طريق إسرائيل إلى الرياض يمر من صنعاء (تفاصيل)
ركزّت وسائل الإعلام ومراكز الدراسات مؤخرًا على ضرورة التقارب الإسرائيلي السعودي بما يفضي إلى تطبيع العلاقات، مشيرة إلى أن مساهمة إسرائيل إلى جانب السعودية في حرب اليمن قد تكون مكافئة لولي العهد السعودي.
تهديدات الحوثيين المتكررة باستهداف مدينة إيلات، والتقديرات الإسرائيلية حول هجوم محتمل يستهدف المصالح الإسرائيلية، قد يكون من اليمن، كان موضوعًا رئيسيًّا لوسائل إعلام إسرائيلية خلال يناير الماضي.
كما تناولت وسائل الإعلام ومراكز الدراسات السياسات المحتملة لإدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن في حرب اليمن، ومخاوف السعودية من تغيّر الموقف الأمريكي.
الطريق إلى الرياض يمر من صنعاء: لماذا اليمن في العناوين الإسرائيلية؟
سلطت إسرائيل في الآونة الأخيرة الضوء على الحوثيين المسلحة في اليمن، إثر مخاوفها من إطلاق الحوثيين صواريخ أو طائرات مسيّرة يبلغ مداها نحو ألفي كيلومتر على مدينة إيلات.
إحدى الأطروحات لدى إسرائيل هي مساعدة السعودية من خلال مفاوضات سياسية، إذ ترغب إسرائيل في التطبيع مع السعودية، وتعلم أن الطريق إلى الرياض يمر عبر صنعاء، ولو أرادت أن تقدم “هدية” لولي العهد محمد بن سلمان فلن يضاهي ذلك سوى مساعدته في مواجهة الحوثيين، وحينها يمكن لابن سلمان أن يشعر بالنصر، وأن يغلق نتنياهو ملف الاتفاق مع الرياض، ربما حتى قبل انتخابات مارس.
العدو الرئيسي للحوثيين حتى اللحظة هو السعودية. وعلى الرغم من أموال السعوديين التي يشترون بها أسلحة باهظة الثمن إلا أنهم يواجهون صعوبة في التعامل مع القتال غير المتكافئ ضد الحوثيين، حيث تكبد السعوديون في عملياتهم البرية إصابات وخسائر في المعدات.
لذلك، يركز السعوديون على النظام الجوي، وأيضًا لم يكلل ذلك بالنجاح؛ ونتيجة لذلك، تعرض السعوديون لانتقادات عالمية شديدة لإيذائهم المدنيين، لدرجة أن بعض موردي الأسلحة للرياض أوقفوا الشحنات مؤقتًا.
لا تقلقوا، فالشحنات ستعود أكثر مما كانت عليه؛ المال يشتري كل شيء. لقد أبرمت الولايات المتحدة صفقة هائلة للأسلحة الجوية الدقيقة مع الرياض، والهدف هو اليمن.
وسارع موقع “كان” الإخباري بنشر صور الأقمار الصناعية الإسرائيلية (أوفيك 6) التي تشير إلى قاعدة للطائرات المسيّرة في اليمن، والتي يمكن أن تضرب “إيلات”.
ونشرت مجلة نيوزويك صورًا تثبت أن في اليمن قاعدة طائرات مسيّرة “انتحارية” في المنطقة التي يسيطر عليها الحوثيون. وتتمتع الطائرات المسيّرة بقدرات يمكن أن تصل إلى 2200 كيلومتر، وبالتالي تصل إلى مناطق كثيرة في المنطقة ومن بينها إسرائيل.
باختصار، يمكن للطائرات المسيّرة أن تعمل وفق اتصالات لاسلكية محدودة المدى (300-400 كيلومتر)، أو قمر صناعي (آلاف الأميال). نعم، من الممكن أيضًا إطلاقها على أساس GPS وINS دون تحكّم من هذه المسافة.
الحوثيون لن يترددوا في مهاجمة إسرائيل
تناولت صحيفة معاريف حديث المعلق العسكري “تسفي يحزقيلي”[2] على 103FM، حيث قال إن نشر صور الأقمار الصناعية للطائرات بدون طيار يثبت أن “إسرائيل تراقب ما يحدث في اليمن”.
وادَّعى “يحزقيلي” أن الحوثيين في اليمن لن يترددوا في مهاجمة إسرائيل بصواريخ بعيدة المدى، تمامًا كما هاجمت السعودية.
وقال إن اليمن عاجلاً أم آجلاً ستتطور إلى ساحة تجبر إسرائيل على التصدي لها وإحباطها لتحييد هذه الساحة. لأن الحوثيين ليسوا كالميليشيات الإيرانية في سوريا؛ بل هم أكثر جرأة، وهم مدربون بالفعل على الحرب، ويطلقون النار بسهولة دون أي اعتبارات كما حدث في السعودية، لن يترددوا في إطلاق النار على إسرائيل.
