ميناء “خليفة” في سقطرى وسد “زايد” في مأرب.. الإمارات تنهب علناً حتى الأسماء
من جديد، تعاود الإمارات نبش أوهامها المتعاقبة، والإمساك بصور هاربة من أحلام لا توجد سوى في مخيلتها المرضية التي تريد من خلالها أن تصبح غيرها، وهي أشبه ما تكون في مثل تلك الحالة بالغراب الذي أراد أن يتحول إلى طاووس، فلا استطاع ارتداء أو استنبات ريش الطاووس ولا احتفظ لنفسه بخصوصيته كغراب، وكل تلك اللوثة التي تضع الإمارات نفسها بداخلها ترجع إلى عقدتها الأزلية المتمثلة في رغبتها الملحة بامتلاك جذور لم تكن لها، وحضارة لم تكن من حظها كونها كياناً طارئاً مستحدثاً بفعل طفرة نفطية جعلت خزائنها تتكدس بالأموال.
مصادر محلية في محافظة أرخبيل سقطرى اليمنية أفادت بأن السلطات الإماراتية تسعى بجهود حثيثة لتغيير اسم ميناء سقطرى وتحويله ليحمل مسمى “ميناء خليفة”، لتضم هذه المحاولة إلى رصيد محاولاتها البائسة في طمس هوية شعبٍ يزعجها كثيراً أنه من أولى سلالات الجنس البشري على الأرض، ويزعجها أكثر أن بعض المعمرين اليمنيين الآن أكبر سناً من تاريخ وجود إماراتهم المستحدثة، ولا يستبعد أن تكون عقدة النقص الإماراتية بشأن التاريخ والحضارة التي لا تمتلكهما أحد أسباب مشاركتها في الحرب التي تشنها السعودية على اليمن منذ أكثر من ستة أعوام.
سبق أن حاولت الإمارات تغيير اسم “سد مارب” العظيم، إلى “سد زايد”، خلال مقابلة جمعت محمد بن زايد مع عدد من مشائخ مارب الموالين له، بعد استعراضه قائمة بما امتدت به أياديهم على المحافظة مذكّراً إياهم بمشاركة بلاده، في عهد والده، في عملية ترميم السد في ثمانينيات القرن الماضي، معطياً لنفسه الحق في تغيير اسم السد، الأقدم منذ مبتدأ التاريخ، وأيده في ذلك وفي موقف يحمل الكثير من الخزي والعار محافظ مارب القيادي في حزب الإصلاح، سلطان العرادة، وكذلك المهمة الاستخباراتية التي نفذها الهلال الأحمر الإماراتي بترميم عدد من المدارس في المحافظات الجنوبية، مشترطاً تغيير أسمائها إلى أسماء قتلى من قواته لقوا مصرعهم في تلك المحافظات، ومثلها في محافظة المهرة.
لم يعد مشائخ الإمارات مقتنعين بما هم عليه من حداثة العهد، سواء من ناحية الوجود أو من ناحية ما يطلقون عليه بالنهضة التجارية والسياحية في بلادهم، حتى وإن أظهروا ذلك في روايات اللمعة التي لمحها أحدهم في الصحراء، وانبعثت منها حضارة الجِرار الفخارية التي ظلت قنواتهم تسوّقها وصدقوها هم دون غيرهم، فما يحدث الآن في الإمارات هو ضياع السلالة البشرية المسماة “إماراتيين” وسط كمٍّ هائل من الأجانب، حتى أصبح الإماراتيون قلة قليلة، وأصبحت اللهجة المحلية لهم غريبة ومستغربة وسط لغات الأجانب، بل وأصبحوا أشبه بالمسجونين داخل تلك الجغرافيا الصحراوية الموصوفة بأنها بلادهم، حسب وصف السياسي الإماراتي حمد الشامسي، الذي قال في تغريدة على تويتر، إن حكام الإمارات يريدون تجميع أكبر قدر من الأموال ثم يهربون، بعدما سجنوا خيرة أبناء الإمارات وطبعوا مع عدوها وباعوا أرضها، حسب تعبيره.
وأضاف الشامسي أن حكومة محمد بن راشد تعمل على طمس هويتهم كإماراتيين كونهم أصبحوا أقلية على أرضهم وتقوم الحكومة بتغيير ثقافتهم وهويتهم، حد قوله، متسائلاً: ماذا يريد حكام الإمارات من الإمارات؟
YNP – إبراهيم القانص :