كل ما يجري من حولك

خَدَعُوهَا بِقَولِهم حَسنَاءُ!

437

 

بقلم الشيخ عبد المنان السنبلي.

لم يُعرف عنها مواقفها الداعية للسلام أَو الداعمة له، بل أنها في شخصيتها أشبه ما تكون (بهند بنت عتبة)، مُسّعرة حربٍ ومُثيرة فتنة (مع احترامي طبعاً لحقها في اختيار ما يناسب تفكيرها وطريقة أداءها).

هكذا أقرأ شخصية السيدة (توكل كرمان) – وقد لا أكون مصيباً – من خلال خطاباتها وكتاباتها المتشنجة دوماً والتي لا يغلب عليها الطابع السياسي والدبلوماسي المتأني بقدر ما يبرز فيها الطابع الثوري والانفعالي المتسرع.

فبأي معيارٍ ومقياسٍ إذَا تم منحها جائزة نوبل للسلام؟!

وكما هو معروف أن هذه الجائزة لم تنجو في مراحل عديدةٍ من تهمة التأثر سلباً بحالة المد والجزر في بحر السياسة العالمي المتلاطم بدليل أنها قد مُنحت ذات يوم مثلاً لمجرمي حرب (كمناحيم بيجن) وَ(إسحاق رابين) وَ(شمعون بيريز) وكذلك لمفرطين بقضايا وحقوق شعوب كفلانٍ وفلان.

عُمُـومًا ليس موضوعنا جائزة نوبل بقدر ما نحاول أن نصل إلى مبرّرات وصولها إلى اليمن وحط رحالها بين يدي الأخت (توكل كرمان) وإلى أي مدى كان لها أثرٌ مباشر على كُـلّ ما صار إليه اليمن اليوم من فوضى وعدوان وحصارٍ وشبه انهيار.

لست معنياً طبعاً بما كان يُقال عن السيدة (كرمان) من كثرة ارتيادها السفارات الأجنبية وخُصُوصاً الأمريكية وعن اعتمادات كانت تقبضها تحت مسميات عديدة طالما وليس بين يدي دليلٌ ملموسٌ يؤكّـد ذلك إلا أن الأحداث التي مرت بها اليمن والأدوار التي لعبتها الأخت (كرمان) في تأجيج الصراع وتأزيم الوضع كانت ملفتة للغاية بما يعزز القول أنها كانت تتمتع بدعمٍ أمريكي أُورُوبي شكّل لها حصانةً من نوعٍ ما من الملاحقات الأمنية مما جعلها تنشط سياسيًّا بأريحيةٍ تامة وبعيدًا عن أي تضييقٍ أمني أَو حتى اجتماعي الأمر الذي استطاعت من خلاله تشكيل وقيادة تيارٍ لا بأس به من الشباب المتأثر بأفكارها المتشنجة والمتعصب بطريقة عمياء لكل ما كانت تقوله أَو تريد فعله ليس أقله سعيها للإطاحة بالنظام حتى لو تطلب الأمر الإطاحة بالدولة نفسها وهذا ما حدث فعلاً لاحقاً.

ربما لم تكن هي على علمٍ مسبق بالمؤامرة إلا أنها للأسف الشديد قد وقعت في فخها لتصبح أدَاة، إن لم تكن أهم أدواتها بعد أن زيّن لها الأمريكان والأُورُوبيون ومن وراءهم سوء أعمالها فأضلوها عن السبيل، فهي لم تكن تمثل حتى توجّـهات حزبها والذي استطاعت جره في لحظةٍ من اللحظات إلى مربعها ليتبنى كذلك أفكارها لفترةٍ من الزمن قبل أن يعود عن ذلك لاحقاً حين أدرك – ربما – أن أدرك أنها تسير في اتّجاه غامضٍ آخر.

وكلما صفق لها الأمريكيون والأُورُوبيون ظنت أن ما تقوم به هو الصحيح وَالسليم فتتمادى فيه وتزداد تمسكاً به دون أن تنظر إلى ردة فعل الشعب مثلاً في الداخل لتصرفاتها وحماقاتها والذي كان ينظر إليها باستغرابٍ شديدٍ واستهجانٍ مستمر.

وفي لحظةٍ من أشد اللحظات حرجاً على اليمن تفاجأ الجميع بإعلان فوزها بجائزة نوبل للسلام والتي كان يفترض بحصولها عليها أن تعيد حساباتها وتنظر بعقلانية إلى ما حولها وأن تحاول تعديل شخصيتها على الأقل لتتسق مع مفهوم وأهداف السلام، إلا أنها ازدادتُّ قناعةً وتطرفاً في مواقفها المتخبطة والغير محسوبة تماماً لتذهب وحدها بالجائزة والشهرة وينتهي الحال باليمن إلى الهاوية وبراثن الانهيار!

فهل تحقّق للشعب والوطن ما وعدت به (توكل) أم تحقّق لها نفسها هي ما وعدها وأغراها به المتآمرون من العالمية والشهرة؟!

ولماذا لم تكمل ما بدأت ووعدت به الشعب وذهبت بعيدًا تروج لنفسها وتسوقها في المحافل الدولية بحثاً عن مجدٍ لها تظن أنها ستلقاه هناك – ولن تلقاه؟!

وهل اليمن اليوم يدفع فعلاً من أمنه واستقراره ثمن حصول سيدة يمنية على جائزة (نوبل)؟!

من يدري؟!

You might also like