وأضاف أن جماعة الحوثيين المسلحة لن تتردد في إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل بمجرد تلقيهم أمرًا إيرانيًّا، إذ أنهم وكيل مساعد لإيران، وأحد المخاطر هو استمرار العالم في الحديث مع إيران، وهي تسلّح الحوثيين الذين يحاصرون ويحيطون بإسرائيل من جميع الاتجاهات، وكذلك السعوديين أيضًا.
وتابع “نحن نواجه ميليشيا ليست صغيرة؛ بل مليشيا تسيطر على دولة بأكملها تقريبًا، وإسرائيل تواجه مشكلة صعبة”.
إسرائيل تخشى من استهداف الحوثيين في اليمن مدينة “إيلات”
كتبت الصحفية رينا باسيست[3] مقالًا في موقع المونيتور حول نشر الجيش الإسرائيلي القبة الحديدية، وبطاريات الدفاع الجوي (باتريوت) حول مدينة إيلات الجنوبية، وفي مواقع أخرى في المنطقة، خشية هجوم حوثي.
وأوضحت أن نشر النظامين يكشف عن طبيعة ومدى المخاوف الإسرائيلية. لم نعد نتحدث عن تهديد جيوسياسي لإيران بتوسيع منطقة نفوذها، لكننا نتحدث عن خطر ملموس. يُستخدم نظام “القبة الحديدية” بشكل عام ضد الصواريخ، ويتم نشره في الغالب ضد النيران التي تُطلق من قطاع غزة. ومع ذلك، يوضح الخبراء أن هذا النظام يمكنه اعتراض الطائرات الصغيرة بدون طيار، وصواريخ كروز أيضًا. أما بالنسبة لنظام باتريوت، فيمكن استخدامه ضد الصواريخ الباليستية، والطائرات الأكبر مثل: الطائرات المقاتلة، والطائرات المسيّرة.
على مر السنين، تابعت إسرائيل عن كثب تحركات الدول، والجماعات المسلحة في البحر الأحمر؛ لضمان أمن السفن التجارية الإسرائيلية، ومحاولات إيران تهريب السلاح عن طريق البحر، لكن في الآونة الأخيرة، يبدو أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قلقة بشكل خاص بشأن اليمن.
تثير قدرات الحوثيين الهجومية التي تتحسن من سنة إلى أخرى قلق إسرائيل، خاصة مع اقتراح إسرائيل الذي يشجّع الإمارات على بناء خط أنابيب بري بين السعودية وإسرائيل، باستخدام البنية التحتية الحالية لشركة خط أنابيب عسقلان في إيلات (EAPC). من المفارقات، أنها نفس الشركة التي تأسست في الأصل في أواخر الستينيات كمشروع إسرائيلي إيراني مشترك، عندما كان البلدان لا يزالان يحتفظان بعلاقات دبلوماسية.
تخشى إسرائيل أن يتمكن الحوثيون أيضًا من تنفيذ هذه المهمة، وأن تنقل “طهران” (أو نقلت بالفعل) أسلحة أخرى بعيدة المدى إلى الحوثيين.
هجوم الحوثيين على إسرائيل يمكن أن يخدم إيران؛ سوف يبعث برسالة تهديد واضحة لإسرائيل، دون أن تتحمل إيران مسؤولية ذلك علانية. تقدّر إسرائيل أن إيران قد تفضّل طريقة العمل هذه، خاصة مع حكم الرئيس المنتخب “جو بايدن”. هناك اعتقاد سائد بأن “طهران” تتوقع أن تستأنف واشنطن المحادثات بشأن الاتفاق النووي في المستقبل القريب. وهذا هو الوضع الذي يقلق القدس بالضبط، أن تستأنف إيران المحادثات النووية مع القوى العالمية بينما يتكلف الحوثيون باستهداف إسرائيل.
التهديد من اليمن
كتب الصحفي الإسرائيلي البارز يوني بن مناحم[4] مقالًا في المركز المقدسي لشؤون الجمهور والدولة، وقال إن العناصر الأمنية في إسرائيل تشعر بقلق بالغ إزاء القوة المتزايدة للحوثيين في اليمن. لقد أصبحوا فرعًا لإيران في اليمن على غرار “حزب الله” في لبنان، والميليشيات الموالية لإيران في العراق، وتنظيم “حماس” و”الجهاد الإسلامي” في قطاع غزة.
استمرت عملية تعاظم القوة العسكرية للحوثيين في اليمن منذ عدة سنوات، حيث تقوم إيران بتهريب كميات كبيرة من الأسلحة لهم عن طريق البحر، كما ترسل خبراء عسكريين؛ لتحسين تكنولوجيا إنتاج الصواريخ الدقيقة بعيدة المدى، وكذلك الطائرات المسيّرة الدقيقة.
