السلام منذ بداية الصراع.

وفي استقراء للموقف الأمريكي، وكذلك الموقف الذي أبدته صنعاء تجاه هذه الخطوات الأمريكية، أشار مراقبون، إلى أن أمريكا لم تتخل عن سياستها القديمة، وفق مبدأ استخدام العصا والجزرة، وأن التحول الشكلي في موقفها العدائي من الحوثيين يأتي في إطار محاولة تحقيق ما عجز عن تحقيقه الدعم العسكري للتحالف طيلة سنوات الحرب الست.

وأضاف المراقبون أن الحوثيين ومن خلال رد فعلهم على الموقف الأمريكي، يبدون أكثر إدراكا لحقيقة هذا الموقف، ولذلك فإن مطالبتهم من أمريكا والتحالف التقدم بخطوات عملية على الأرض في سبيل إنهاء الحرب وإحلال السلام، من شأنه أن يكشف مدى جدية الموقف الأمريكي، ومدى صدق التصريحات التي حرص بايدن على إطلاقها ابتداء من حملته الانتخابية وحتى اليوم.

صنعاء تضع قرارات إدارة بايدن على المحك

You might also like