التقنية الشيطانية والقاعد الإعلامية الصهيونية..!
عبدالقوي السباعي
يعتبر الإعلام من أهم الأسلحة التي تعتمدها الدول والحكومات لإيصال سياساتها ومواقفها وأفكارها إلى شعوبها وإلى شعوب العالم، كما تستخدمها أَيْـضاً لمواجهة الدول الأُخرى، وهذا يكون على أَسَاس الموضوعية والشفافية، واعتماد الاخبار الصحيحة، لكن حين تعتمد وسائل إعلام بعض الدول وفعالياتها وخطابها الجماهيري على الكذب، وعلى أخبار كاذبة ومفبركة للتصويب على خصومها والنيل منهم، فَـإنَّها تعتمدُ على تقنية نفسية شيطانية سرعانَ ما ينكشف زيفُها ويتعرى كذبها، فالعالمُ اليومَ بات يستطيعُ الوصولَ إلى المعلومات الصحيحة وبإمْكَانه تبيان الحقيقة واستقائها من مصادرها، بوعي وإدراك وإيمان.
قديماً لعبت القاعدةُ النفسية القائلة: “اكذب ثم اكذب ثم اكذب، حتى يصدقك الناس” دوراً مفصليًّا في حياة الشعوب، حَيثُ استخدم كُـلّ من يريد تمرير فكرة معينة، الكذبَ وتكراره مراتٍ ومرات؛ بهَدفِ ترسيخه في أذهان الناس، وقد استخدم الطواغيت على مر العصور هذه الطريقة لتثبيت حكمهم، وتوسيع سلطانهم، فتارةً يوهمون شعوبَهم بمؤامراتٍ أَو أخطارٍ خارجية تهدّدهم وتتربص ببلدهم، وتارة يوهمون الناس بانهم يمتلكون مقاليد المعرفة في كُـلّ شيء، وهو المبدأ والتقنية النفسية التي أسس لها (إبليس الرجيم) منذُ بدء الخليقة، حين كذب واستمر في كذبه وكرّرها مراراً حتى أقدم (آدم وحواء) على الأكل من الشجرة المنهي عن آكلها، بعد أن أقسم أنهُ لهما من الناصحين واعتقدوا به أنهُ كذلك ناصحٌ أمين، وهكذا جاء على شاكلته من بني البشر من سار على نهجه، من الطواغيت الذين قاسموا الناس أنهم الاقدر على تشخيص ما يصلح لهم، ففرعون مثلاً استخدم هذه التقنية النفسية إلى أن وصل به الأمر أن قال لقومه: “وما أريكم إلَّا ما أرى”، أي أنه اختزل تفكير قومه بتفكيره هو لا غير، وحتى اليوم لا تزال قوى الاستكبار والاستغلال العالمي المتمثل بأمريكا ورموزها وطواغيتها يسيرون على هذا المنهج الشيطاني والذي اتخذتهُ الصهيونية والماسونية العالمية وسيلة لتحقيق غاياتها وأهدافها بالسيطرة والهيمنة على شعوب العالم.
المتأمل الواعي للنظرية الإعلامية التي سارت وتسير عليها كُـلّ الوسائل الإعلامية، والمنابر الاتصالية الجماهيرية، ومواقع التواصل الاجتماعية، التابعة لقوى تحالف البغي والعدوان الأمريكي السعودي، الإماراتي الصهيوني، أَو الناطقة باسمه، أَو السابحة في فلكه، أَو المأجورة له، سيلاحظ أن جميعها تقومُ على هذه التقنية النفسية والنظرية الشيطانية التي تجمّد وتشوه الوعي والإدراك الجماهيري، وتعيق العقول عن التفكير والتأمل، وتجعل ممّن يتعرض لنتاجهم بكل أنواعه، مُجَـرّد أسرى لهذا الزخم الهائل من الكذب والافتراء والتضليل والتحوير والفبركة.
حين تقدمت المجتمعاتُ وتشعّب الأفكارُ وتطورت التكنلوجيا وانتشرت وسائل الإعلام والاتصال بكل تقنياتها وآلياتها، بدأت هذه المنهجية والتقنية الشيطانية تأخذ دورَها في مناحي الحياة، وتُعمق تأثيراتها على نفسيات الكثير من الشعوب، متمترسةً خلفَ جيشٍ هائل من السياسيين والكُتاب المنظّرين والإعلاميين والوسائل الإعلامية والقنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي، إلى غير ذلك، ويبقى فقط لدى الشعوب المؤمنة لمواجهة تلك التقنيات وغيرها، أن تُجسدَ مبادئَ التوجيهات الربانية وتستحضر المعايير العملية الإلهية، سلوكاً وممارسةً، ينعكس على وعيها وإدراكها المنبعث من ثقافتها القرآنية الإيمانية الأصيلة.