هذا السلاح يستهدف السعودية الآن، لكن الحوثيين سبق أن هددوا باستخدامه ضد إسرائيل، كما أنهم يستخدمون الألغام البحرية، والقوارب المتفجرة الصغيرة التي تنفذ تفجيرات انتحارية على سفن كبيرة.
حقيقة أن إسرائيل أطلقت غواصة في البحر الأحمر قبل نحو أسبوعين استعدادًا لرد عسكري على التهديد الذي يشكله المتمردون الحوثيون في اليمن، يشير إلى مخاوف شديدة في الأجهزة الأمنية من فتح جبهة جديدة ضد إيران في اليمن.
يواجه السعوديون صعوبة عسكرية كبيرة في حسم الحرب في اليمن لصالحهم. ويعلّق الحوثيون آمالهم على “جو بايدن” الذي لا يؤيد البيت الملكي السعودي ويريد وفقًا لتصريحاته، إنهاء الحرب في اليمن سريعًا.
كما ستؤثر سياسة “جو بايدن” تجاه اليمن والحوثيين على إسرائيل، ووفقًا لتقديرات مصادر سياسية في القدس، ستجد إسرائيل صعوبة في العمل ضد الحوثيين حال هاجمت أهدافًا إيرانية وحوثية في البحر الأحمر دون موافقة إدارة “بايدن”.
إن السياسة التصالحية المتوقعة من الرئيس الجديد “جو بايدن” تجاه إيران ستشجع فقط -بحسب مصادر سياسية في القدس- النشاط “الإرهابي” لوكلاء إيران في الشرق الأوسط، الأمر الذي سيجعل اليمن جبهة أخرى يتعيّن على إسرائيل أن تواجه فيها إيران رغم البُعد الجغرافي الشاسع.
إدارة “بايدن” الجديدة قد تغير الوضع في اليمن
كتب المحلل الإسرائيلي إيلان زالايات[6] مقالًا في صحيفة جيروزاليم بوست تناول فيه تصريح وزير الخارجية الجديد “أنطوني بلينكين” بأن الولايات المتحدة ينبغي لها وقف دعمها لتحركات السعودية في اليمن، ووعده بمراجعة قرار سلفه “بومبيو” بتصنيف جماعة الحوثيين منظمة إرهابية.
لا ينكر أحد أن الحرب السعودية على اليمن قد أججت كارثة إنسانية، إلا أن التسرع في تسوية الوضع الحالي يمكن أن يأتي بنتائج عكسية بسهولة.
أولًا، الأزمة في اليمن هي أكثر بكثير من مجرد معركة بالوكالة بين السعودية وإيران. إن التفكك العنيف للبلاد هو نتيجة لعدد كبير من أوجه التباين والاختلافات المحلية، والتي على ما يبدو تم إغفالها في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة حيث تركز على المصالحة بين الحوثيين والحكومة المدعومة من السعودية. في الواقع، لا تمثل هذه الحكومة سوى مزيج من الأطراف المسلحة المتصارعة، التي لا يزال ولاؤها للرئيس عبدربه منصور هادي غير مستقر.
إن الحوثيين ظلوا الفاعل اليمني الأكثر تماسكًا طوال الحرب، فوقف إطلاق النار في الصيغة الحالية سيمهِّد لهم الطريق لانتزاع المزيد من الأراضي من القوات الهشة المتحالفة مع الحكومة.
إن الحوثيين مجرد قضية يمنية ولا يتعرضون لأي شخص خارج الصراع اليمني، هذا ليس خطأ في المجمل. يمكن اعتبار هجمات الحوثيين عبر الحدود حتى الآن ردًا انتقاميًّا على تدخل الرياض في اليمن.
إن الحوثيين لن يذهبوا إلى أي مكان، والأمر نفسه مع الانقسامات الداخلية الأخرى في اليمن، ومع ذلك فإنهاء الحملة السعودية يمكن أن يكون مثمرًا إذا كان للإدارة الأمريكية نهج جديد في اليمن يشمل استمرار تنفيذ اتفاق الحكم المشترك بين حكومة هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي؛ لتوحيد الكتلة المناهضة للحوثيين وإمداد حكومة هادي بالدعم الاقتصادي والعسكري المطلوب لتأسيس نفسها كقوة مستقلة منفصلة وتكون ذات ثقل يوازي الحوثيين، وتعزيز عملية سلام أوسع للأمم المتحدة تشمل المزيد من العناصر المحلية، وبالتالي تعالج حالة السخط الكامنة في قاع الاضطرابات اليمنية. إضافة إلى توفير الجهود الإنسانية لإعادة بناء المناطق اليمنية المستقرة نسبيًا من أجل تقليل تعرضها للعنف الحوثي، والسعي بحزم لعرقلة تسليم المزيد من الأسلحة المتطورة من إيران إلى الحوثيين، والسعي إلى تحقيق تسوية سياسية.
إسرائيل تضغط على بايدن للتساهل مع السعودية والإمارات
كاتب الصحفي باراك رابيد[7] مقالًا في موقع أكسيوس، وقال إن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى في وزارة الدفاع أخبره أن إسرائيل تخطط للضغط على إدارة “بايدن” القادمة لتجنب المواجهات حول حقوق الإنسان، وغيرها من القضايا الخلافية مع السعودية والإمارات ومصر.
وكان بايدن ينتقد السعودية بشكل خاص خلال الحملة بشأن الحرب في اليمن وقضايا حقوق الإنسان، فيما تعتبر إسرائيل علاقاتها الأمنية والاستخباراتية مع السعودية والإمارات ومصر محورية في استراتيجيتها لمواجهة إيران، وركيزة مهمة في الأمن الإقليمي.
وما يجب مشاهدته أن الإسرائيليين يعرفون أن بايدن سيكون لديه سياسة مختلفة تمامًا عن ترامب بشأن اليمن، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالدور السعودي في الحرب، لكنهم يخططون لتشجيع الإدارة الجديدة على التأكد من ألا تعمّق تحولاتها السياسية النفوذ الإيراني أو تعرض التعاون الإقليمي للخطر في قضايا أخرى.
خلف الكواليس أخبرني مسؤولون إسرائيليون في وزارة الدفاع أنهم يخططون لعرض القضية إلى إدارة “بايدن” على أن المنطقة قد تغيرت خلال السنوات الأربع الماضية، وتم تشكيل تحالف إقليمي جديد مع تعزيز إسرائيل لعلاقاتها مع الدول العربية.
تأمل إسرائيل أن تعطي الإدارة الأمريكية الجديدة الأولوية لهذه العملية على مخاوفها بشأن الحرب في اليمن أو انتهاكات حقوق الإنسان.
أثر التطبيع العربي الإسرائيلي على الحرب اليمنية
في هذه الحقبة الجديدة من التطبيع الإسرائيلي العربي، لدى إسرائيل مصلحة مباشرة أكثر مما كانت عليه دائمًا في نتيجة الحرب الأهلية المستمرة منذ عقود في اليمن، فاثنان من الفاعلين الرئيسيين على الصعيد الميداني هما السعودية والإمارات، والأخيرة مُوقِّعة على اتفاق إبراهيم، ولو صدقت التصريحات أو الأقوال غير الرسمية فإن السعودية على وشك التوقيع أيضًا.
كان ذلك بداية لمقال الكاتب والصحفي الإسرائيلي نيفلي تيلر[9] نُشر على صحيفة جيروزاليم بوست قال فيه إنه في بداية عام 2020، انقسمت اليمن بسبب الحرب إلى أربعة أطراف. لم تكن الحكومة اليمنية والحوثيين يتقاتلان من أجل السيطرة على البلاد ككل، ولكن ما زاد من تعقيد الموقف، تلقي الانفصاليين في جنوب اليمن دعمًا من الإمارات، وهو أمر غريب؛ لأن الإمارات كانت تقاتل الحوثيين أيضًا نيابة عن الحكومة اليمنية، التي نددت بالخطوة الانفصالية، ووصفتها بأنها “كارثية وخطيرة”.
تؤكد The Middle East Monitor أنه عندما استولى الحوثيون على السفارة السعودية في صنعاء، عُثر على وثائق تفيد اعتزام الولايات المتحدة إنشاء قاعدة عسكرية في جزيرة بريم اليمنية بالقرب من مضيق باب المندب “لحماية المصالح الأمريكية وضمان أمن إسرائيل”. في الواقع، تم انتزاع الجزيرة من سيطرة الحوثيين في عام 2015، وظلت تحت سيطرة التحالف منذ ذلك الحين.
تنظر إسرائيل والسعودية والإمارات إلى المضيق باعتباره ذا أهمية استراتيجية رئيسية في ضمان الوصول إلى المحيط الهندي وما ورائه، ويعتقد الجميع بضرورة منع وقوع هذا المضيق في حوزة الحوثيين وكلاء إيران.
وطالما استمرت مشاركة إيران “الحاقدة” فلا يبدو أن نهاية الصراع الأهلي في اليمن تلوح في الأفق. إن التصميم على إحباط تطلع إيران للهيمنة على الشرق الأوسط هو أحد العناصر التي توحّد إسرائيل والعرب الموقعين على اتفاقيات “إبراهيم”.